الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

"الاقتران العظيم"... العالم سيكون مساء اليوم على موعد مع حدث فلكي نادر لم يحدث منذ 794 سنة


في هذا المساء، مساء اليوم الاثنين 21 دسمبر 2020، سيقترب أكبر كوكبين ضمن كواكب المجموعة الشمسية، المشتري وزحل، من بعضهما البعض إلى أقصى حد خلال ظاهرة تسمى "الاقتران العظيم"، في سابقة لم تحدث منذ العصور الوسطى.
 
وهكذا، بعد غروب الشمس عند الساعة 6 و22 دقيقة (18س22د) بتوقيت غرينيتش، سيظهر الكوكبان العملاقان في حقل الرؤية بأدوات المراقبة، ما يعطي انطباعا بأنهما قريبان لدرجة الاندماج، فيما في الواقع تفصل بينهما مئات ملايين الكيلومترات...
 
وللتمتع بهذا المشهد، يتعين الاستعانة بأداة مراقبة صغيرة وإيجاد سماء منقشعة تماما وتصويب النظر في اتجاه جنوب الغرب، في نطاق من الأرض يضم مناطق في أوروبا الغربية (إيرلندا وبريطانيا وفرنسا وإسبانيا والبرتغال)، إضافة إلى أنحاء واسعة من أفريقيا. وسيستمر المشهد بضع عشرات الدقائق.
 
وبدأ التقارب الظاهر بين الكوكبين منذ أشهر، وسيصل إلى أقرب مسافة يوم الانقلاب الشتوي (في مصادفة زمنية)، ما سيعطي انطباعا بأن الكوكبين هما جرم سموي واحد.
 
 ونقلت وكالة فرانس بريس عن فلوران ديلفي من مرصد باريس (بي.إس.إل) قوله إن "الاقتران العظيم" هو "الوقت الذي يضعه الكوكبان لبلوغ مواقع نسبية مشابهة بالنسبة للأرض".
 
ويدور المشتري، أكبر كواكب المجموعة الشمسية، حول الشمس في 12 عاما، فيما تستغرق دورة زحل 29 عاما. وفي كل عشرين عاما تقريبا، يظهر الكوكبان كأنهما يتقاربان لدى مراقبة السماء من الأرض.
 
ويتابع ديلفي "باستخدام أداة مراقبة صغيرة قد تكون ببساطة مجرد منظار، سنتمكن من رؤية الحزامين الاستوائيين للمشتري وأقماره الرئيسية، مع حلقات زحل في إطار واحد".
 
وسيكون بإمكان سكان العالم من كل مكان رؤية الحدث التاريخي، لكن كلما اقتربوا من المناطق الشمالية في كوكب الأرض، طالت مدة رؤيتهم للظاهرة.
 
ورغم أن آخر تقارب مماثل يعود إلى سنة 2000، لكن الفارق بين الكوكبين لم يكن ضئيلا بالدرجة التي سيشهدها العالم مساء اليوم الاثنين، كما لن يشهد العالم حدثا مشابها بهذه الدرجة من التقارب بين الكوكبين قبل 15 مارس سنة 2080.
 
وحدثت الاقترانات المميزة، التي كانت فيها المسافة بين الكوكبين أقل من 10 دقائق قوسية، آخر مرة في سنة 1623، ولكنها لم تُشاهد بسبب قربها من الشمس. أما آخر حدث شاهده سكان الأرض، فكان في عام 1226، أي قبل 794 عاما.
 
وكان ذلك قبل ابتكار التلسكوب، ولهذا السبب، سيكون حدث مساء اليوم "الأول المرصود عبر التلسكوبات". وستعمد مراصد أقسام علوم الفلك والفضاء في العالم إلى متابعة هذا الحدث الفلكي النادر خلال بث مباشر...