من ناحية المبدأ، لكل الحق في التعبير عن رأيه، مادام في إطار سجال الاختلاف، على قاعدة الاحترام، ولا حق لأي كان مصادرة حق أي كان في إطار حرية التعبير عن الأفكار. ففي إنجلترا مهد أعرق الملكيات في العالم، هناك تيارات وتنظيمات جمهورية، رغم صغرها، تعبر بحرية على ما تعتقده في نظرها صحيحا.
لكن من حقنا نقاش عمق ما تقول مثل هاته التيارات في المغرب، والتي نعتبر بعض ما تقول من باب الماضوية اللاعقلانية..
مثلا:
حين يبرر بعض الأطراف، تجنيا على الماركسية، أنهم يدافعون عن طروحات الانفصال من باب تقرير المصير، وحين تدحض طروحاتهم، من باب وحدة المعركة والمصير المشترك في التغيير الديمقراطي بين كل مكونات المجتمع المغربي بصحراوييه وأمازيغيبه، ويهوده، وريفيبه ومسلميه... بدون نزعات تقسيمية وتفتيتية.. ينبري بعض نبهائهم ليقول بدون استحياء، نحن ندافع عن حرية التقسيم والانفصال والاستفتاء والتفتيت، كما كان يدافع عن ذلك الحسن الثاني، ويبررون فقدان البوصلة بمبرر ثاني، يتعلق بقرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية (في بيانهم)!!!
ما هذا العبث؟؟!!
يبتدئ البيان بالصراع الطبقي، والبعد الثوري، والأممية وإسقاط النظام.. وينتهي بالانضباط لمجلس الأمن وشرعيته وحرية الانفصالية، وتبرير حقهم في تتبع نفس خطوات الحسن الثاني..
كما تقول الحواري الشعبية للمغرب "عطيني اللوجيك"، بمعنى أين المنطق؟
إننا في الحركة الاتحادية الأصيلة، وكامتداد لها، حزب الطليعة، رفضنا مساومة الحسن الثاني بالاستفتاء لتقسيم الصحراء المغربية، وسُجن رفاقنا لذات السبب، لأننا نرفض أن يساومنا الخارج والداخل للتفريط في أرضنا..
وإن كان من استفتاء، فكل المغاربة معنيون به من طنجة إلى لگويرة (حتى لا أدخل في نقاش حدود منطقية أكبر).
كان فعلا نقاش منظمة "إلى الأمام" مع منظمة "23 مارس" والحركة الاتحادية الأصيلة في بداياته أنضج من مثل هاته البيانات التي تُمضي شيكا أبيض لعسكر الجزائر وللتدخل الخارجي، دون استحضار مفهوم الوطن طبقيا، عفوا فهذا الأخير ينتفي عندهم حين يكون النهج بحثا عن "بؤرة ثورية" ولو هدمت بنيان الوطن.
نلتمس أن ترتقوا في النقاش، فنحن نصنع أرشيفا، من المهم أن يكون مضيئا للأجيال القادمة.
أنصحكم بتمحيص شهادة المناضل الطالبي (رابط جريدة الطريق التالي) حول الاستخبارات الجزائرية وعلاقتها بالصحراء المغربية وبمفهومكم "للبؤرة الثورية"، إبان حركة الاختيار الثوري في سبعينيات القرن الماضي.
ملحوظة: أدناه صورة الناطق الرسمي للبوليساريو بأوروبا، وعضو أمانته العامة، في قناة للكيان الصهيوني، أتمنى أن لا تقولوا لي ببلادة فالمخزن يطبّع.. ونهجكم في ذات السياق!!!