الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

تفجير مرفأ بيروت.. آجي تفهم اشنو جاري بين إيران وحزب الله وإسرائيل.. وشعب لبنان كياكل الدق!

 
إدوار حشوة
 
-1- إيران بسبب صعوبة ومخاطر نقل الصواريخ إلى دولتها في جنوب لبنان قررت العمل على استبدال نقل الصواريخ بتصنيعها داخل لبنان بمعونة وخبرات إيرانية!
 
-2- أهم خطوة في هذا الاتجاه هي نقل نترات الأمونيوم المادة الأساس في صناعة الصواريخ من أهم مصادر إنتاجها في جورجيا!
 
-3- تم شراء الشحنة (2750 طن) ونقلت بواسطة سفينة واسمها (Rhodes) وعلى أساس أنها متوجهة إلى موزامبيق. وبقي حتى الآن اسم المشتري من جورجيا وكذا اسم المرسلة إليه في موزامبيق سرًا حتى الآن!
 
-4- وصلت السفينة إلى بيروت وادعت وجود العطل فيها (كذبًا)، فتوقفت، ثم تم افتعال إشكال قضائي متفق عليه بين دائنيْن ادعيا الخلاف أمام قاضي الأمور المستعجلة لاتخاذ قرار بتوقيف سفر السفينة!
 
-5- القاضي هو حلقة السر في القضية مهمته إقرار نقل البضاعة إلى المرفأ بحجة أن وجودها لمدة المحاكمة تشكل خطرا على السفينة!
هذا القاضي إما أنه من جماعة حزب الله أو مجرد مرتشي!
 
-6- القاضي، بدلًا من أن يسفّر السفينة إلى موزامبيق، سمح للطاقم بمغادرة السفينة، ثم في مرحلة لاحقة سمح للسفينة بالسفر بعد تسوية مفتعلة للخلاف، وبحجة أن العطل قد تم إصلاحه!
 
-7- قرار القاضي بنقل الأمونيوم إلى مستودعات في المرفأ رقمه 429 تاريخ 27/04/2014 والموجه إلى مدير المرفأ!
 
تم النقل إلى مستودعات خاصة بحزب الله، يخزن فيها الأسلحة والكيماويات والمتفجرات، وكانت فيها كميات بسيطة من الأمونيوم سابقا، فأودعت الشحنة الكبيرة في مستودع يدعى العنبر 12.
 
جميع هذه المستودعات تحت سيطرة حزب الله ومحروسة منه ولا يقربها لا جمارك ولا أمن دولة ولا أمن عام ولا جيش، وتدخل المواد إليها وتخرج بأمرة حزب الله عبر بوابة خاصة تُدعى (بوابة فاطمة) معروفة، لا تخضع لإدارة المرفأ. وهي شبيهة بالمعابر الخاصة بحزب الله على الحدود مع سورية!
 
-8- مدير المرفأ (بدر ضاهر) أرسل إلى قاضي الأمور المستعجلة محتجا على نقل المواد وبقائها، منوّها بخطرها في عدة كتب:
 
في 05/12/2014
في 20/06/2015
في 13/10/2016
في 19/07/2017
في 28/12/2017
 
وطلب إما تسليمها للجيش، أو بيعها لشركة خاصة تبيعها للخارج. ولكن القاضي لم يرد!
 
-9- هذه المستودعات التي تحتوي أسلحة قادمة من إيران ومن أسواق التهريب تستعمل لتغذية عناصر حزب الله العاملة في أي مكان على الشكل التالي:
 
– نترات الأمونيوم لمعامل صناعة الصواريخ المتعددة في لبنان
– قسم إلى مجموعات حزب الله في اليمن والعراق وسورية وغيرها!
– استعمل الحزب نترات الأمونيوم من مستودعاته في مقتل الحريري بكمية 2.5 طن عام 2005
– استعمل الحزب نترات الأمونيوم في الكويت عام 2015 عبر خلية العبدلي بكمية 500 كلغ وكُشِفتْ
– إلى قبرص عام 2012 بكمية 8.2 طن وكُشِفتْ
– إلى بريطانيا عام 2015 بكمية 3 طن وكُشِفتْ
– إلى بوليفيا عام 2017 بكمية 2.5 طن وكُشِفتْ
– إلى ألمانيا عام 2020 واكتشفت في مايو الماضي
 
كل ذلك يدل على وجود نترات الأمونيوم في مستودعات حزب الله في المرفأ قبل وبعد الشحنة الكبرى!
 
