الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

بورجى لغيات: أنت تُبدع بخرجاتك في ما يبدو نوعا من الخداع.. لأنك تحاول إخفاء القُبح بالقناع

 
مراد بورجى
 
 
في خرجة مثيرة، حاول محمد غيات، رئيس فريق التجمع الوطني للأحرار بمجلس النواب، الدفاع عن الحكومة، وعن رئيسه الملياردير عزيز أخنوش، وعن ارتفاع أسعار المحروقات، الذي أنهك المغاربة و"حرّرْ عليهم العيشة"، بالقول إن "الحكومة تواجه تشويشًا ممنهجا من طرف الخصوم"، وإن "المغاربة، في 8 شتنبر، تفاصلو مع الشعبوية"، و"مع خطاب الإحباط والفشل"، وإن "الحكومة تشتغل بتوجيهات ملكية سامية"...
 
السي غيات.. لا داعي للاختباء وراء من أسميتهم "الخصوم".. فأنت تعلم، علم اليقين، أن خصم حكومتكم الوحيد، اليوم، هو الشعب المغربي الذي بِعتم له الوهم.
 
وتعلم أيضًا أن الذي يُواجه وسيواجه رئيس حزبك، كبير تجّار المحروقات، الملياردير عزيز أخنوش، إلى غاية تنحيته هو وحكومته، هو الشعب المغربي ولا أحد غيره.
 
وتعلم، كذلك، أن هذا الشعب ليس غرضه "التشويش"، بل يحتج على حكومتكم التي تركته يُواجه لوحده غلاء المعيشة بسبب ارتفاع الأسعار الناجمة عن الزيادات الصاروخية في المحروقات، التي يتربع رئيسك عزيز أخنوش على عرشها.
 
وفي هذا الصدد، أي عرش المحروقات، تعرف جيدا، السي غيات، أنت والأغلبية المشكِّلة لحكومتكم، أن السي أخنوش هو المستفيد الأول والأكبر من هذه الزيادات، وبسببها تزداد ثروته، يومًا عن يوم، بالملايير، فيما تنهار إلى الحضيض القدرة الشرائية للأغلبية الساحقة من الجماهير...
 
هذا واحد، الذي يخص الاختباء وراء مزاعم "الخصوم"..
 
اثنان.. السي غيات.. لا داعي للاختباء وراء الملك محمد السادس.. أنت تعلم جيدًا أن محاولة إقحامكم للملك، في خطاباتكم، بغية إخفاء فشلكم في تدبير حكومتكم لهذه الأزمة، التي بسببها يزداد المغاربة اليوم فقرًا مدقعًا، فيما يزداد رئيسكم غِنى فاحشا، كما سبق وقلت، فإنكم بذلك تستهترون بتحذيرات الملك لكم من مغبّة الاختفاء وراء القصر. وإن كنت نسيت، أو سهوت، دعني أنعش ذاكرتك، بخطاب الجالس على العرش، في غضبة كبرى على المسؤولين الفاشلين، قال فيها إنه عندما تكون النتائج إيجابية، تتسابق الأحزاب والطبقة السياسية والمسؤولون، إلى الواجهة، للاستفادة سياسيا وإعلاميا، من المكاسب المحققة. ثم زاد مشددا على أنه عندما لا تسير الأمور كما ينبغي، يتم الاختباء وراء القصر الملكي، الأمر الذي دعا الملك إلى التنديد بهذا الوضع، الذي أصبح فيه "ملك المغرب غير مقتنع بالطريقة التي تمارس بها السياسة، ولا يثق في عدد من السياسيين"...
 
ثلاثة.. السي غيات.. لا داعي للاختباء وراء استحقاق 8 شتنبر.. فأنت تعلم جيدا، أن حزبين يشاركان معكم في الحكومة، هما البام والاستقلال، فضلا عن أحزاب المعارضة، كلها نددت بالاستعمال الفاحش للأموال في استمالة الناخبين وشراء أصواتهم، بل أكثر من ذلك، لا أعتقد أنك ستنسى أو تتناسى صوت الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، عبد اللطيف وهبي، المتحالف معكم اليوم، وصوته يعلو الأرجاء تنديدا باستعمال الأموال في الانتخابات، وقال بصريح العبارة "نقصد حزب التجمع الوطني للأحرار"، ثم زاد موضحا لوكالة "فرانس بريس"، التي أكد لها: "نتهم الأحرار بإغراق الساحة الانتخابية بالمال"...
 
هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فإنه من العبث القول إن "المغاربة، في 8 شتنبر، تْفاصْلو مع الشعبوية"، والصحيح الذي يجب قوله هو أن المغاربة شرعوا يخرجون في وقفات احتجاجية ضد الحكومة، وضد قراراتها العشوائية واللاشعبية المناهضة لمصالح الأغلبية الساحقة من الشعب، فتصاعد التوتر والاحتقان في الساحة الاجتماعية، التي باتت على صفيح ساخن، قابل للانفجار، لولا الدور الكبير، الذي تقوم به "حكومة لفتيت" من سلطات محلية وأمنية لامتصاص الغضب الشعبي حتى لا يؤدي إلى ما لا تُحمد عقباه!!! ولعله لهذا السبب بالذات تأخرت حركة التنقيلات والتغييرات، التي كان منتظرا أن تشمل الولاة والعمال ورُتبًا أخرى...
 
وبكلمة، إن المغاربة "تفاصْلوا، مع الحكومة"، وباتوا يرفعون شعارات تطالب برحيل الحكومة وعلى رأسها عزيز أخنوش، الذي يحمّلونه مسؤولية تغذية ظروف الغضب والتذمّر والإحباط، ويهدد بأن يؤدي إلى أزمة سياسية خانقة، أخنوش يشعل كل يوم فتيلها، مما سيصعّب الاستمرار في إطفاء شراراتها...
 
فكفاك السي غيات خداعًا للشعب..
 
فلن تستطيع إخفاء كل هذه البشاعة لا بالقناع ولا بالخداع...