الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

فؤاد يزوغ يوقّع في الرباط اتفاق إحداث تمثيلية للمركز الدولي لتطوير سياسات الهجرة في المغرب

 
وقّعت الحكومة المغربية والمركز الدولي لتطوير سياسات الهجرة، يوم الخميس 10 نوفمبر 2022، في الرباط، اتفاقا يتعلق بإحداث تمثيلية دائمة للمركز في المملكة.
وسيُمكن هذا الاتفاق، الذي وقعه بالأحرف الأولى المدير العام للعلاقات الثنائية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، فؤاد يزوغ، والمدير العام للمركز الدولي لتطوير سياسات الهجرة، مايكل سبيندليغر، على هامش مؤتمر النظراء الثالث لبرنامج "يوروميد" للهجرة الخامس، من تعزيز التعاون مع الدول الأعضاء في المركز والشركاء الماليين لإطلاق مبادرات مشتركة في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
ويتعلق الأمر بالهجرة والتنقل القانوني، وتدبير القضايا المتعلقة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، ومكافحة التهريب بجميع أشكاله الاتجار في البشر، والحماية الدولية، وإدارة الحدود.
ويهم الاتفاق، أيضا، تعزيز التشاور الوثيق والمستمر بشأن تفعيل المبادرات المتخذة في إطار مختلف المنتديات الجهوية للحوار والتعاون بشأن الهجرة، ولا سيما "مسار الرباط"، وتنفيذ أهداف ميثاق مراكش الدولي.
ويهدف إحداث مكتب المركز الدولي لتطوير سياسات الهجرة بالمغرب، من خلال هذا الاتفاق، إلى إنشاء منصة أفريقية لتعزيز التعاون الثلاثي الأطراف مع بلدان أخرى في القارة بشأن المشاريع ذات الاهتمام المشترك، مثل التكوين وتعزيز القدرات، والتواصل والتفكير المشترك في التدبير الإيجابي للهجرة.
 
 
مايكل سبيندليغر:
مقر المركز حلقة وصل بين أوروبا والمغرب في تدبير الهجرة
 
وبهذه المناسبة، وصف سبيندليغر هذا الاتفاق بـ"الهام"، مُنوّها بإحداث مقر المركز الدولي لتطوير سياسات الهجرة بالرباط مع فريق دولي من أجل تنفيذ عدد من المشاريع بتعاون وثيق مع السلطات المغربية.
وأشار سبيندليغر، في هذا السياق، إلى أن هذا المكتب سيمثل منصة للتفاعل المباشر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك المتعلقة بالهجرة، بهدف تقديم الإجابات المناسبة.
وأكد سبيندليغر أن "الهجرة موضوع واسع شأنه في ذلك شأن فرص التعاون التي تتيحها هذه الشراكة"، مضيفا أن مقر المركز الدولي لتطوير سياسات الهجرة سيكون حلقة وصل بين أوروبا والمغرب في مجال تدبير الهجرة.
من جانبه، قال فؤاد يزوغ إن هذا التوقيع يؤكد نوعية وعمق العلاقات التي تربط الشريكين منذ عدة سنوات، معربا عن رغبته في مواصلة هذا العمل المشترك لتحقيق أهداف متعددة، بما فيها تحديد وسائل تنفيذ مختلف خطط العمل والإعلانات المعتمدة.
وفي هذا الصدد، شدد يزوغ على التزام المغرب بتنفيذ أهداف ميثاق مراكش من أجل هجرات آمنة ومنظمة ونظامية، وأهداف حوار 5 + 5، إلى جانب خلاصات هذا المؤتمر، الذي انعقد يومي 9 و10 نوفمبر الجاري في الرباط، بهدف تعزيز سياسة الهجرة في المملكة.
ويهدف هذا المؤتمر، الذي ينظمه المركز الدولي لتطوير سياسات الهجرة، ووزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، بدعم من الاتحاد الأوروبي، إلى تقييم التقدم المحرز في مجال حكامة الهجرة في المنطقة الأورو-متوسطية بعد مرور أربع سنوات على اعتماد ميثاق مراكش، واستكشاف مقاربات جديدة للتعاون الدولي من أجل تدبير فعال ومبتكر ومسؤول للهجرة والتنقل.
 
