هاهم الشباب المناضلون الذين يتصدرون الحراكات الشعبية التي تريد الشبيبات الحزبية الفاسدة قرصنتها لتسوّل الريع
هذه هي الشبيبات الحزبية السبع الفاسدة الانتهازية الساقطة التي تذرف الدموع على ضياع الريع
الكاتب :
"الغد 24"
جلال مدني
وأخيرا خرج غضب بعض الشبيبات الحزبية من إلغاء الريع إلى العلن، بعدما ظل حبيس نقاشات المقرات الحزبية، وعدد هذه الشبيبات الموسومة بالفساد والانتهازية سبعة وهي كالتالي: الشبيبة الاستقلالية، والشبيبة الاتحادية، والشبيبة الاشتراكية، وشبيبة العدالة والتنمية، والشبيبة التجمعية، والشبيبة الحركية، والشبيبة الدستورية...
البيان المشترك، الذي أصدرته هذه الشبيبات الفاسدة، والذي حمل تعبيرات فجة متضمنة لبكائيات "أيتام الريع"، أكد أن هذه الشبيبات، التي يفترض أن تكون هي أداة أحزابها لتربية وتأطير الشباب المغربي، توسّخت عقلياتهم وأصبحت غارقة في فساد الريع، كما تأكد أنه لا يمكن بأي حال الاعتماد على شبيبات فاسدة للتصدي لتحديات الإصلاح والتغيير في الدولة والمجتمع، بعدما استبدلت هذه الشبيبات النضال الشعبي في الميدان بـ"النضال" وسط مكاتب مقرات أحزابها في الرباط، إذ استمرأت الريع في مقرات العاصمة وفي البرلمان، وتركت الساحة فارغة لظواهر التهميش والتيئيس واللاتسييس، حتى خرج نشطاء المجتمع المدني ليؤكدوا أن شبيبات فاسدة لا يمكن أن تنتج إلا بضاعة فاسدة، ولا يمكن التعويل عليها في أي رهانات إصلاحية...
ذلك ما بدا جليا في البيان البئيس، المليء بالإنشاء واللغة المخاتلة، والذي أصدرته الشبيبات الحزبية الفاسدة، بعدما أكد الكتاب الوطنيون والعامون للشبيبات الحزبية الفاسدة وممثلوها المجتمعون عن بعد، يوم الخميس 14 يناير 2021، أنهم يتابعون النقاش العمومي الرائج حول الانتخابات المقبلة والمشاورات بين الأحزاب السياسية من جهة وبينها وبين ووزارة الداخلية من جهة أخرى، والتي تهم مراجعة وتحيين المنظومة القانونية المنظمة لها، في أفق تطويرها وتجويدها وتحيينها لتتلاءم مع ما راكمه المغرب من خبرات وتجارب بهدف مزيد من ترسيخ الممارسات الديمقراطية ببلادنا وتمنيعها من الشوائب والاختلالات، لينتقل بيان الشبيبات الفاسدة إلى الإعراب عن استغرابها للمواقف التي تطالب بالتراجع عن المقتضيات والضمانات القانونية المؤطرة لمشاركة الشباب في الحياة النيابية، والتي قال الفاسدون إنها تشكل مكتسبات وتراكمات إيجابية في مسار الممارسة الانتخابية للمغرب حققها الشعب المغربي ومن خلاله الشباب في سياق الحراك المغربي الذي أثنى الجميع على حكمة تدبيره.
وأكدت الشبيبات، الانتهازية الفاشلة الساقطة العاجزة عن النضال داخل المجتمع، أن محاولة الالتفاف على الجزء المخصص للشباب برسم الدائرة الوطنية "مؤشر مقلق ورسالة سلبية لإغلاق قوس آخر فتحته موجة الحراك الشبابي وطنيا وإقليميا، وانتصار لخط تعميق اليأس وتنفير الشباب من العمل السياسي داخل المؤسسات". وهذه أكبر كذبة وأكبر دليل، لمن مازال يحتاج إلى دليل على فساد هذه الشبيبات، عندما يترامى شباب فاشل وخائف ومرعوب من النضال الحقيقي ليترامى على الحراك الشبابي وطنيا ومحليا، في حين هم أبعد عن هذا الحراك، وحتى وجود بعضهم فيه كان وجودا محدودا جدا، لأن شباب الوطن عندما خرجوا في حراك 20 فبراير، أو عندما خرجوا في حراكات الريف وأوطاط الحاج وزاكورة وجرادة وغيرها من الاحتجاجات الاجتماعية، كان من أول من نددوا بهم هم هذه الشبيبات الفاسدة وأحزابها التي أنتجتها، والتي لم تعرف كيف تكوّن وتربي شبابها على قيم النضال والحضور في الميدان لتكون جنبا إلى جنب مع ما يعتمل في المجتمع... خلليونا غير حتى نموتوا وكذبوا على الناس، كيف هي عادتكم، فيما أنتم آخر شباب يمكن أن يتحدث عن الحراكات الشعبية، لأنكم شباب بالهيئة فقط فيما عقلياتكم شاخت مثل شيوخ أحزابكم حتى وليتوا دايرين الفضايح في الرباط، وفي مقراتكم، وليتوا دايرين حتى انتوما زبائن وانخرطتم في تكريس كل القيم الفاسدة في العمل السياسي الفاسد...
