الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

لي تشانغلين ونوال المتوكل وكمال لحلو يدشّنون بالرباط معرض الألعاب الأولمبية (+ صور وفيديو)

 
بصمت سفارة الصين في المغرب والمركز الثقافي الصيني بالرباط والجمعية المغربية للرياضة والتنمية، اليوم الأربعاء 6 أبريل 2022، على حدث استثنائي جميل، من خلال تنظيم معرض مشترك حول الألعاب الأولمبية، تحت شعار: "معا نحو مستقبل مشترك"...
 
 
استثنائية الحدث ليس في موضوعه، وإنما في علامتين متميزتين: أولا طبيعة الحضور، وفي المقدمة لي تشانغلين، سفير جمهورية الصين الشعبية بالمغرب، ونوال المتوكل، رئيسة الجمعية المغربية للرياضة والتنمية، وكمال لحلو، نائب رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية المغربية، وعدة شخصيات ديبلوماسية ورياضية، فضلا عن أبطال أولمبيين مغاربة شاركوا في الألعاب الأولمبية الشتوية في بيكين 2022... وثانيا، تلك الكلمات الدافئة، التي عبّر من خلالها المتدخّلون الثلاثة، في هذا الحدث الرياضي والثقافي، لي تشانغلين ونوال المتوكل وكمال لحلو، عن تلك القيم السامية، من تعاون وتضامن وسِلم وسَلام، التي نجحت الصين، بكثير من الامتياز، في تجسيدها في الدورة 24 للأولمبياد الشتوي في بيكين، قيم جسّدها المنظمون واللاعبون على السواء، ومنحت للعالم أجمع صورة أخرى للصين الحديثة، الصين التي بناها العظماء الأوائل، وفي الصدارة ماو تسي تونغ، والتي يحمل مشعلها اليوم، بكثير من الشموخ، شي جين بينغ، فجاءت تلك الألعاب لتنسج رابطة متينة بين الصين وبقية العالم، من خلال تحقيق تبادلات شخصية وثقافية أعمق، حرص المنظمون في الرباط، اليوم، على استلهام روحها الجميلة، من خلال الشعار الذي وضعوه لهذا الحدث: "معا نحو مستقبل مشترك"...
 
 
وكان لافتا أن تدخل السفير لي تشانغلين نجح، بشكل كبير، في التعبير عن هذه الروح الرياضية وتلك القيم الإنسانية، التي زادتها إشعاعا خفّة دمه في التعبير عن أفكاره، بمرح محبوب، وحرص، في البداية، على توجيه تهانئه الحارة للمغرب وللمغاربة وللاعبين على تأهّل المنتخب المغربي لكرة القدم إلى مونديال قطر 2022...
 
السفير لي تشانغلين قدّم عرضا شاملا سلّط الضوء على أهم المحطات الرياضية، التي قطعتها الصين، لتجسّد تعهّد الرئيس شي جين بينغ بتنظيم ناجح للألعاب الأولمبية، والعمل الدؤوب للسلطات العمومية، التي وفرت كل الإمكانيات المادية واللوجستية والمعدات والملاعب والبنيات الأساسية، مما يجعل من الصين، اليوم، أكبر قوة رياضية...
 
 
وكل هذا، يوضح السفير لي تشانغلين، مع الأخذ بالاعتبار التحدي الكبير المتمثل في استمرار تفشّي وباء كوفيد-19، مما جعل السلطات الصينية تبذل جهودا مضاعفة من أجل حماية المشاركات والمشاركين في الألعاب، وكذا الجمهور، الذي تتبّع، بكثافة، مختلف أطوار وفعاليات هذا الحدث الرياضي العالمي الشتوي...، ليؤكد أن الصين تمكّنت من رفع التدي وربح الرهان، لتصبح معها بيكين المدينة الأولى في العالم، التي تنظّم دورتي ألعاب أولمبيتين، دورة صيفية (2008) ودورة شتوية (2022).
 
وأورد السفير لي تشانغلين العديد من المعطيات حول التنظيم والمنافسات، التي توضّح نجاح الصين في التحوّل إلى قوة رياضية عالمية، وفي خلق جسر بين الصين والعالم من أجل التفاهم المتبادل...
 
 
البطلة المغربية السابقة نوال المتوكل، رئيسة الجمعية المغربية للرياضة والتنمية، كانت، كما العادة، متألقة، في كلمتها القوية، التي شكّلت فرصة للحاضرين ليتعرّفوا من خلالها على ملابسات فعاليات الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين، بمنافساتها وميدالياتها وأبطالها، وأساسا بروحها الرياضية والحضارية، من زاوية "من رأى ليس كمن سمع"، باعتبار وجودها في عين المكان وتتبّعها لمختلف أطوار المنافسات...
 
نوال المتوكّل، التي فاجأها الصينيون بمبادرة جميلة، بتنبيه الحضور إلى أن هذا اليوم، الذي يخلّد اليوم العالمي للرياضة، يصادف عيد ميلاد البطلة المغربية، التي أدخلت الفرحة والاعتزاز على قلوب كل المغاربة، فتمنى لها الجميع ذكرى ميلاد سعيد وعمر مديد...
 
