عبد الله الساورة وغلاف مسرحيته الجديدة: العشاء الأخير
الساورة يستحضر "دافنتشي" وعباقرة عصر النهضة الأوروبية في نصه المسرحي الشيق "العشاء الأخير"
الكاتب :
إنصاف الراقي
إنصاف الراقي
تعززت الخزانة المسرحية، قبل أيام، بنص جديد للكاتب المغربي عبدالله الساورة، بعنوان "العشاء الخير"، تتقاطع فيه الحبكة الدرامية والجماليات مع القيم البيداغوجية.
وينطلق الكاتب في لعبة الشخوص داخل أنفاس المسرحية، من اللوحة الشهيرة لليوناردو دافنيتشي "العشاء الأخير" التي استغرق الفنان العبقري في إنجازها أزيد من 3 سنوات، في محاولة للإجابة عن سؤال مركزي، مفاده: من هو الرجل الذي يستحق أن يكون زعيم ورائد عصر النهضة؟
ولتفكيك بينية السؤال، دراميا، وفلسفيا، مزج الكاتب أنماطا تعبيرية تولف بين التشكيل والتاريخ والقصة والسياسة في نص مسرحي باذخ من حيث المعطيات التاريخية، ومتكامل، يحمل الكثير من الأبعاد ومن الدلالات ومن أوجه التقابل والتقاطع بين سلطة السياسي وسلطة المثقف إبان زمن التحولات الأوروبية الكبرى خلال عصر النهضة، حيث تم الاحتفاء بالإنسان من خلال تمجيد سلطة العقل على سلطة الكنيسة والدعوة إلى قيم الحرية والإبداع المعرفي بأشكاله المختلفة.
ولأن الكاتب عبدالله الساورة قادم من دروب الصحافة والنقد السينمائي، فقد استحضر في هذا النص المسرحي، العديد من الفنانين والعباقرة في زمن النهضة، كشخوص لمسرحيته. إذ بلغة بسيطة تبتعد عن التعقيدات، تمكن من إيصال جوه حقبة مزدهرة في قالب درامي شيق، وذلك من خلال أسلوب سلس يرتكز على الحكي، عبر حوارات تتقاطع مع حكاية لوحة "العشاء الأخير" ومع مخاضات عصر النهضة، مبرزا القيمة الرمزية لهذه التحولات في عمقها الإنساني.
النص المسرحي "العشاء الأخير" وهو من الحجم المتوسط (32 صفحة)، عبارة عن عوالم يتداخل فيها المتخيل بالواقعي والفكري بالفني والأدبي بالجمالي. كما أن العمل ينفتح (بحكم تجربة الكاتب في مجال التدريس في مجال التاريخ) على قيم بيداغوجية وتربوية تقرب الحدث التاريخي في قالب مسرحي وسردي بسيط للتلاميذ، والأكثر من ذلك، ينأى عن النمطية المعهودة في تدريس الوقائع التاريخية.