الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
والي جهة الدار البيضاء سطات سعيد احميدوش

بالفيديو.. السيد والي جهة الدار البيضاء سطات.. لم تعد خدع الترقيع تنطلي على القصر!

 
مراد بورجى
 
أجدني مضطرا للرجوع إلى والي جهة الدار البيضاء سطات سعيد احميدوش، بصفته المسؤول الإداري الأول على هذه المدينة، لأقول له إنني، ومعي السواد الأعظم من البيضاويين، لا نفهم ما الذي ينتظره هذا الأخير كي يقوم بفتح النفق الجديد، الذي انتهت به الأشغال منذ أسبوعين تقريبًا!
الوالي لا تهمه الساعات الطوال، التي يقضيها البيضاويون في معاناة مريرة مع الطرقات المزدحمة، في الوقت الذي يجب عليه فتح النفق تحت أرضي الجديد المسمى "الموحدين"، الذي سيفك العزلة على ملتقيات الطرق على طول شارع الموحدين، وشارع سيدي محمد بن عبد الله، ومحج زايد أوحماد، وشارع القوات المسلحة الملكية، التي ينتهي بها عند ملتقى الطرق الزلاقة...
إذا كان الوالي يريد أن يوهم البيضاويين أن فتح هذا النفق يستلزم زيارة الملك محمد السادس للدار البيضاء لتدشينه فهو مخطئ، إذ إن فتح الجسر المعلّق بسيدي معروف بالدار البيضاء، أمام حركة السير لم يتطلب حفل تدشين ولا غيره...
الوالي الذي اعتقد أن الملك كعادته سيقضي باقي أيام رمضان بالدار البيضاء، سارع إلى العمل ليل نهار لترميم الحفر الكبيرة المنتشرة بمختلف شوارع الدار البيضاء، والتي كانت تعرقل حركة السير وتتسبّب في أعطاب للعربات، وفي حوادث السير، وغير ذلك من الأحداث والحوادث، التي لم يلتفت إليها الوالي.
 
 
فهذا "الترقيع" للشوارع، التي شكلت لمدة طويلة خطرا على حياة المواطنين، وكذا على العربات التي يستعملونها، لا يخفى على أحد اليوم أنه بغية إسكات السكان خوفاً من غضبة ملكية محتملة، وإلاّ لماذا لم يتحرك الوالي عندما تزايدت شكاوى البيضاويين من تدهور البنية التحتية، ولا حتى عندما فضحوا الشوارع المهترئة بنشر صور على مواقع التواصل الاجتماعي للحفر التي تنتشر في مختلف مقاطعات المدينة، حتى ليخال الناظر إليها أنها مدينة "خارجة من حرب"، وليست عاصمة اقتصادية لبلد كبير اسمه المغرب.
لماذا لم يقم الوالي بما يقوم به هذه الأيام، عند اعتقاده بالزيارة الملكية، وهو يعرف أن ملك البلاد يريد مسؤولين يتحركون في كل وقت وحين، وليس مسؤولين لا يبادرون ويتحركون إلا عند زيارة الملك، فيشرعون في الترقيع، وفي "التزيين" الذي لا يتعدى الواجهات، فتختفي الحفر والأزبال وتنبت الأزهار والأشجار، وفي أول امتحان ينقشع "الماكياج" وتنكشف الحقيقة المرة، مثلما فعلت الأمطار الأخيرة التي عرت عن ضعف وهشاشة البنية التحتية في مواجهة المياه المتدفقة، حتى تحوّلت الدارالبيضاء إلى مسخرة يتندّر بها القاصي والداني بسبب سوء التسيير والتدبير.
الوالي احميدوش واهم إذا اعتقد أن خدعة "الماكياج"، التي يقوم بها اليوم قد تنطلي على القصر.
فلا زيارة ملكية للدار البيضاء تظهر في الأفق هذه الأيام يا سيادة الوالي..
ويبدو أن ملك البلاد قد فضل أن يقضي باقي أيام رمضان بمدينة فاس للتعبد، ليفهم السيد الوالي أن القيام بالواجب لا يشترط زيارة ملكية، فترك الوالي لضميره ليقوم بواجبه تُجاه دافعي الضرائب أولا، ثم يأتي دور الملك للمحاسبة...