الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
لي زيمين الرحالة الصيني العالمي على الدراجة العادية

بالفيديو.. لِي زِيمِينْ الرحالة الصيني العالمي يحكي من الرباط مغامراته المثيرة مع الحرب والذئاب وكورونا

 
جلال مدني
 
هذا الرحالة الصيني العالمي، الذي يوجد بيننا في المغرب، في الوقت الحالي، اسمه لِي زِيمِينْ، عمره 32 عاما، له قصة طريفة، يعود الفضل للمركز الثقافي الصيني، الذي نظم هذا اللقاء، أواخر غشت 2020، في مقره بالرباط، ليحكي لنا لِي زِيمِينْ تلك القصة، التي ابتدأت من بيكين، ولم تنته بعد، وإن حط الرحال في المغرب بسبب جائحة كورونا...
 
 
هذه الرحلة العجيبة، يقطعها لِي زِيمِينْ على دراجته الهوائية، التي يسميها "الفراشة".
ابتدأ الرحلة من العاصمة الصينية بيكين في يوليوز 2019.
من أجل أن يقطع رحلته في مرحلتها الصينية، اقتضت منه نحو 3 أشهر، وحوالي 5 آلاف كلم، قطع فيها جبالا وأنهارا وأسوارا، ومآثر ومناظر خلابة...
لكن الرحلة لم تخلُ من مخاطر.
أحيانا كان يجد نفسه، مع خيمة صغيرة يحتمي بها، على ارتفاع 4 آلاف متر، وسط خلاء لا متناه من الثلوج، وعواء الذئاب المخيف، لقد كان محظوظا، حين لم تأكله الذئاب في الليل...
لكن أخطر ما تعرض له لِي زِيمِينْ في رحلته، كان في المرحلة الإيرانية...
منذ دخوله إيران، بدأت المشاكل، وأول مشكلة عدم وجود إنترنيت، فكيف يهتدي في الطريق؟ من حسن الحظ، الناس البسطاء في إيران طيبون، كانوا يضايفونه، ويرشدونه...
والآن نصل إلى المشكلة الخطيرة، التي تكلمنا عنها، إذ تزامنت الرحلة مع مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني على يد الجيش الأمريكي، مما تسبب في توتر الوضع الداخلي الإيراني والدولي...
ارتفعت حدة التوتر، حتى بدا أن البلدين على وشك خوض حرب مدمرة، عندما وصل لِي زِيمِينْ إلى إصفهان، كانت ملصقات سليماني في كل مكان...
لم تكن هذه هي المشكلة الوحيدة، كان هناك حدث آخر صدم العالم. الجيش الإيراني يعترف بسقوط طائرة أقلعت من طهران بالصواريخ. وقُتل جميع ركاب الطائرة...
تم إلغاء جميع الرحلات الجوية من وإلى إيران.
توتر الوضع أكثر وبدا أن حربا في الأفق بين إيران والولايات المتحدة...
وإذا كان الجيش الإيراني لا يعرف ما حدث.
فماذا سيفعل لِي زِيمِينْ، المسافر عبر الدراجة، في البراري، في اتجاه باكستان...
لم يكن لِي زِيمِينْ يعرف ما يجري، كل ما عرفه، أنه حين استيقظ صباحا، وألقى نظرة على هاتفه، وجد العديد من الرسائل الجديدة... أقارب أصدقاء سفارة الصين في طهران، الجميع يسألون عنه وقلقون عليه، وعندما سألهم، كان الجواب أن صواريخ إيرانية هاجمت الليلة الماضية قاعدة جوية أمريكية في إيلاكا. وأن الولايات المتحدة قالت إنها ستهاجم إيران!
اضطر لِي زِيمِينْ إلى مغادرة أصفهان، على عجل، بالدراجة، في ذلك اليوم، وتوجه إلى مدينة شيراز الجنوبية، ولحسن الحظ بعد يومين اختارت الولايات المتحدة طريقة سلمية لحل المشكلة... فعاد الاطمئنان إلى لِي زِيمِينْ...
وواصل رحلته بهدوء، إلى أن وصل إلى الإمارات العربية المتحدة، لكن، كان هناك خطر آخر، خطر عالمي هذه المرة، كان وباء فيروس كورونا المستجد قد بدأ بالفعل في الانتشار في جميع أنحاء العالم.
لم يستطع لِي زِيمِينْ أن يكمل رحلته، على دراجته الفراشة، لم يقطع إلا بضع مئات من الكيلومترات من دبي إلى أبو ظبي، وبدأت الدول تغلق حدودها، فاضطر لِي زِيمِينْ إلى أخذ الطائرة من دبي إلى الدارالبيضاء يوم 13 مارس الماضي...
في المغرب، الذي سيشكل محطة الانطلاق في الجولة الإفريقية، اعتقد لِي زِيمِينْ أنه يمكنه ركوب الدراجة من طنجة، نحو مدن مغربية،
لكن، بعد أيام قليلة، أعلن المغرب حالة الحجر الصحي، وكان صاحبنا وصل إلى مدينة وزان، فاضطر إلى الحجر فيها لمدة 80 يوما إلى أن أُعلن عن رفع حالة الحجر الصحي...
فانطلق إلى الرباط، ثم الدارالبيضاء، ومراكش، وصولا إلى مدينة أكادير...
ليعود إلى الرباط، حيث يوجد لِي زِيمِينْ حاليا، في انتظار فتح الحدود، للانطلاق في جولته الإفريقية، نحو موريتانيا، ثم إلى السنغال، على طول الساحل الغربي لإفريقيا، من أجل إنهاء الرحلة في رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا.
إنها رحلة مثيرة، يعود فضل كبير للمركز الثقافي الصيني ليتعرف عليها المغاربة، ويسمعوا قصتها مباشرة من بطلها، الشاب الصيني لِي زِيمِينْ، الذي لا يتحرك إلا والعلم الصيني معه، وعندما تسأله: لماذا لا تفارق العلم الصيني في رحلتك: يجيب بكثير من الثقة، ومن الإيمان، وبكثير البهاء والصفاء، فيقول:
أحب وطني كثيرًا.. ويشرفني أن أقدم علمنا الوطني إلى كل العالم!
هذا واحد من الدروس البليغة، التي يحملها لِي زِيمِينْ في هذه الرحلة المثيرة...
يريد أن يقول للشباب، لكل شباب العالم، يكفي أن تحلموا بشيء، وتضعونه نصب أعينكم، وبإرادة صادقة، وبالتأكيد ستتجاوزون كل الصعاب، كل العقبات، وستجققون حلمكم وأهدافكم...