الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

الطنز العكري.. باطرون حافلات "ألزا" ألبرتو بيريز ضحك على المغاربة فتحوّل إلى مسخرة!

 
عن صفحة Liberalisation.bus
 
لا يعرف أحد ماذا دار في "مخّ" الرئيس المدير العام لمجموعة "ألزا" ALSA المغرب، ألبرتو بيريز Alberto perez، ليسجّل خرجة غريبة ومريبة سرعان ما تحوّلت إلى مسخرة، حين أعلن، للرأي العام المغربي، اليوم الجمعة 3 دسمبر 2021، أن "شركة (ألزا) المغرب تشارك في الحملة العالمية للعنف ضد المرأة"...
هذا ما جاء في مذكرة إخبارية عمّمتها شركة "ألزا"، المكلفة بتدبير قطاع النقل الحضري في مراكش وأكادير وخريبكة وطنجة والرباط والدارالبيضاء، تفيد أنها تشارك في الحملة العالمية تحت شعار "16 يوما من النشاط ضد العنف القائم على نوع الجنس"، وأن هذه الحملة ستستمر إلى غاية 10 دسمبر 2021...
وقال باطرون حافلات "ألزا" إن "العنف ضد المرأة، انتهاك صارخ لحقوق الإنسان"، وزاد في "تلواك الهضرة" زاعما أن شركة "ألزا" تعتمد على "الرأسمال البشري للشركة، من أجل نبذ أي عمل من أعمال العنف بشكل جذري"....
وما إن تعمّمت المذكرة ووصلت إلى مواقع التواصل الاجتماعي حتى تدافع النشطاء، وضمنهم فاعلون حقوقيون ومدنيون، للسخرية من الباطرون، وعلّق بعضهم بأغنية نجاة اعتابو متوجّهين إلى ألبرتو بيريز بالقول: "هاذي كذبة باينة"، وعلّق آخرون، خصوصا من مراكش: "إيوا هذا هو الطنز العكري"، قبل أن يُجمعوا كلهم على أن باطرون حافلات ألزا يستهتر بالرأي العام المغربي، ويستغفل ذكاء المغاربة، وأن هذا السلوك يكرّس الخلفية الاستعمارية للشركة، والنظرة الاستعلائية والتحقيرية، وكذا التضليلية حين يقول بلا حشمة بلا حيا: "يتبين لي أن العنف والمضايقة، التي تتعرض لها النساء والفتيات مشكلة لا يمكن معالجتها إلا بالعمل معا"، وأكد أنه "لا يزال هناك الكثير مما ينبغي عمله، لكننا ستتمكن معا من مكافحة هذه الظاهرة بفعالية وتحويل استراتيجيتنا للمساواة والإدماج إلى واقع"!!!
واش أنت لاباس آ السينيور ألبرتو بيريز، واش كتظن أنه يمكن ترْطنْ بجوج كلمات لتنطلي على المغاربة؟!
المغاربة، وفي مقدمتهم النساء المغربيات، ذاقوا في حافلات "ألزا" كل صنوف العذاب، النفسي والجسدي، وامتهان الكرامة، في الاكتظاظ وفي الأعطاب والتأخرات، ناهيك عن المعاملات الحاطة بالكرامة التي يتعرّض لها الركاب من طرف عدد من المراقبين!!
ولعل أبرز فئة تكون معاناتها مضاعفة بهذه الخروقات والأعطاب هن الفتيات والنساء، إذ إنهن يتعرضن أكثر بحر الاكتظاظ للسرقة والتحرّش، وكلاهما يدخل في ظاهرة العنف ضد النساء، وبكلمة: إن حافلات ألزا باتت توفّر كل الظروف المواتية لتعريض النساء والفتيات إلى جميع أشكال العنف النفسي والجسدي والجنسي...
 
