هي أسفي الحگرة، أو لنقل أسفي المحگورة. حتى فيروس كورونا، لم يجد من مستقر له إلا أسفي ليفرّخ فيها أكبر عدد من الحالات في ظرف وجيز.
أسفي محگورة منذ زمان، فهي دائما الولد العاق للعاصمة، منحت المغرب مناضلات ومناضلين، لا يركعون ولا يخشون قول الحق حتى ولو كان ذلك مقابل رقابهم وحرياتهم.
أسفي هي الحصان الغير المروّض الذي رفض أن يمتطيه أحد مهما كانت رتبته وقيمته.
أسفي اليوم تجني شموخها وعزتها، بمحاولات إذلالها وتركيعها، وترييفها.
كل الصناعات الملوثة، كانت أسفي حاضنة لها، آخرها المحطة الحرارية التي رفضتها مجموعة من المدن واستقرت في أسفي.
أسفي، كالطفل اليتيم.. وكالأب العجوز الذي تخلى عنه أبناؤه وتركوه لمصيره وحده، يحن لحضن ولمن يدافع عنه، في زمن لا يؤمن إلا بنسبك وحاشيتك.
أسفي التي سماها ابن خلدون بحاضرة المحيط، اليوم خططوا وبرمجوا أن يجعلوها ريفا له.
أسفي التي تعاقب عليها مسؤولون كثر، لم يروا فيها إلا بقرة حلوبا، وجب استغلال خيراتها دون حسيب ولا رقيب.
أسفي الأراضي الخصبة دون الاستفادة من مشاريع الري منذ سنوات.
أسفي السياحة دون أن توضع في مخططات وزارة السياحة.
أسفي المدينة الساحلية التي مُنع بناتها وأبناؤها من شاطئها لسنوات بعدما تقرر إلحاقه بميناء أسفي.
أما المشاريع القادمة لأسفي، فهي تُغير مسارها ووجهتها قبل وصولها إليها.
أسفي المدينة التي تُغرق بلجن التفتيش والافتحاص دون أن يصدر قرار واحد بتوقيف مسؤول بها.
أسفي التي تناوب على مجالسها، طاشرونات، همهم الوحيد الفوز بأجود أراضيها وتحويلها لمشاريع إقامات.
يحتج بنات وأبناء أسفي على ما طالها، لكن للرباط رأي آخر، فوزير الصحة اليوم شكر جناح الولادة بمستشفى المدينة، الذي يعرف أكبر نسب الوفيات أثناء الوضع، على الصعيد الوطني.
وزير الصحة اليوم شكر إدارة مستشفى كانت سببا في تفشي الفيروس والوباء بالمدينة.
هي أسفي الحگرة أو أسفي المحگورة، طالما الفاسدون فيها يمنحون نسبة لـ"أهل الرباط".. انتهى الكلام!!!