الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

الموتى في زمن كورونا.. يرحلون وحيدين دون لمسة أهل ودون عزاء أو عناق أو قبلة على الجبين


باريس - نجاة بلهادي بوعبدلاوي
 
 
في كل يوم يرحل عنا العشرات أو المئات أو الآلاف، آلاف الموتى يرحلون بسبب جائحة كورونا، يرحلون وحيدين دون عائلاتهم، يحملونهم من غرف باردة وموحشة إلى قبورهم.
 
المستشفيات في جميع أنحاء العالم تعج بقصص مؤلمة عن فقدان أحباب رحلوا تحت وطأة فيروس كورونا، الذي شمل 195 دولة وإقليم حتى الآن، حاصداً الملايين من الأرواح حول العالم.
 
فإلى حدود صباح اليوم السبت 31 أكتوبر 2020، وصل عدد المصابين بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، إلى حوالي 46 مليون حالة إصابة حول العالم، وتجاوز عدد المتوفين مليوناً و190 ألف حالة.
 
وفي وطني، مشاهد مؤلمة نشاهدها كل يوم عند تشييع الجنائز في زمن كورونا، رحيل صامت يقطع الأنفاس، عائلات تودع أحبابها بلا سند أو مواساة، لتجد نفسها تواجه مصيبة الموت بمفردها دون مواساة الأهل والأحباب والاصدقاء والجيران.

كورونا تقتل أحبابنا مرتين، تخطف الأقارب من ذويهم، وتحرم هؤلاء من إلقاء النظرة الأخيرة على نعوشهم، تحرمهم من تقبيل الجباه لآخر مرة، وتحرمهم من إلقاء آخر نظرة، تحرمهم من لحظة الوداع الأخير...
 
يحرص الناس، تلقائيا تطوعا أو كُرها، على الالتزام بالإجراءات الاحترازية التي تفرضها السلطات لمنع تفشي الوباء، تمضي الجنائز بلا طقوسها المعتادة، وجثمان الفقيد يوارى الثرى بلا معزين ولا مصلين، ولا من يواسي أو يداوي حرقتهم على من فقدوا، هل تدركون عمق الجرح الغائر، الذي يفرم اللحم والأعصاب والروح، كم يهدّ تلك النفوس، التي حرمتهم جائحة كورونا من لمس جثامين أحبتهم قبل تشييعهم إلى مثواهم الأخير... يمضون دون عزاء أو عناق أو حتى قبلة على الجبين...