اليوبيل الفضي لمسرح الكاف.. 25 سنة من الإبداع والإنتاج والعطاء والتجريب
الكاتب :
"الغد 24"
أحمد طنيش
"داخل المسرح نعيش حيوات متعددة، نسافر في الزمن والأزمنة ونتجول في تعدد الأمكنة الواقعية منها والمتخيلة، لهذا يستحق المسرح أن يبعث حياة أخرى موازية للحياة الواقعية، لكونه هو حياة الحياة".
في أواخر التسعينيات، كان الحلم وكان التأسيس، وكان مسرح الكاف، لمؤسسه الفنان المبدع عاجل عبد الإله، بصفته مخرجا، وممثلا وصاحب رؤية فنية؛ إذ راهن على مسرح آخر، مسرح يقف في المنزلة بين المنزلتين، مسرح يوازي الإبداع بالنظرية والاتجاهات المسرحية بمدراس الفن، والاجتهاد المسرحي بالفرجة ومرتكزاتها.
الآن تتأمل التجربة حصيلتها، بعد 25 سنة من الحضور الفاعل كونها أصبحت إضافة نوعية في الشكل والمضمون، ليس من باب تقييم الذات فقط بل من خلال المنجز الإبداعي الذي جرب معظم المدارس الفنية مع تعدد المؤلفين والممثلين والتقنيين والفنيين المغاربة من كل الأجيال، مع الإنفتاح على بعض التجارب الدولية.
في مرحلة الاحتفاء هذه تنفتح التجربة مرة أخرى على أسئلة المنتظر، وبذلك يقام احتفاء باليوبيل الفضي في فضاء حي استقبل شغف وحلم ورهان هذا المسرح، ليقدم مسرح الكاف التحية لموطن التجربة والتجريب وبالتالي ليستقبل تحية الاعتبار من الحي المحمدي موطن الإبداع والمبدعين والمتحف الفني المفتوح على التجارب الفنية في تعددها وظاهرتها ومدارسها وتحولاتها.
ينطلق مسرح الكاف بالاحتفاء بربع قرن من الإبداع والإنتاج والعطاء والتجريب بأيام احتفائية عبر برنامج تواصلي وإبداعي وتكويني، من الحي المحمدي، وسينفتح الاحتفاء على مقاطعات الدارالبيضاء وعبر ربوع الوطن، من خلال برنامج جولة احتفائية إبداعية.
هو برنامج فني احتفائي، من خلال مشروع ثقافي، يتم من خلاله الاحتفاء بتجربة مسرحية رائدة قدمت منجزها ومقترحها الفني، خلال ربع قرن، وتتطلع لإبداع يواكب التحولات والتطورات والرهانات الإبداعية.