الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

"تشي غيفارا الرحامنة".. رحيل المقاوم الوطني والمناضل اليساري لحسن زغلول

 
توفي اليوم الأربعاء، فاتح يونيو 2022، المقاوم الوطني والمناضل اليساري لحسن زغلول، الذي كان ملقبا باسم "تشي غيفارا الرحامنة"، عن عمر يناهر 92 سنة...
 
وكان لحسن زغلول، الذي وُلد في سنة 1930 بمنطقة اثنين بوشان، التابعة لمدينة بنجرير، على مقربة من مدينة اليوسفية الفوسفاطية، من مجموعة محمد بنسعيد أيت إيدر في مراكش، وهي مجموعة كانت تتشكل من عدة خلايا، ضمنهم طلبة مدرسة بن يوسف، وضمنهم الرفيق مبارك دكيري، وخلايا المقاومة الوطنية، التي كان يتصدرها مولاي عبد السلام الجبلي، وصمن أعضائها الراحل محمد بلحاج أطلس... وهذه الخلايا هي التي اتُّهمت بالتآمر والتخطيط لاغتيال الملك الحسن الثاني، بداية ستينيات القرن الماضي، حينما اعتُقل بلحاج أطلس صدفة وهو يحمل حقيبة مليئة بالسلاح على مقربة من جامع الكتبية، بعد أن أصاب عطل مفاجئ دراجته النارية، عشية زيارة الحسن الثاني إلى مراكش، وكان لحسن زغلول من ضمن المجموعة، التي حُكم عليها غيابيا بالإعدام...

وبعدما اشتدت المطاردات والملاحقات الأمنية، في أعقاب حملة الاعتقالات التي شملت قيادات وأطر الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، ارتباطا بما سُمي آنذاك "مؤامرة 1963"، اضطر الفقيد لحسن زغلول، سنة 1964، إلى الهروب نحو الجزائر، أسوة بباقي الرفاق، وفي مقدمتهم آنذاك الرفيق بنسعيد، حيث استقر السي لحسن في الجزائر، فيما آثر رفاق آخرون التوجّه إلى فرنسا...

وعقب التحاق الرفيق بنسعيد بالمجموعات الشبابية، المنتمية إلى الحركة الماركسية اللينينية المغربية، والتي أسست في مارس 1970 منظمة 23 مارس، سينضمّ باقي أفراد مجموعة بنسعيد، وضمنهم السي لحسن زغلول، إلى المنظمة الوليدة، حيث أصبح منزل السي لحسن بمثابة مقر للمنظمة، وملاذا لكل الهاربين من المغرب، أو المغاربة المارين من الجزائر، كما أصبح هو المخاطب لدى السلطات الجزائرية في كل ما يتعلق بالمعارضين المغاربة اللاجئين في الجزائر، كما كان هو صلة وصل المغاربة بقادة ومناضلي حركات التحرر الوطني العربية الموجودة في الجزائر، وفي مقدمتها المنظمات الفلسطينية، وبعض الحركات التحريرية من الخليج، هذا فضلا عن الدور الكبير الذي لعبه الفقيد في تجسير صلات التنسيق والتضامن بين حركات التحرر الوطني للقارات الثلاث الإفريقية والآسيوية والأمريكية اللاتينية، تحت إشراف الشهيد المهدي بنبركة، الذي كان آنذاك يعدّ لعقد مؤتمر القارات الثلاث في مدينة هافانا، الذي كان مقررا له موعد يناير 1966، قبل أن يتعرض للاختطاف والاغتيال في خريف 1965...

ومنذ تأسيس منظمة العمل الديمقراطي الشعبي، رغم بقائه في المنفى، الذي دام 35 سنة، فقد تحمّل عدة مسؤوليات سياسية، إلى حين دخوله إلى المغرب سنة 1999، فتحمّل مسؤوليات سياسية حضورية في المنظمة، ثم في اليسار الاشتراكي الموحد، ثم في الحزب الاشتراكي الموحد، إلى أن وافته المنية اليوم الأربعاء...

بهذه المناسبة الأليمة، نتقدم بأحر التعازي والمواساة إلى الرفيق محمد بنسعيد أيت إيدر، وإلى كافة أفراد أسرة الفقيد الكريمة، وكل أسرته الكبيرة، في فقدان وطني شامخ وجسور، قدم الكثير من التضحيات من حياته وحياة أسرته، من أجل مغرب حر وديمقراطي يوفر الكرامة والعدالة والمساواة لكافة المغاربة...