أكادير
في وجهة أكادير، وجّه مواطن من الدراركة رسالة إلى المسؤولين المحليين وأساسا إلى رئيس المجلس الجماعي، الذي هو نفسه رئيس الحكومة، كما وجّه نسخة منها إلى إدارة شركة "ألزا" نفسها، يطرح فيها مشاكل النقل الحضري في أكادير، وتحديدا في منطقة الدكاكرة، مما جاء فيها:
"كما تعلمون، سيدي رئيس مجلس جماعة أكادير، فإن الدراركة استقطبت في الآونة الأخيرة عددا كبيرا من الناس، والذين يشتغلون بأكادير على وجه الخصوص، مما يستلزم توفير النقل بالجماعة بشكل يتلاءم وعدد السكان. فلو تكرمت، سيدي الرئيس، وقمت بجولة بمحطات "ألزا" صباحا بداية من الساعة السابعة، فستلاحظ الإقبال الكبير عليها خاصة من طلبة الجامعة والمدارس العليا والعمال الذين يشتغلون كما سبقت الإشارة بأكادير، كما ستلاحظ الاكتظاظ المهول بهذه الحافلات ومعاناة الطالبات والعاملات مع الزحام الناتج عن قلة عدد الحافلات، ما يؤدي غالبا إلى تأخرات الطلبة عن اللحاق بمدرجاتهم والعمال بأشغالهم وما يتولد عن ذلك من مشاكل، فانظر، سيدس رئيس المجلس، إلى كل طالبة وطالب على أنهم أبناؤك وإلى العمال على أنهم إخوانك، فهل سترضى لأولادك أو إخوانك أن يعيشوا صباح مساء هذه المعاناة؟!! لذا نرجو منك، سيدي الرئيس، العمل على حل هذه المعضلة الآنية"...
 
مراكش
في وجهة مراكش، هناك العجب العجاب مع ظاهرة الاكتظاظ وغياب شروط السلامة في حافلات النقل العمومي "ألزا"، نموذج حافلة 33 خط مراكش أكفاي أيت إيمور.
يقول المراسل المحلي صلاح الدين زندي إن حافلة "ألزا"، وبالضبط الحاملة لرقم 33، والتي تعمل في خط مراكش أكفاي أيت إيمور، تعرف ظاهرة الاكتظاظ بالركاب، في مشاهد تخالف كل الإجراءات الاحترازية التي توصي بها السلطات ووزارة الداخلية، إذ تهدد بظهور بؤر وبائية في ظل غياب شروط الوقاية، ويصل عدد الركاب في بعض الأحيان إلى ما بين 120 إلى 140 راكبا، ولكم أن تتصوّروا كيف سيكون عليه وضع الركّاب داخل الحافلة!!!
هذا الوضع، دفع الكثير من الفعاليات الجمعوية والحقوقية إلى المطالبة بضرورة تدخل السلطات، قصد فرض احترام قانون الحافلات العمومية، وخصوصا في ظرفية الجائحة، وأصبح هذا المشهد يثير قلق السكان، حيث يرجع سبب هذا الاكتظاظ الواقع في الحافلة رقم 33 خط مراكش أكفاي أيت إيمور إلى قلة الحافلات بهذا الخط الطرقي.
 
الدارالبيضاء
في الدارالبيضاء، هناك وضعية استثنائية لمعضلة الاكتظاظ في حافلات "ألزا"، استثنائية بكل معنى، بالنظر لما تخلقه من مآسي في نفوس وأجساد الراكبات والراكبين...
وفي هذا الصدد، نسأل الباطرون ألبرتو بيريز: هل تتذكر تلك "الصورة العجيبة"، التي انتشرت، السنة الماضية (2020) على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تُظهر حافلة "ألزا" في حالة اكتظاظ مهول؟
سنعيد نشر تلك الصورة، التي تتذكرها جيدا، لأنها أخرجتك من مكتبك الوثير لتحاول امتصاص غضب المغاربة، بالإعلان عن فتح تحقيق داخلي من طرف مصالح الشركة بخصوص مدى احترام إجراء التباعد الاجتماعي على متن إحدى حافلاتها...
 
 
ومن ذلك الوقت، لم يعد أحد يتكلّم عن تحقيقي لا داخلي ولا خارجي، الأمر الذي أكد ما ذهب إليه النشطاء المغاربة، الذين لا يفوتهم شيء من ألاعيب شركة "ألزا"، بمجرد مرور شهر على الواقعة، وهو أن إعلان ألبرتو بيريز لم يكن سوى شقشقة لسان للتنفيس عن الاحتقان، الذي عرفه الشارع البيضاوي بالخصوص، منذ ظهور تلك الصورة...
وفي رد فعل على الشارع البيضاوي، سلّطت شركة "ألزا" ذبابها الإلكتروني وبعض المواقع المصلحية للترويج إلى قرب "انفراج الغُمّة"، بدخول الحافلات الجديدة (الصفراء)، دون أن تنتبه الشركة إلى أنها هي أصل الغمة، ولهذا السبب، فإن وعودها وحلولها تبقى ترقيعية، لأنها هي نفسها سبب العلّة...
وهذا ما تأكد بالملموس، منذ دخول الحافلات الجديدة إلى اليوم، إذ تعرف مختلف خطوط حافلات النقل الحضري التابعة لشركة "ألزا" المفوض لها تدبير القطاع على بالبيضاء، اكتظاظا واسعا يصل أحيانا إلى مصارعات ثنائية من أجل الولوج لهذه الوسيلة ما أثار غضب واستياء عدد من المواطنين.
إلى جانب الاكتظاظ الذي تعرفه عدد من خطوط الشركة الجديدة "ألزا البيضاء"، وغياب احترام التدابير الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا، التي تؤكد عليها الجهات الوصية، فإن مستعملي العديد من الخطوط يشتكون من الفوضى المترتبة عن غياب المراقبة الأمنية، حتى باتت حافلات "أنزا" ساحة للتحرشات والمشاجرات وعمليات السرقة داخلها...
فرغم استقدام حافلات نقل جديدة وعدت بها الشركة المواطن البيضاوي الذي يعتمد على خطوط حافلات النقل العمومي في تنقلاته اليومية، لتكون تلك الحافلات هي المنقذ من تلك الأزمة الخانقة، إلا أن الوضع لا يزال على حاله حسب المواطن البيضاوي.
 
