للتواصل معنا
البريد الإلكتروني: [[email protected]]
القيود التي بالإمكان وضعها أمام ممارسة حرية التعبير، هي تخصيصا تلك التي تتعلق باحترام كرامة الأفراد وتمنع شيوع خطابات الكراهية والتحريض على العنف، لكن ليس مما يدخل في ذلك انتقاد اعتقاداتهم الدينية
يجب أن نتذكر أن حرية التفكير والتعبير أصلا قامت ضد السلط الدينية والكهنوتية التي كانت تفرض قيودا خانقة على كل فكر حر، وقد تطلب الأمر معارك وتضحيات كبيرة باهظة.. ولا يمكن تصور فكر حر أو إبداع فني في مناخ يحصن الاعتقادات الدينية من النقد والرفض والتسفيه
لو كنا اعتبرنا أن كل المقدسات يجب أن تبقى بمنأى عن النقد، لما تقدمت المعرفة البشرية (الأديان التوحيدية نفسها حين نشأت مارست ازدراء الأديان السابقة عليها)... ولما عرفنا ثورة علمية ولا ثورة فلسفية ولا ثورة فنية (فن النهضة وتصوير أنبياء العهد القديم والجديد عراة)
أفهم أن الأمر يكون مؤلما وجارحا لمن يعتنق تلك المقدسات التي تتعرض للسخرية لكن لا مفر من تربية تعودنا على تقبل ذلك، كما فعل أبناء ديانات أخرى، لا يضيرهم في شيء أن يسخر من معتقداتهم من يشاء كما يشاء، شريطة أن لا يترتب على ذلك ما قد يكون تمييزا ضدهم أو تحريضا عليهم أو مسا بكرامتهم
عوض أن نطالب بإقرار تجريم ازدراء الأديان، وهي معركة خاسرة في نهاية المطاف، لنركز على التصدي لخطابات الكراهية والتمييز العنصري، بخطاب متماسك يستند إلى حقوق الإنسان وقيم الجمهورية والعلمانية والإنسية الكوسموبوليتية... وهنا ستكون المعركة مربوحة بالتأكيد
المقال السابق
المقال الموالي