الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
ما كتبه الصديق عبد اللطيف ازريكم وما تخوّف منه في الصباح وقع في المساء بإغلاق حدائق مراكش

المراكشي وحدائق ومنتزهات مراكش

 
عبد اللطيف ازريكم
 

منذ أن كانت مراكش كانت ساحاتها وحدائقها ومنتزهاتها سكنا تكميليا لأهلها وزوارها.. وفي كل الأحوال، أكانت وبائية أو فصلية أو، حتى، حربية...
 
لذلك لا ينبغي معاملة الناس، بدعوى اشتداد كورونا، على أنهم فئران تسلط عليهم قطط السلطة لإدخالهم إلى جحورهم.
 
الناس لا يستطيعون، خصوصا والفصل شديد الحرارة، الاستغناء عن التقاط أنفاسهم وقضاء أماسيهم في الساحات والمنتزهات، مهما كانت مخاطر الاختلاط...
 
وإذا افترضنا مبدئيا أن الدولة وسلطاتها تستقي شرعية وجودها من الخدمة العامة، التي ينبغي، إجباريا، تمتيع المواطن بها وحمايته من عموم الأضرار، التي قد تلحقه، بما فيها تلك التي قد يتسبب فيها بنفسه.. فإنها (الدولة وسلطاتها) مطالبة، ليس بمنع الناس من التجول والاستجمام.. وانما بالحرص على تنظيم ذلك وتقريب كل وسائل الحماية وتوفير كل ما يصون سلامتهم من انتشار العدوى وهم يمارسون حرياتهم العامة والخاصة المكرسة دستوريا وقانونيا وأخلاقيا...
 
حدائق مراكش ومنتزهاتها ليست فقط زينة تسر الناظرين الزائرين..
 
حدائق مراكش ومنتزهاتها كانت دائما وستبقى امتدادا عموميا للمسكن المراكشي...
 
والمراكشي لم يكن أبدا كائنا "داخليا" منفردا منغلقا انعزاليا..
 
لذلك يستحيل مقاربة شخصيته ووجوده الحضاري دون استدماج ساحة جامع الفنا والمنارة وأكدال وعرصة الشباب وشارع فرنسا وواحة سيدي يوسف... وما استجد من حدائق وساحات..
 
ولذلك من أوجب واجبات السلطة، وتماشيا مع مستجد الوباء، أن توًهل تلك الفضاءات وتزودها بمستلزمات الحماية والأمان، وبالحرص على تنظيم الولوج وتوفير وسائل وسوائل التعقيم وتحشيد الجهاز الأمني والتوعوي وإشراك كادر المجتمع المدني في تدبير الاستفادة العامة من تلك المنتزهات، بدل الارتكان إلى المقاربة الأمنية المبتذلة والمكرورة والفاشلة...
 
مجرد دعوة لتفكير جماعي من أجل إبداع خطط توًهل منتجعاتنا لتأدية أدوارها الأصيلة والأصلية، أخذا بعين الاعتبار ظروف الوباء المستجد.. حتى لا نجد أنفسنا ضحية للمنطق الأمني المستبد....