الرباط
في الرباط، يقول المراسل المحلي عبد الرحيم الزواكي إنه بعد استئناف حركة النقل الحضري بشكل تدريجي في الأيام الأخيرة بمدينة الرباط، عقب تخفيف تدابير الحجر الصحي، أقبل العديد من سكان العاصمة والنواحي على استخدام حافلات النقل العمومي "ألزا"، قبل أن يصابوا بخيبة أمل، تحوّلت إلى تذمر وغضب، بسبب قلة الحافلات وتوقفاتها وخروقاتها واكتظاظاتها، مما يضاعف أعداد المواطنين، الذين ينتظرون قدوم الحافلة في النقط المخصصة للانتظار، فيتسابقون بلهفة وسط تدافع شديد وفوضى عارمة للصعود متجاهلين التباعد الجسدي وجميع التدابير الوقائية والاحترازية، التي فرضتها السلطات المختصة للحد من تفشي الوباء ببلادنا.
وأفاد أحد الركاب، الذي كان نزل على التو من حافلة كانت مكتظة عن آخرها، أن أسباب اكتظاظ الحافلات بهذه الكيفية يعود إلى أعداد المواطنين الكبيرة، التي لا تستطيع سبيلا لاستعمال سيارات الأجرة، لا الصغيرة ولا الكبيرة، مما يدفع المواطنين إلى تفضيل ركوب الحافلة للوصول إلى وجهاتهم المقصودة.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا، تظهر من خلالها إحدى الحافلات وهي تغص بالركاب، في مشهد يثير الهلع والخوف في صفوف الركاب، معتبرين أن هذا الوضع قد يحول حافلات النقل العمومي إلى بؤر وبائية.
 
طنجة
وفي طنجة، يقول شهود عيان أن الحافلات التابعة لشركة "ألزا"، التي تتولى تدبير مرفق النقل الحضري في مدينة البوغاز، تبدو على مدار ساعات اليوم، مكتظة عن آخرها بالركاب الذين يتجاوز عددهم الطاقة الاستيعابية للعربات، ما يجعل من إجراءات التباعد والوقاية بين الأشخاص، بمثابة عملة نادرة، ما ينذر بتحول هذه الحافلات إلى "ناقلات" لفيروس كورونا المستجد في شتى أرجاء المدينة.
وتشكل حافلات النقل الحضري هذه، نموذجا صارخا لمفارقة تتمثل في كونها تحمل، على واجهاتها وداخلها أيضا، منشورات تتضمّن الإجراءات التي ينبغي على الركاب أن يلتزموا بها، مثل إجبارية ارتداء الكمامات واحترام مسافة الأمان، لكنّ تطبيق هذه الإجراءات يصير شبه مستحيل نظرا لعدم توفر الشروط المناسبة لذلك في حافلات "ألزا".
 
هذا فقط غيض من فيض، نتوقف عنده حتى لا نطيل أكثر فأكثر، لنقول لباطرون "ألزا" ألبرتو بيريز: كفى استغباء للمغاربة، وكفى تضليلا، فالأوضاع الكارثية لحافلات "أنزا" باتت تقدم صورة تستفز نشطاء حقوق الإنسان، وهم يرون الركاب عموما، والنساء والفتيات منهم بوجه خاص، يتعرّضون يوميا لأوضاع حاطة بالكرامة الإنسانية...
 
ولهذه الأسباب، رفع النشطاء المغاربة
هاشتاغ:
#ألزا_ديكاج
وهاشتاغ:
#معا_لتحرير_النقل_الحضري_المغربي_من_الاستعمار_الإسباني
 
صور من عدة مدن تقول لباطرون حافلات "ألزا": واش هذاك وجهك ولا قفاك!