كورونا تختطف القيادي الاستقلالي والديبلوماسي والوزير السابق محمد الوفا
الكاتب :
جلال مدني
توفي، صباح اليوم الأحد، الدبلوماسي والوزير السابق في حكومة عبد الإله بكيران، محمد الوفا، عن عمر ناهز 72 سنة، متأثرا بمضاعفات إصابته بفيروس كورونا...
ويعتبر محمد الوفا من القادة الاستقلاليين الكبار، الذي عُرف بكفاءته، وبخصاله القيادية المتميزة، وبشغبه وتمرداته، قبل أن يدجّنه رئيس الحكومة المقال ويتحوّل من سياسي كبير إلى أحد أتباع سياسي صغير الإخواني بنكيران...
ولد الراحل محمد الوفا، الذي كان صاحب نكتة، بسيدي المختار قرب مراكش سنة 1948. وشغل منصب سفير المغرب في الهند، ثم في إيران، وأخيرا في البرازيل.
بعد حصوله على الإجازة في العلوم الاقتصادية بكلية الحقوق بالرباط، حصل الوفا على ديبلوم الدراسات العليا في العلوم الاقتصادية (باريس)، ثم ديبلوم السلك الثالث بمعهد التنمية الاقتصادية في باريس. وعاد إلى المغرب، في سنة 1976، حيث شغل منصب أستاذ مساعد بكلية الحقوق بالرباط.
ويعتبر الوفا، زوج ابنة الزعيم علال الفاسي، أحد الاستقلاليين الكبار، قبل أن يسقطه الإخواني بنكيران في جبّته، إذ تدرّج في مختلف المواقع والتنظيمات الحزبية الاستقلالية، فقد تولى منصب الكاتب العام للشبيبة الاستقلالية ما بين 1976 و1984، كما ترأس الاتحاد العام لطلبة المغرب، وتولى العضوية في اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال ابتداء من سنة 1982.
وعلى الصعيد الانتدابي، انتخب الراحل محمد الوفا نائبا برلمانيا بين 1977 و1997، وترأس ما بين 1983 و1992 المجلس البلدي لمراكش.
وعلى الصعيد الرسمي، شغل الوفا ما بين 2000 و2004 منصب سفير المغرب في الهند، قبل أن يعين سفيرا في إيران سنة 2006، ثم سفيرا في البرازيل.
وبعد انتخابات 2011، تولى سنة 2012 وزارة التربية والتعليم في حكومة بنكيران ممثلا لحزب الاستقلال، ثم انتقل إلى الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة مكلفا بالشؤون العامة والحكامة، بعدما فضّل، سنة 2013، التمرّد على حزبه الاستقلالي ليتبع رئيس الحكومة المقال عبد الإله بنكيران...