الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
الملك الراحل الحسن الثاني عاشق الكرة

الملك الكوايري.. نهار تْعَصَّب الحسن الثاني ومنع 15 لاعبا بالمنتخب الوطني من اللعب بسبب "قلة الاحترام"

 
حسن عين الحياة
 
قد يتساهل الملك الراحل الحسن الثاني في كل شيء متعلق بالكرة، بما في ذلك الخسارة، باعتباره كان مفعما بروح رياضية نادرة، لكنه لم يكن يقبل بتاتا ألا يسود جو من الاحترام داخل المنتخب الوطني، خاصة وأنه استأثر لنفسه بصفة الأب لكل المنتخبات، وبالتالي ينبغي أن يكون الانضباط والاحترام وحسن الخلق سمات أساسية في الفريق الوطني.
لقد كان الملك الراحل، وفق ما تجمع لدينا من معطيات يتابع كل كبيرة وصغيرة تتعلق بالمنتخب الوطني بكل فئاته، بما في ذلك الأخبار التي تنشرها الصحافة عن المنتخبات. لذلك، غضب ذات مرة وهو يقرأ مقالا حول المنتخب بصحيفة فرانكفونية، فاعتبر ما ورد فيه "قلة احترام" للمنتخب الوطني.
كان ذلك سنة 1985، وتحديدا خلال الإقصائيات المؤهلة لمكسيكو 86، حيث انتقد منتخب الشبان في تصريحه لجريدة ناطقة بالفرنسية الفريق الوطني للكبار، بعد تعادله مع منتخب الزايير في مباراة الذهاب. وهكذا، حين عودة عناصر المنتخب الوطني الأول إلى مطار الرباط سلا، وجدوا أمامهم مبعوث الحسن الثاني، وكان قد أمرهم بالتوجه إلى قصر الصخيرات حيث ينتظرهم الملك.
وتبعا للمعطيات ذاتها، استقبل الملك الحسن الثاني الطاقم الفني والتقني للمنتخب الوطني، وبعد فترة وجيزة، توجه إلى وزير الشباب والرياضة آنذاك عبد اللطيف السملالي، ومنحه جريدة فرانكفونية، ثم أمره بأن يمنع الأسماء التي سطر تحتها بقلم من اللعب، وحسب المصدر ذاته، يتعلق الأمر بحوالي 15 لاعبا من المنتخب الوطني للشبان، كانوا قد فازوا في إحدى المباريات، وأثناء تصريحهم للجريدة الفرانكفونية انتقدوا لاعبي المنتخب الوطني لكرة القدم الذي اكتفى بالتعادل مع الفريق الزاييري، وكان الراحل الحسن الثاني الذي بدا صارما وغاضبا من هذا التصرف، قد قال للسملالي في إشارة إلى عدم قبوله هذا الانتقاد: "في المغرب، الصغير يحترم الكبير، والولد يقبل يد والده".. حاول السملالي التدخل لتلطيف الأجواء، فأشار إلى أن الصحافة بالغت في هذا الأمر، ليرد الحسن الثاني الذي أحس كما لو أن تدخل السملالي مناقشة لقراره، "واش أنت وزير الإعلام؟ لماذا قاطعتني.. إنني أتحدث هنا عن اللاعبين وليس الصحافيين؟"، وبحسب المعطيات ذاتها، تم توقيف هؤلاء اللاعبين، فلم يشفع لهم آنذاك سوى تدخل عناصر المنتخب الوطني للكبار الذي التمسوا من الحسن الثاني "العفو" عن أصدقائهم. ولأن الطلب جاء من فريق يحبه الملك، فلم يجد بدا من العفو عن الصغار، رغم إهانتهم للكبار.