الطريق الرابع، نهج متنوّع ومتفتّح يجمع مكونات من أطياف اليسار السّياسي والنّقابي والمدني دون مرجعية فكرية موحّدة، لأنه توجه فكري براغماتي ينتصر للممارسة العملية، ولا يدعي الجواب على كل القضايا، بل يربط أفكاره بالنتائج.
الطريق الرابع هو رؤية برغماتية، تضع أفكارها على أرض الواقع لقياس نتائجها وعواقبها العملية. تؤمن إيمانا قويا بالاختلاف في الممارسة، لتفسير كل فكرة وفقا لعواقبها وآثارها العملية.
الطريق الرابع يؤمن بالأفكار التي لها قيمة وقدرة على ربط التجربة بالعقلانية، كما يؤمن بأن التجربة هي مصدر مهم لتأسيس المعرفة، لأنها تسمح لنا باستنتاج القوانين التي تحكم واقعنا المادي، وتدفعنا للتعامل معها بعقلانية.
الطريق الرابع هو تمثل لأفكار تتعامل مع حقيقة الواقع بنسبية، وتعتبرها صائبة إذا كانت ناجحة ومؤثرة في الواقع.
الطريق الرابع هو حركة تؤمن بالممارسة اليومية، وترفض أن تكون مجرد أفكار تدين نفسها. فالعالم يتغير باستمرار وأفكارنا يجب أن تتغير باستمرار وتتكيف مع الواقع باستمرار، حتى تصبح قابلة للتطور أفضل مع مرور الوقت لأن الاستمرارية هي عنوان التقدم والتغيير الصحيح.
الطريق الرابع هو فكرة تعمل وتشتغل، وتحتاج للوقت لنتأكد من صدقها. وهو لا يهدف للوصول إلى نتائج يقينية ثابتة، إنه منهج يساعد على ربط الأفكار بالنتائج.
الطريق الرابع يعتبر أن الصدق والصواب في الرؤية هو ما ينفعنا في تغيير أوضاع مجتمعنا. وهو يرى أن دور اليسار لا يكمن في رصد حقيقة الظواهر الاجتماعية، وإيجاد الحلول اللفظية للمشكلات الاجتماعية. كما أنه لا ينطلق من مبادئ ثابتة لوصف الواقع، بل يجتهد في إبداع أشكال جديدة للنظر إلى المستقبل بدل الماضي..
الطريق الرابع هو آراء أنتجها أشخاص انطلاقا من معرفتهم بالواقع. طريق لا يؤمن بملكة الأفكار المستقلة عن رغبات الأفراد وغاياتهم.
الطريق الرابع ليس معتقدات دوغمائية أو تصورات قبلية، إنه طريق يؤمن بالنجاح العملي أو ما يترجم إلى أفكار ناجحة.
الطريق الرابع ليس تفكير أيديولوجيا، فهو يرفض التسلط والانغلاق الفكري، ووضع الفاعل.. في زجاجة بدون هواء.
الطريق الرابع يؤمن بمناهضة التفاوتات الاجتماعية، كما يؤمن بالعدالة الاجتماعية وبالحق في التنمية.
يتبع...
الرئيس الناطق الرسمي لمنتدى مغرب المستقبل (حركة قادمون وقادرون)