باتريشيا يومبارت كوساك:
المغرب شريك استراتيجي رئيسي للاتحاد الأوروبي
 
وخلال افتتاح مؤتمر النظراء الثالث المنظم من قبل برنامج "يوروميد" للهجرة الخامس، يومي 9 و10 نوفمبر الجاري تحت شعار "شراكات الهجرة متعددة الأطراف من أجل تنمية مستدامة في المنطقة الأورو-متوسطية"، أكدت سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى المغرب، باتريشيا يومبارت كوساك، أن المغرب شريك استراتيجي رئيسي للاتحاد الأوروبي في العديد من المجالات، ومن بينها تدبير قضايا الهجرة
وقالت يومبارت كوساك إنه "عندما يتعلق الأمر بالهجرة والشراكات متعددة الأطراف والتنمية المستدامة، يفرض المغرب نفسه كخيار واضح وبديهي".
وأكدت يومبارت كوساك أن إحداث المغرب للمرصد الأفريقي للهجرة بالرباط، بناء على اقتراح من الملك محمد السادس، بصفته رائدا لأفريقيا في مجال الهجرة، يقدم مثالا واضحا على ذلك.
ولدى تطرقها إلى "تجربة المغرب الواسعة وخبرته المشهود بها" في تدبير قضايا الهجرة، رحبت كوساك باعتماد المملكة للاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء، معتبرة إياها نموذجا يحتذى به، لافتة إلى أن المملكة تعد، أيضا، فاعلا أساسيا في المبادرات العالمية، حيث أبرزت، في هذا الصدد، أن تنظيم المؤتمر الحكومي الدولي من أجل المصادقة على الاتفاق العالمي حول الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية سنة 2018 بمراكش، مثال جيد على ذلك، مشيرة في ذات السياق إلى تولي المغرب رئاسة "مسلسل الرباط" ابتداء من دجنبر المقبل.
وأكدت يومبارت كوساك أن المبادرات العديدة التي اتخذها المغرب تثبت أن قضية الهجرة معقدة وعابرة للحدود، ما يبرز الحاجة إلى التعامل معها في إطار تعاون متعدد الأطراف، مضيفة "لذلك ينبغي تدبير قضايا الهجرة على نحو منسق والاستجابة لها في إطار حوار صريح وصادق ومفتوح، مع مراعاة مصالح وقيود مختلف الأطراف.
وسجلت كوساك أنه في سياق جيو-ستراتيجي دولي يزداد تعقيدا، تبرز تحديات الهجرة وتزداد حدتها، وذلك بسبب عدم الاستقرار السياسي وتداعيات جائحة "كورونا" وانعدام الأمن الغذائي والتغير المناخي والتضخم المتصاعد الذي يؤثر على جميع بلدان العالم.
 
فؤاد يزوغ:
الهجرة رافعة للتنمية وليست عقبة وفرصة وليست خطرا محدقا
 
من جانبه، قال السفير المدير العام فؤاد يزوغ إن الهجرة "تشكل فرصة سانحة تنطوي على إمكانات مهمة من أجل غد أفضل".
وأوضح يزوغ، خلال افتتاح المؤتمر، أن "التبادل البشري يظل فرصة سانحة تنطوي على إمكانات مهمة، من شأنها تحقيق مستقبل أفضل لمجتمعاتنا"، مشدداً على الإسهام الإيجابي للهجرة على المستوى الاقتصادي.
وأضاف بزوغ أن "فئة الشباب من المتعلمين والخاضعين للتكوين هي التي تستجيب في الغالب لفرص العمل، التي لا توفرها السوق المحلية"، مضيفاً أن المهاجرين يسهمون كذلك في الإثراء الثقافي للمجتمعات المضيفة، من خلال تقديم أفكار جديدة، والرغبة في النجاح، مما يعزز دينامية المجتمع. مبرزاً أنه "آن الأوان للعمل لصالح هجرات آمنة ومنظمة ومنتظمة ومفيدة للجميع، ووضع حد للتصور السلبي الخاطئ في منطقتنا".
ومن هذا المنطلق، دعا السفير يزوغ إلى العمل المشترك لفائدة أجندة إيجابية مشتركة "تعتبر قضية الهجرة رافعة للتنمية وليست عقبة، وفرصة وليست خطراً محدقاً"، مبرزا أن المغرب، وبالنظر إلى موقعه الجغرافي، أدرج منذ فترة طويلة الهجرة ضمن أولوياته، مشيراً إلى أن المملكة اليوم تعد بلد انطلاق وعبور، ولكن أيضاً بلد استقبال، كما أوضح أن المغرب "أظهر التزامه بهذه القضية على مر السنين على المستوى الوطني والإقليمي، والدولي، كما أبان عن كونه شريكاً موثوقاً ومستعداً للعمل بروح المسؤولية، والتضامن في جوانب الهجرة مع جميع شركائه".
وعلى الصعيد الوطني، أوضح يزوغ أن المملكة المغربية، بقيادة الملك محمد السادس، تتبنى سياسة هجرة قائمة على استراتيجيتين وطنيتين، تتمثلان في الاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء، والاستراتيجية الوطنية للمغاربة المقيمين بالخارج، مذكراً بأن هاتين الاستراتيجيتين تحميان الحقوق والحريات الأساسية للأجانب المقيمين في المغرب والمغاربة المقيمين بالخارج… ويتم تنفيذهما بالتعاون والتنسيق مع الدول الأفريقية والأوروبية المجاورة، وذلك من أجل ضمان انتظام الهجرة من وإلى المغرب، وفق طرق آمنة تقلل قدر الإمكان من مخاطر الاستغلال والاتجار وسوء المعاملة.
وتابع يزوغ موضحاً أن المغرب قدم، على الصعيد الدولي، ومنذ فترة طويلة، الدعم لوضع إطار حكامة دولي للهجرة، مبرزاً أن المملكة تشارك بفاعلية في أعمال المنتدى العالمي للهجرة والتنمية، الذي ترأسته خلال دورة 2017-2018، بشكل مشترك مع ألمانيا، كما استضافت على أراضيها في ديسمبر 2018، المؤتمر الحكومي الدولي من أجل المصادقة على اتفاق مراكش للهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية.
في سياق ذلك، أكد يزوغ أن "المغرب ملتزم أيضاً بقضية الهجرة في المنطقة الأورومتوسطية على المستوى الثنائي والإقليمي، ولاسيما الاتحاد من أجل المتوسط وحوار 5+5"، مشيراً إلى التزام المغرب أيضاً بعمليات حوار منظمة ومعمقة، وإجراءات تعاون ملموسة ومتعددة الأوجه مع الاتحاد الأوروبي والعديد من الدول الأعضاء فيه...