الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

فضيحة في عمّان.. المغرب يتصدّى للاعتداءات الإسرائيلية في القدس والجزائر تسقط في "التبرهيش"!


شكل الاجتماع الرابع للجنة الوزارية العربية المكلفة بالتحرك الدولي لمواجهة السياسات والإجراءات الإسرائيلية غير القانونية في مدينة القدس المحتلة، اليوم الخميس 21 أبريل في عمان، مناسبة لإبراز الدور المحوري، الذي يقوم به المغرب، بقيادة الملك محمد السادس، من أجل الدفاع عن القضية الفلسطينية، ومواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، وفي الوقت نفسه أظهر الاجتماع ذاته كيف أن حكام الجزائر فقدوا عقولهم، وصاروا يخبطون خبط عشواء، وهذا طبيعي في بلد يحكمه نظام عسكري بقيادة الجنرال البوّال السعيد شنقريحة، والدمية عبد المجيد تبّون، الذي يرفع الحراك الجزائري الشعبي في وجهه شعار "الرئيس المزور جابوه العسكر"، إلى درجة أن كل المراقبين الموضوعيين سلّموا بأن ممثل الجزائر في هذا الاجتماع يسلك نهج "التبرهيش"، أي الانحدار إلى تصرفات صبيانية... لكن النتيجة التي صدمت، اليوم، النظام العسكري في الجزائر الشقيقة، هي الهزيمة التي مني بها ممثل الجزائر، والصفعة، التي وجهها له باقي الممثلين العرب في الاجتماع، وهذه التفاصيل...

في البداية، نبدأ بكلمة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، خلال الاجتماع الطارئ للجنة الوزارية العربية المكلفة بالتحرك الدولي لمواجهة السياسات والإجراءات الإسرائيلية غير القانوينة في مدينة القدس المحتلة، التي كانت راقية في مبناها ومعناها، وأكدت أن "المملكة المغربية، تحت القيادة السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس، تشدد على ضرورة الامتناع عن كل ما من شأنه تأجيج الوضع في الأراضي الفلسطينية وما ينتج عن ذلك من جر المنطقة نحو مزيد من التأزيم والتوتر".
 
وأوضح ناصر بوريطة أن استفحال الممارسات المشينة واللامشروعة في القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك مرده انتشار خطاب الكراهية المقيتة لأفراد وجماعات متطرفة تدعي أحقيتها في المسجد وحائط البراق، رغم أنهما تراث إسلامي خالص حسب قرار منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو).
 
وقال بوريطة، في هذا الصدد، إن ما يجري في القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك هو نتيجة حتمية لممارسات استفزازية ممنهجة متواصلة على طول السنة وتزداد حدتها مع حلول شهر رمضان، موضحا أن استفحال تلك الممارسات المشينة واللامشروعة راجع لانتشار خطاب الكراهية المقيتة لأفراد وجماعات متطرفة تدعي أحقيتها في المسجد الأقصى وحائط البراق، رغم أنهما تراث إسلامي خالص حسب قرار منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو بتاريخ 18 أكتوبر 2016.
 
وأضاف بوريطة أن اجتماع اليوم يأتي في ظل ظروف صعبة تمر منها القضية الفلسطينية والقدس الشريف تحديدا، بسبب ما يشهده الحرم القدسي الشريف والمسجد الأقصى المبارك من اقتحامات واعتداءات خطيرة أدت إلى ترويع المصلين الآمنين وإصابة واعتقال المئات منهم.
 
وأكد بوريطة، بكل وضوح وبكل مسؤولية، أن المساس بالوضع القانوني القائم في مدينة القدس والحرم القدسي الشريف ومحاولات تشريع التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك وتكريس ذلك كجزء من الواقع اليومي، أمر مرفوض وينبغي أن يتوقف خدمة للسلام والاستقرار.
 
وذكر رئيس الديبلوماسية المغربية، في هذا الصدد، أنه على إثر الأحداث التي عرفتها مؤخرا باحة المسجد الأقصى، وبتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، تم استدعاء القائم بأعمال مكتب الاتصال الإسرائيلي بالرباط لتبليغه إدانة الاعتداءات على المصلين في المسجد الأقصى والمس بحرمته.
 
وشدد بوريطة على أن استمرار الأعمال المنافية للقانون الدولي وللشرعية الدولية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك مدينة القدس الشريف يزيد من توسيع الفجوة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ويقوض إجراءات بناء الثقة ويشكل استفزازا واضحا لكل العرب والمسلمين وعاملا لإثارة النزعات المتطرفة التي تدفع نحو مزيد من الاحتقان والتوتر والعنف في المنطقة برمتها.
 
