الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
الملك الراحل الحسن الثاني وولي العهد سيدي محمد

عقاب الحسن الثاني.. يوم أعفى وزيره وخاطبه غاضبا: "واش الملك أنا ولا أنت" وولي العهد يتوسط بينهما

 
حسن عين الحياة
 
بلغة الراوي الملم بالأحداث، يلج المرحوم مصطفى العلوي دهاليز السلطة حيث كان يتعامل الحسن الثاني مع وزرائه، فيحكي بعضا من مواقف الملك الراحل التي عاقب فيها وزراءه، وهو عقاب ينم أحيانا عن دهاء ملك.
ففي كتابه "الحسن الثاني الملك المظلوم"، يقول العلوي "كان وزير الإعلام عبد الهادي بوطالب، قد عاد من بغداد، فقال تعبيرات وانتقادات غامضة، ليقول له الحسن الثاني: فسر لنا ماذا تقول، فأجابه بوطالب: إن انتقادات كثيرة توجه في المشرق للمغرب، والعرب يتساءلون: لماذا استقبل المغرب شاه إيران، ويتساءلون كيف تستقبل دولة الأبطال نبراسا للخيانة". أمام وقع هذا الكلام الثقيل، غضب الحسن الثاني، ليجيب وزيره "لا أعرف، هل الملك هو أنا، أو أنت". وحسب العلوي، فإن "العقاب الملكي لبوطالب، كان بطريقة غير مسبوقة، حين كلف وزيره بوطالب بنقل رسالة إلى ملك السعودية خالد بن عبد العزيز، الذي كان يرأس حفل عشاء على شرف بوطالب، ويأتي مرافق ليقدم برقية للملك خالد قرأها والتفت إلى الوزير بوطالب، ليقول له إنك لم تبق وزيرا".
أبعد الحسن الثاني عبد الهادي بوطالب من وزارة الإعلام، لكن تم تعيينه أستاذا لولي العهد سيدي محمد، ويكشف الراوي مصطفى العلوي، في كتابه، أنه حصل يوما في عهد حكومة المعطي بوعبيد، أن ترأس الملك الحسن الثاني مجلسا وزاريا لتدارس مشروع الميزانية، فقال وزير المالية عبد الكبير الرغاي: إن الأزمة خانقة، وإننا نحتاج إلى تدخل سيدنا، للبحث عن وسائل لتدعيم الميزانية، وأن الحل هو في البحث عن دعم سعودي. وحسب العلوي "فكر الحسن الثاني مليا قبل أن يقول: لقد وجدت الحل، ورجل الموقف، هو صديق السعوديين، أستاذ ولي العهد عبد الهادي بوطالب، ولكن كيف نأخذ بخاطره. وتدخل وزير الدولة في تلك الحكومة امحمد بوستة ليقول أنا سأتصل بالسيد بوطالب".
أعفى الحسن الثاني وزيره بوستة من الاتصال ببوطالب، قبل أن يقول: سأبعث بولي العهد سيدي محمد.
ويتابع العلوي روايته "تم تكليف ولي العهد للاتصال بأستاذه بوطالب، واجتمع ولي العهد بعبد الهادي بوطالب ليبلغه أن سيدنا يريد تعيينه في مهمة مؤقتة لدى المملكة السعودية، ليجيبه بوطالب، سلم على سيدنا، وأبلغه أني تعبان، غير قادر على تحمل أية مسؤولية، ليغضب الملك لسماع هذا الرفض (...) وليتصل المستشار عواد بالسي بوطالب، ويبلغه أن سيدنا يعفيه من مهمة تدريس ولي العهد".