علماء وخبراء الأوبئة يجيبون.. ما حقيقة "موجة كورونا الثانية" التي ضربت المغرب وعدة دول من العالم؟
الكاتب :
"الغد 24"
منذ انطلاق المرحلة الثالثة من مخطط تخفيف الحجر الصحي في المغرب، أضحت البلاد تسجل حالات إصابة قياسية بفيروس كورونا المستجد، إذ بعدما كان عدد الإصابات أق من 100، انفجر الوضع ليصبح العدد يتجاوز 1000 أحيانا...
هذا الوضع ليس مقتصرا على المغرب وحده، إذ أدى تخفيف العديد من دول العالم لإجراءات الحجر الصحي إلى ارتفاع جديد في عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد، مما فتح الباب أمام الحديث عن "موجة ثانية" من الجائحة.
ويأتي هذا الحديث بعدما حذرت منظمة الصحة العالمية، يوم الثلاثاء الماضي، من التهاون في مواجهة انتقال عدوى فيروس كورونا المستجد.
وقالت المتحدثة باسم المنظمة، مارغريت هاريس "ستكون موجة كبيرة واحدة. سوف تتفاوت علوا وانخفاضا بعض الشيء، وأفضل ما يمكن فعله هو تسطيح الموجة وتحويلها إلى شيء ضعيف يلامس قدميك"...
كما أفاد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، بوجود دلائل على موجة ثانية لتفشي فيروس كورونا في أوروبا.
لكن الخبراء والعلماء يختلفون بشأن وصف "الموجة الثانية"، فمنهم من يقول إن ارتفاعا جديدا في معدل الإصابات يعني بالضرورة "موجة ثانية"، فيما يشير آخرون إلى أن الأمر لا يتعلق بموجات، بل بزيادة الاختبارات لتشمل أكبر عدد من الناس، وهو ما يرافقه العدد المرتفع من المصابين.
وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أنه "من المبكر الحديث عن موجة ثانية"، ونقلت عن علماء قولهم "لا يجب الحديث عن هذا الأمر.. لأننا ما زلنا في الموجة الأولى".
ونقلت الصحيفة ذاتها عن لورين ليبورث، عالمة الأوبئة في المركز الطبي بجامعة فاندربيلت قولها: "ما زلنا في الموجة الأولى.. مع تخفيف القيود، ستظهر حالات جديدة، لكن هذا الأمر لا يمكن تصويره بمثابة موجة جديدة"...
ما معنى "موجة ثانية"؟
لا يوجد تعريف علمي رسمي لـ"موجة ثانية" في عالم الفيروسات، لكنها غالبا ما تفهم بأنها "عودة ظهور إصابات جديدة بالفيروس بعدما تراجعت بشكل كامل تقريبا". كما يقصد بها "حدوث طفرة جديدة في الفيروس، مما يثير إصابات جديدة"...
وحسب صحيفة "واشنطن بوست" دائما، قال ديفيد ويبر، عالم الأوبئة في المركز الطبي بجامعة نورث كارولينا، إن المصطلح استُخدم لوصف الاتجاهات المختلفة خلال الجوائح السابقة، بما في ذلك الأنفلونزا الإسبانية عام 1918 والسارس عام 2003. وذكر أنه "في ذلك الوقت، وصلت الإصابات إلى الصفر، ثم بعدها ظهرت إصابات جديدة بسبب طفرة ثانية للفيروس.. هذا ما نقصد به موجة ثانية"...
يشار إلى أن كورونا أصاب أكثر من 17 مليون شخص في مختلف أنحاء العالم، من بينهم نحو 679 ألف وفاة. أما عدد الحالات، التي تماثلت للشفاء، فناهزت الـ11 ألفا. ويتوقع خبراء ومتخصصون في عالم الأوبئة أن لا يكون لقاح كورونا جاهزا إلا بحلول عام 2021...