الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

ليلة القاسم الانتخابي

 
نوفل البعمري
 
المغاربة مصدومون من السلوك البرلماني لفريق العدالة والتنمية ليلة "القاسم الانتخابي"، ليلة الجمعة 5 مارس 2021، الليلة التي عمد فيها البيجيديون، بقرار حزبي وبدعم من الأمين العام للحزب/رئيس الحكومة، من أجل القيام بهذا التحرك الغير المضبوط سياسيا ولا مؤسساتيا لمحاولة عرقلة جلسة مؤسساتية لمناقشة والتصويت على القانون التنظيمي للانتخابات، ودون الحديث عن خرق حالة الطوارئ الصحية والتدابير الاحترازية، التي قررها القانون، إذ الأمر يتعلق بخرق للاتفاق الذي تم اعتماده منذ اليوم الأول لتدبير الجائحة لضمان السير العادي للمؤسسة التشريعية، حيث تم تحديد كوطا لكل فريق حتى لا تتعطل هذه المؤسسة، ولضمان السير العادي لها.
 
"ليلة القاسم الانتخابي"، هي ليلة كشفت الوجه الحقيقي للحزب، الذي يدبر الشأن العام ببلادنا لمدة عشر سنوات، وفي المؤسسات المنتخبة منذ سنة 1997، والذي يريد التحكم في السلطة السياسية، وفي نفس الوقت، يريد لعب دور الضحية والمعارضة، إنها ازدواجية للأسف كنا نعتقد أن عشر سنوات في التواجد في تدبير الشأن العام وتسلّمه مقاليد الحكومة كافية لتجعله حزبا يتصرّف بشكل عادي، بشكل يلعب دوره وفقا لموقعه في الحكم.
 
"ليلة القاسم الانتخابي"، أكدت لنا أن هذا الحزب مازال يتصرف كفصيل طلابي داخل الجامعة عندما يشعر بأنه يفقد "موقعا" ما يقوم بسياسة الإنزالات، وليس حزبا سياسيا مسؤولا اتجاه الدولة والمجتمع، واتجاه باقي الفرقاء السياسيين والحزبيين.
 
"ليلة القاسم الانتخابي" أظهرت العدالة والتنمية بمظهر الحزب الانتهازي الذي لا يهمه سوى المقاعد التي تحصل عليها، ولا يهمه تجويد العملية الانتخابية.
 
"ليلة القاسم الانتخابي"، أكدت أن العدالة والتنمية لا تهمه الديمقراطية، لأن دمقرطة الحياة الانتخابية لا تتعلق فقط بالقاسم الانتخابي، بل بالعملية ككل، ولأنه لا يهمه سوى عدد المقاعد التي وجد نفسه سيفقدها بفعل التغيير الذي شهده القاسم الانتخابي، فقد حول الأمر إلى مشهد سوريالي، حزب يقود الحكومة يحتج على الحكومة وعلى عضو فيها.
 
"ليلة القاسم الانتخابي"، كشفت عمق أزمة الديمقراطية في بلادنا، حزب يقود الحكومة يحتج على باقي الأحزاب لأنها لم تتبنَّ طرحه ورأيه بخصوص القاسم الانتخابي، كيف أنه أصبح يعطي لنفسه الشرعية لتنقيط لباقي الاحزاب وفقا لهواه الحزبي والسياسي.
 
محام وباحث في ملف الصحراء