-10- إسرائيل على علم بوجود مستودعات لحزب الله وتراقب وصول الأسلحة وتخزينها بالقمر الصناعي الدائم فوق لبنان.
 
خلال فترة السلام الواقعي المبرم بين إسرائيل وحزب الله لم تتعرض المستودعات لأي هجوم، وحتى تغاضت إسرائيل عن دخول حزب الله إلى سورية وحركته عبر المعابر الخاصة به.
 
-11- بعد القرار الأميركي بطرد إيران من سوريا، استهدفت إسرائيل التجمعات المشتركة لقوات الحرس الإيراني وحزب الله والنظام في سوريا، ولم تتعرض لحزب الله في لبنان احترامًا منها لاتفاق الحدود مع حزب الله.
 
-12- عندما اكتشفت إسرائيل مخططا إيرانيا مع حزب الله للقيام بعمليات من لبنان، وبعد أن أرسل حزب الله مجموعة من 4 مقاتلين اخترقت الحدود بأمر من خلية حزب الله غرب القنيطرة، كان ذلك بداية التحرك الإسرائيلي ضد حزب الله في لبنان، فقامت إسرائيل بقتل الخلية الآمرة بغارة عليها غرب القنيطرة.
 
-13- وصلت إلى مرفأ بيروت سفينة أفرغت شحنة من الأسلحة، أفرغت حمولتها في العنبر رقم 5.
 
فقامت إسرائيل بالإغارة على العنبر ودمرته.
 
ومع أن العنبر رقم 12 كان بعيدا نسبيا، إلا أن نترات الأمونيوم تنفجر إما بسبب ماس كهربائي أو إشعال نار مقصود أو بسبب حرارة شديدة، لذلك فإن الانفجار الناجم عن الغارة نشر شظايا وحرارة شديدة تسببت في انفجار مستودع نترات الأمونيوم!
 
أهم شهادة على هذا هو ما ورد من السيدة نائلة تويني، حيث مكتبها في جريدة "النهار" يطل على المرفأ، وقالت هي ومن معها من أسرة التحرير: "سمعنا أزيز طائرات فخرجنا إلى الشرفة نستطلع، وفجأة رأينا وسمعنا الانفجار الأول، الذي نشر غيمة سوداء، فدخلنا إلى الداخل، فكان الانفجار الهائل بعد أقل من دقيقة، ونشر غمامة صفراء أو برتقالية، وانتشرت روائح مواد كيماوية"!
 
-14- فور الانفجار، دفع حزب الله بعناصر من جيشه إلى مكان الانفجار، ومنعوا أي مسؤول لبناني أمني أو عسكري من الاقتراب من محيط العنبر 5، وكذا العنبر 12 وغيره، وكل من زار المكان كان على مسافة من قلب مكان الانفجار، وشوهدت شاحنات تنقل مواد وتعبر خارجة من معبر فاطمة!
 
-15- كانت إسرائيل تهدف من الإغارة إرسال رسالة قوية لحزب الله تحذره من خرق الاتفاق، ولم تتقصد العنبر 12 أو لم تتوقع انفجاره بفعل الحرارة.
 
لذلك:
- إسرائيل صمتت ولم تعلن مسؤوليتها بسبب الشهداء والدمار الهائل!
- الحكومة اللبنانية أول ما ادعته أن الأمر لا يعدو انفجار مفرقعات ألعاب مُخزّنة!
- لا إسرائيل اعترفت، ولا الحكومة ولا حزب الله اتهما إسرائيل في رسالة مضادة تعني أن حزب الله لا يريد الرد، ولا خرق اتفاق السلام!
 
= وحده شعب لبنان دفع ثمن هذا الصراع على أرضه بسبب وجود جيش فارسي يملك قرار الحرب والسلام، وتحوّل رئيس الجمهورية إلى ديكور وعبد مطيع، ومجلس النواب إلى زريبة من المنافقين المتسولين على أبواب مكاتب حزب الله!
 
المتوقع تظاهرات كاسحة تسقط الحكومة وتدعم حياد لبنان كحل صار له، بعد هذه المجزرة، أنصار في أميركا وأوروبا!
 
مقتل الحريري الذي عمّر لبنان أخرج سوريا من لبنان.. فهل تدمير ما عمّره الحريري بالأمس سيُخرج الدولة الفارسية من جنوب لبنان؟
 
محامي وكاتب وسياسي سوري