الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
عمال النظافة الثلاثة المطرودون في اليوسفية

63 يوما من الاعتصام المفتوح لعمال النظافة المطرودين.. وشركة "أوزون" تتحدى القانون


في حالة غريبة وغير مفهومة ولا مبررة، تصر شركة أوزون، الشركة المفوضة لتدبير قطاع النظافة في اليوسفية، على التصرف خارج القانون وخارج العصر، بالإمعان في جريمة انتهاك قانون الشغل وضرب الدستور عرض الحائط، بمواصلة التعنت في حل مشكل العمال الثلاثة، الذين أوقفتهم عن العمل بسبب انتمائهم النقابي، ما دفع العمال الموقوفين إلى خوض اعتصام احتجاجي مفتوح أمام مقر الجماعة الحضرية للمدينة...

وهؤلاء العمال الثلاثة هم محمد نديري وهشام عكاز ورضا اللغة، تعدى اعتصامهم المفتوح، اليوم الثلاثاء 19 يناير 2021، الشهر الثاني ودخل شهره الثالث، إذ كانوا دشنوا خطوتهم النضالية يوم 16 نوفمبر 2020...

63 يوما وهؤلاء العمال المطرودون ظلما وتعسفا من قبل شركة تتحدى القانون وتجرّم العمل النقابي، 63 يوما من المعاناة في العراء وفي ظل موجة البرد القارس التي تضرب البلاد هذه الأيام، 63 يوما من معاناة مضاعفات "البرد والأرض" مما تسبب لهم في أمراض على مستوى الظهر وةالعمود الفقري، فضلا عما يمكن أن يظهر من أمراض نتيجة استمرار هذا الوضع، 63 يوما من تجاهل المسؤولين الذين يبدو أنهم يعيشون خارج العصر ويعتبرون اليوسفية ضيعة وعمالها في النظافة عبيدا لهم يفعلون بهم ماشاؤوا بلا حسيب ولا رقيب، الشيء الذي لا يمكن تفسيره أو تبريره إلا بتواطؤ السلطات المحلية في هذه الجريمة ضد القانون وضد الدستور، وتواطؤ جهاز مفتشية الشغل، الذي وصلته عدوى الوزير الوصي الإخواني الظلامي، الذي ضُبط يوما متلبسا بانتهاك حقوق مستخدميه، وأحرى أن يبالي بانتهاك حقوق أبناء الشعب...

ثلاثة عمال كل ذنبهم أنهم آمنوا أنهم يعيشون في دولة تحترم نفسها وقوانينها، وأن هناك عملا نقابيا مشروعا كسائر بلدان المعمور، وما إن أسسوا مكتبا نقابيا حتى اكتشفوا الحقيقة المرة، التي ساهم في خلقها تجاهل السلطات المحلية، وهي أن اليوسفية تحولت إلى غابة، ومسؤولوها باتوا خارج العصر، وأضحت السيبة هي التي تحكم المنطقة، إذ تتحرك الشركة كما تريد وكما تشاء، وتهضم الحقوق وتنتهك القانون، وتطرد العمال، وتشرد عائلات، تتجبّر وتستأسد والسلطات تضرب الطمّ!
 
شركة تواصل انتهاك قانون الشغل بضرب الحق النقابي وخرق الحد الأدنى للأجور من 2586 درهما إلى 2200 درهم!

شركة تخرق المقتضيات المنصوص عليها في دفتر التحملات بتشغيل عدد أقل من عمال النظافة واستعمال عدد أقل من الآليات...

شركة تخرق القانون بحرمان العمال من حقهم في التعويض عن العمل أيام العطل والأعياد...

ورغم ذلك، لا شيء يقع، لا سلطات تتحرك، وحدها الشركة تفعل ما تريد، وتتحرك في اليوسفية دون أي حسيب، حتى تحوّلت أرض الفوسفاط إلى ضيعة خصوصية وتحوّل عمال النظافة إلى عبيد... لكن ما لم يدر بخلدها هو أن أبناء الويجانطي، الذين طردتهم، لن يكونوا أبدا عبيدا، إنهم عمال أحرار، لا يطلبون صدقة من أحد وليسوا شفارة ولا بزناسة ولا قطاع طرق، وإنما مناضلون نزهاء لا يطلبون شيئا غير حقوقهم المشروعة، التي يضمنها لهم القانون...