الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
(صورة أرشيفية)

لزرق لـ"الغد 24": البيجيدي سيمارس التقية السياسية وذراعه الدعوي انتهازي ولهذا جاء بلاغه ناعما

 
تعليقا على موقف حركة التوحيد والإصلاح، الذراع الدعوي الوصي على حزب العدالة والتنمية، الذي دعت من خلاله الملك محمد السادس إلى مراجعة التدابير، التي أعلن عنها في بلاغ الديوان الملكي، بخصوص قضيتي الصحراء وفلسطين، قال رشيد لزرق، أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري بجامعة ابن طفيل في القنيطرة، إن العدالة والتنمية كما عادته في المحطات المفصلية، يميل بنحو جارف للبراغماتية، ويغلب مصالحه الفئوية وامتيازات قيادييه، على حساب المبادئ التي يرتكز عليها خطابها السياسي والدعوي.
وأضاف لزرق، في تصريح لموقع "الغد 24"، أن حزب العدالة والتنمية سيطلب الإذن للسماح له بالتعبير عن مشاعره ومواقفه، لإصدار بلاغ يعرض فيه موقفا عموميا فضفاضا من الاتفاق الذي عقده المغرب مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهو تحت سقف البقاء في الحكومة، وتحت مظلة الدستور والقانون.
وشدد المتحدث ذاته، على أن حزب العدالة والتنمية، ورغم أنه في حالة الاستقطاب لن يتزحزح عن تحالفه المنسوج بخيوط المصالح وحساباتها الدقيقة، وبالتالي فهو غير مستعد للدخول في مقامرة إصدار موقف هنا أو بيان هناك، بل سيتعامل ببراغماتية سلوك الجماعة، دون أن يأبه بحكاية "المعايير المزدوجة" كأن تكون "مقاتلا شرسا" ضد الاتفاق كموقف حكومي، قبل أن يصبح "ناصحا ناعما ومستأنسا" على الواجهة الدعوية المتمثلة في حركة التوحيد والإصلاح.
وفي سياق متصل أكد المحلل السياسي والمختص في الشؤون البرلمانية، أن حركة التوحيد والإصلاح، ليست مستعدة للتخلي عن مصالح وامتيازات أعضائها، التي راكموها عبر سنوات من قيادة حزبهم للحكومة.
وخلص لزرق إلى أن إخوان العثماني من الممكن أن يطرحوا الإيديولوجيا جانبا، ولو لبعض الوقت، علّها تكون "موجة وتعدي"، بحيث سيحاول شيوخ حركة التوحيد والإصلاح تبرير"انتهازية المواقف" أو سيلبسون "تقيّة سياسية" بدعوى ظروف المرحلة.
ويذكر أن حركة التوحيد والإصلاح كانت أصدرت بيانا اعتبرت فيه ما أقدم عليه المغرب، الذي يرأس لجنة القدس الشريف، مِن تدابير يعد تَطوراً مؤسفاً وخطوةً مرفوضةً لا تنسجم مع موقف الدعم الثابت والمشرّفِ للمغرب، والذي يضع دائما القضية الفلسطينية في مرتبة قضية الصحراء المغربية، والمساندِ ماديا ومعنويا للقدس والمقدسيين وللمقاومة الفلسطينية ولنضال الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الصهيوني الغاصب وجرائمه النكراء.
وفي هذا الصدد طالب الذراع الدعوي للبيجيدي بالانحياز للثوابت التاريخية للمغرب، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والقدس الشريف.