ودعا بوريطة، في هذا السياق، إلى ضرورة أن يكون موقف الدول العربية موحدا ولا تشوبه أي مزايدات عقيمة حيال أهمية القيام بجهد دبلوماسي مكثف للمحافظة على مدينة القدس الشريف باعتبارها تراثا مشتركا للإنسانية وأرضا للقاء ورمزا للتعايش السلمي بالنسبة لأتباع الديانات التوحيدية الثلاث كما جاء في نداء القدس الذي وقعه صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمعية قداسة البابا فرنسيس في الرباط 30 مارس 2019.
 
وعبر بوريطة عن بالغ القلق وعميق الأسف لعدم تمكن مجلس الأمن الدولي من إصدار قرار بوقف الأعمال الاستفزازية والتصعيد الخطير الذي تعيشه مدينة القدس الشريف جراء الاقتحامات والاعتداءات المتكررة على الحرم الشريف.
 
وموازاة مع الدعوة إلى الوقف الفوري لكافة أشكال التصعيد في المدينة المقدسة، أكد بوريطة، أيضا، على أن هناك حاجة ماسة لدعم مدينة القدس وصمود أهلها، مجددا التأكيد على التضامن الكامل للمملكة المغربية بقيادة صاحب الجلالة، مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في نيل حريته وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفق حل الدولتين المتوافق عليه دوليا، واقتناعها بفضائل الحوار والتفاوض باعتبارهما السبيل الوحيد لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بعيدا عن أعمال العنف والتصرفات الأحادية الجانب...
 
كانت كلمة بليغة ومعبّرة وقوية قوة الموقف المغربي الرائد من القضية الفلسطينية، والذي يديره الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس، بكل جدارة، وبتدبير القادة الكبار، بالأفعال وليس فقط بالأقوال، فضلا عن تأثيره الواضح لدى طرفي الصراع الفلسطيني والإسرائيلي...
 
مقابل هذه الكلمة، التي نوّه بها وبمضامينها المجتمعون، كان لممثّل الجزائر موقف سخيف، يجسد سلوك "التبرهيش" بكل ما في الكلمة من معاني مغربية، إذ إنه تصرّف بسلوك صبياني أمام المجتمعين، ولم يبق له إلا أن يبكي أو يتباكى "كيما نوّهتوا بالمغرب نوهوا بالجزائر"، و"كيما ذكرتوا الملك محمد السادس ذكروا عبد المجيد تبّون"، وهل يستوي رئيس مزوّر جابوه العسكر في الجزائر الشقيقة، التي يحكمها الجنرالات بالحديد والنار، يقمعون كل احتجاج للشعب الجزائري الشامخ، ويرمون المناضلين والمعارضين والمدافعين عن الحريات وحقوق الإنسان إلى معتقلات "مخابرات عبلة"،،، مع ملك قائد، يتصرف، قولا وفعلا، بمواقف حضارية راقية، في العلاقات الدولية، وفي مملكة عريقة ضاربة في أعماق التاريخ، وشعب أبي بتنوعه وتعدده ووحدته؟!!
 
فبعدما أقدمت الجزائر على عرقلة بيان لمجموعة السفراء العرب لدى هيئة الأمم المتحدة بنيويورك بشأن التصعيد الأخير الذي تعرفه باحات المسجد الأقصى المبارك، قام ممثلها في الاجتماع الرابع للجنة الوزارية العربية المكلفة بالتحرك الدولي لمواجهة السياسات والإجراءات الإسرائيلية غير القانونية في مدينة القدس المحتلة، اليوم الخميس بعمان، بمحاولة مماثلة لكنها باءت بالفشل.
 
فبعدما لاحظ بأن البيان الختامي للجنة يضم فقرة تبرز دور الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس ووكالة بيت مال القدس الشريف، في نصرة هذه المدينة المقدسة وصمود سكانها، طالب الممثل الجزائري بتضمين البيان فقرة حول الدور المزعوم للرئيس الجزائري بذلك الخصوص، وهو الطلب الذي لم يُعره المشاركون أي اعتبار، إذ رفضوا أن تُعاد مهزلة نيويورك في عمان، فـ"نخّلوه" وكأنه لم يكن، وتم اعتماد البيان بالإجماع كما اقترحته رئاسة اللجنة والأمانة العامة لجامعة الدول العربية بكامل الفقرة سالفة الذكر الخاصة برئاسة لجنة القدس.
 
وكرس رفض اللجنة للطلب الجزائري عزلة الجزائر، التي لم تجد سوى التحفظ على البيان، وهو تحفظ لا يؤثر على الإجماع العربي تجاه دعم القدس وسكانها، بقدر ما يؤثر على سمعة الجزائر، التي ظهر قادتها أنهم مجرد "براهش"...