هل الفاعل السياسي والمنتخب في المغرب يعرف هذا؟! التغيرات المناخية الخطر المحدق بالبشرية
الكاتب :
مصطفى لمودن
مصطفى لمودن
تعرف هذه الأيام عدة دول حرائق غابوية فادحة، ضياع آلاف الكهتارات من الأشجار وباقي النباتات، نفوق ملايين الكائنات، ووفيات بين البشر، واحتراق منازل وقرى...
تشمل الحرائق الآن كلا من اليونان وتركيا وإيطاليا وروسيا وكاليفورنيا بغرب أمريكا...
كما اندلعت في وقت سابق حرائق مهولة في أستراليا والبرتغال وإسبانيا..
وفي نفس الوقت، أي في هذا الصيف تحديدا، نزلت أمطار طوفانية في بعض البلدان كبلجيكا وفرنسا وألمانيا.. نتجت عنها وفيات وخسائر مادية منها جرف المنازل والسيارات والطرق..
وهناك ذوبان مستمر للجليد بالقطبين، وارتفاع منسوب المياه البحرية بالشواطيء والدلتات الزراعية كما في حالة مصر وبنغلاديش.. وانتظار تحولات مناخية صعبة كتواتر العواصف، أو حلول الجفاف واتساع نطاق التصحر..
ويعزو الخبراء هذه التحولات الى ارتفاع درجة حرارة الأرض بـ1.5 درجة منذ بداية القرن العشرين، كما جاء على لسان خبيرة فرنسية في المناخ في برنامج c dans l'air بثته القناة الخامسة الفرنسية الأحد 8 غشت 2021..
وترى نفس الخبيرة وآخرون أن الحرارة سترتفع في كوكب الأرض بما يناهز ثلاث درجات في نهاية هذا القرن.. وليس اثنتين كما كان التوقع السابق!
ويعللون أسباب ذلك بارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكاربون في الجو، مما يجعل مناخ الأرض يشبه الدفيئة البلاستيكية التي تحمي النباتات..
وعليه، فقد أوصل البشر الكوكب الى هذه الوضعية، بسبب استعمال الوقود الأحفوري طاقةً للنقل والتدفئة الخ.
حتى أصبح النصيب السنوي لكل فرد في العالم يصل الى 12 طنا!
وطبعا هذه النسبة تختلف من دولة الى أخرى، فما يتسبب فيه أمريكي أو صيني أو فرنسي.. أكبر بكثير مما يطلقه إنسان في دولة "متأخرة" اقتصاديا..
ورغم ذلك، فجميع البشر مسؤولون عن إطلاق "وحش" ثاني أكسيد الكاربون من عقاله الأرضي إلى محيطها الجوي. طبعا من يركب الطائرة ويستعمل السيارة باستمرار ويكثر من استهلاك السلع والغذاء، ليس كمن يمكث في بلدته، ولا يتنقل كثيرا. لكنه بدوره يستهلك منتوجات يتسبب صنعها في انبعاث ثاني أكسيد الكاربون..
تبدو الحلول والبدائل الطاقية صعبة، وهناك تبادل التهم بين الدول الكبرى، وكل طرف يعلق تخاذله على مشجب حرصه على "التنمية" والسبق الصناعي والقدرة على التنافس.. فقد ظل رئيس أمريكا السابق يهزأ من ذلك، بل دعم العودة القوية لاستعمال الفحم! وإن كان خلفه بايدن قد وعد بالعكس، لكن إجراءاته متباطئة..
أوربا مثلا، ترجئ القطع النهائي مع الطاقة الأحفورية، وأساسا النفط الى ما بعد منتصف هذا القرن! علما أن هذا النوع من الطاقة أصلا يسير نحو النضوب..
ورغم ذلك تتوالى المؤتمرات الدولية، لتتحمل جميع الأطراف مسؤوليتها قبل فوات الأوان..
التساؤل الآخر، هل المواطن(ة) المغربي على علم بما يقع؟ هل الشاب(ة) الحاصل على شهادة الباكالوريا أو نهاية التعليم الإعدادي على علم بما يحيق بالكوكب من مخاطر؟ وما يهدد حياة البشرية؟ هل الفاعل السياسي والمنتخب يعرف هذه الأمور؟ ويضعها نصب قراراته ومسؤولياته؟