من جهة أخرى، نبّهت الشبيبات الفاسدة، وهي شبيبة العدالة والتنمية، ومنظمة الشبيبة الدستورية، والشبيبة الحركية، والشبيبة الاتحادية، والشبيبة التجمعية، والشبيبة الاشتراكية، والشبيبة الاستقلالية، إلى أن إلغاء المقاعد المخصصة للشباب، يتوقف على نقاش عمومي موضوعي يراعي التراكم في البناء الديمقراطي، ويستحضر التوجيهات الملكية الرامية للاهتمام بفئة الشباب وتيسير إدماجهم في الحياة العامة، ويستحضر كذلك التشخيصات الواردة في التقارير الدولية والوطنية التي نبّهت الى مكامن الضعف والخلل في علاقة الثقة بين الشباب المغربي ومؤسسات الدولة، ويستند إلى معطيات مرقمة وواقعية حول مدى التقدم في تحقيق الغايات التي أحدثت من أجلها هذه الآلية التحفيزية والتشجيعية، بعيدا عن الحسابات الصغيرة وعن الابتزاز.
إيوا باز! باز لكمامركم ماكاين علاش تحشموا، لأن ما تحدثم عنه هو إدانة صارخة لكم، إدانة لفسادكم، إدانة لغيابكم عن الساحة التي فضلتم عليها صالونات وشوارع الرباط، وتركتم الشباب لقدره يعاني الأمرين، حتى باتت "كل التشخيصات الواردة في التقارير الدولية والوطنية تنبّه إلى مكامن الضعف والخلل في علاقة الثقة بين الشباب المغربي ومؤسسات الدولة"، لأن هذا الشباب عندما يغرق في المعاناة يكون لوحده في غيابكم، وعندما يخرج في حراك يكون لوحده في غيابكم، وعندما يُعتقل ويُحاكم ويُرمى به إلى غياهب السجون يكون لوحده في غيابكم وغياب قذارات فسادكم في العاصمة...
من جهة أخرى، دعت الشبيبات الفاسدة، وفق بيان التباكي والنواح، إلى تقييم منصف لنتائج ولوج الشباب إلى مجلس النواب على فعالية العمل البرلماني، مؤكدين أن التجربة أثبتت أن عضوية الشباب في مجلس النواب وإضافتهم النوعية للعمل البرلماني قد أسهمت بإيجابية في الجهود الساعية لتغيير الصورة النمطية التي رسمت لعقود حول البرلمان والعمل البرلماني، من خلال كفاءتهم وجديتهم وانخراطهم التام في تأدية مهامهم البرلمانية.
إن هذه الدعوة جديرة بالاهتمام، لأنها هي التي ستُظهر الفساد المعمم لهذه الشبيبات الحزبية، فباستثناء حالات معدودة على أصابع اليد الواحدة، معروفة باجتهاداتها، فإن الشباب، الذي أفرزته اللائحة الوطنية، تحول إلى شرذمة من الانتهازيين، وخُدام قادة الأحزاب، وإلى حاملي "الباليزة" لمن سيضمن لهم موقعا في اللائحة، وإلى سدنة جدد للمناورات والمؤامرات داخل الأحزاب، أي إلى "سخّارة"، وفي المحصلة، أكدت التجربة أن كل ما أنتجته اللائحة هو الريع والتمييز وخلق المريدين عوض تكوين القادة، وأصبحوا أداة لمزيد من الفساد والإفساد داخل الأحزاب، لتكريس منظومة التسلط بين القيادات والقواعد...
أيها الفاسدات والفاسدون، إنكم تحسّوننا، وتحسسون الشباب المغاربة، الأغلبية الساحقة من الشباب المغاربة، بالقيء في وجوههكم الانتهازية، وجوه عبيد مواقع الريع، وكل التحية والتقدير للشباب المناضل، الذي تجده في المدرسة والشارع والجمعية، إلى جانب كل أهلنا الطيبين، ويتصدرون الاحتجاجات الاجتماعية دفاعا عن الحرية والديمقراطية والكرامة والعدالة الاجتماعة، وليسوا مثلكم كل همّكم هو البحث عن مواقع الريع الفاسدة... أيها الفاسدات والفاسدون، رواد الديبخشي البيليكي، لن تمروا...