للتواصل معنا
البريد الإلكتروني: [[email protected]]
وسائل العمل المعبَّأة مازالت خاضعة للمنطق الضيق والآني المستنِد إلى "المناورات الميزانياتية"، مع الارتكان إلى الحلول السهلة، من قبيل اللجوء إلى جيوب الطبقات المتوسطة وحسابات الشركات المواطِنة، في استغلالٍ مفرطٍ للروح الوطنية التي تتحلى بها هذه المكونات المجتمعية، وذلك تحت غطاء" التضامن الوطني"
فتح الباب على مصراعيه أمام الخوصصة، من خلال التفويت الجزئي أو الكلي لمجموعة من الوحدات العمومية، واللجوء المُبالَغ فيه للاقتراض العمومي من أجل ملء وترقيع ثقوب الميزانية
إذا كان مبدأ التضامن غير قابل للنقاش، لكونه يشكل أساس العيش المشترك، ويعزز اللُّحمة الوطنية، فإن الأمر يطرح العديد من علامات الاستفهام حينما نأخذ بعين الاعتبار الطريقة الانتقائية التي تم بها، وبعض الآثار السلبية التي يمكن أن تنجم عنه
الأسئلة الأساسية لطريقة تفعيل مبدأ التضامن:1- هل من العدالة والإنصاف أن نقتطع نفس النسبة من دخل يساوي 10.000 درهم ومن مداخيل أخرى تساوي 30.000 درهم أو أكثر، ونغض الطرف عن مبدأ دستوري قائم على العدالة الاجتماعية يفرض علينا الأخذ بتصاعدية الضريبة؟!2- ألا يُعتبر إخضاع الشركات المواطِنة التي تمارس نشاطها في الشفافية الجبائية، والتغاضي، بالمقابل، عن الشركات "المتمردة" وتركها على هواها دون حسيب ولا رقيب، وسيلةً تُغري بتمدد القطاع غير المهيكل وتُشجع على تفاقم التملص الضريبي؟!3- لماذا تم حصر دائرة التضامن في عدد محدود من الأفراد (حوالي 500 ألف شخص) وفي عدد محدودٍ من الشركات (بضع مئات)؟! أليس من المُجدي اقتصاديا والمُنصف اجتماعيا البحث عن "المال المُكْتَنَز" لدى الأثرياء الكبار من أجل توفير مبلغ الخمسة ملايير درهم الضرورية لتمويل الحماية الاجتماعية؟!
المقال السابق
المقال الموالي