كان حديث البطلة المغربية يزاوج بين رزانة المسؤولة الرياضية المتمكنة، وبين حماسة شخصية اللاعبة، التي ما زالت تسكنها، وفي الحالين معا كانت نوال أبرز سفيرة رياضية للحديث بصدق وأمانة عن الأولمبياد الشتوي في بيكين، ولتبرز الدور الكبير، بل العظيم، لدولة الصين في إنجاح هذا الحدث الكوني، ولتقدم العديد من المعطيات عن الحضور الصيني المتميز، أيضا، في المنافسات، وعن أبطال الصين وما حقّقوه من إنجازات، فضلا عن الروح الحضارية، التي أحاطت بها الصين هذه الألعاب، لتكون منارة للتعاون والتضامن والسلام...
 
نوال المتوكل، التي هي عضوة في اللجنة التنفيذية للجنة الأولمبية الدولية، أبرزت أن الدورة 24 للألعاب الأولمبية الشتوية أظهرت نجاح الصين في جعل الرياضة رافعة مهمة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، مبرزة النجاحات التي حققتها السلطات الصينية في تعميم ممارسة الرياضات الشتوية في كافة أرجاء البلاد وبين كل الفئات الاجتماعية. علما أن أزيد من 300 مليون صيني شاركوا في ممارسة الرياضات الشتوية، ووفّرت الصين 654 فضاء للتزلج على الجليد بناء على المعايير الأولمبية، و803 محطات تزحلق داخلية وخارجية.
 
وليس وحده الجانب التكنولوجي، الذي تفوّقت فيه الصين، من خلال استخدام أحدث الابتكارات التكنولوجية لتقديم عروض مبهرة بالألوان والأضواء، مما أظهر وجه الصين التي شهدت تحولا شاملا وعميقا، بل هناك مسألة أخرى في غاية الأهمية، ولها بُعد حضاري يهم المساواة بين الجنسين، إذ أفادت نوال المتوكّل أن الصين، وحدها، التي نجحت في تحقيق تقدم نوعي في مسار تعزيز قواعد المناصفة بين الجنسين داخل الحركة الأولمبية العالمية، حيث شكّلت النساء 45 في المائة من الرياضيين المتنافسين في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين. وهو رقم قياسي يسجل لأول مرة منذ بدء الأولمبياد الشتوي قبل 98 عاما...
 
وتعرّف الحضور، من خلال مداخلة المسؤولة الأولمبية الدولية، كيف قدّمت الصين نموذجا جيدا في مجال تثمين والحفاظ على إرث الألعاب الأولمبية السابقة، بالإشارة إلى مثال "عش الطائر"، وهو الملعب الوطني الشاسع في بكين، الذي أصبح أيقونة للمنشآت الرياضية العالمية منذ أولمبياد 2008.
 
هذا اليوم، 6 أبريل، كان يوما متميزا في المغرب باحتضان صيني، ففيه جرى تنظيم هذا الحدث الجميل بشكل مشترك بين سفارة الصين في المغرب والمركز الثقافي الصيني بالرباط والجمعية المغربية للرياضة والتنمية، وفيه تحتفل البطلة المغربية الأولمبية السابقة بعيد ميلادها، وفيه تحتفل دول المعمور باليوم العالمي للرياضة، ثم المصادفة الجميلة أن إقرار هذا اليوم العالمي كان باقتراح من المغرب، تقدم به الإعلامي والمسؤول الرياضي الكبير، كمال لحلو، في اجتماع حضرته نوال المتوكل، التي قدّمت شهادتها في الموضوع، وتركت الكلمة لصاحب الاقتراح للحديث عن هذه المحطة الرياضية الكبيرة...
 
 
كمال لحلو، الذي سيتحدث عن هذا الحدث الكوني، هو للإشارة، نائب رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية المغربية، الذي منحه اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية (أنوك)، الذي يضم أكثر من 200 دولة، مؤخرا (أكتوبر 2021)، وسام الاستحقاق عرفانا بجهوده المبذولة في خدمة الأولمبياد على المستوى الوطني والقاري والدولي، وهو، أيضا، نائب رئيس رابطة اللجان الأولمبية الوطنية في أفريقيا، ورئيس لجنة التسويق في هذه الرابطة، وهو، فضلا عن كل ذلك، عضوا في اللجنة الأولمبية الدولية ورابطة اللجان الأولمبية...، كما كان في مقدمة من دعاهم الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند، في 2015، ليكون من أبرز الحاضرين لحفل توشيح البطلة المغربية نوال المتوكل، في قصر الإيليزيه، بوسام الشرف باعتبارها شخصية مغربية وأفريقية مؤثرة...
 
يعود اقتراح استحداث يوم عالمي للرياضة إلى يوم 22 ماي 2011، خلال اجتماع المنتدى الدولي الثاني المنعقد بين هيئة الأمم المتحدة واتحاد جمعية اللجان الأولمبية في جنيف، حيث أثاره لأول مرة، انطلاقا من إيمانه بأهمية أن تكون الرياضة رافعة لتعزيز روح التضامن والسلام...
 
يتذكر كمال لحلو تلك الأيام، بنوع من النوستالجيا، حين استدعاه رئيس اللجنة الأولمبية، حسني بنسليمان، لينتدبه للحضول، عوضا عنه، لاجتماع تنظمه الأمم المتحدة في جنيف، حول موضوع الرياضة. وعندما حضر الاجتماع، وجد نفسه في محفل دولي مهيب، بحضور كبار الشخصيات العالمية في الرياضة والديبلوماسية، برئاسة الأمين العام للأمم المتحدة، آنذاك، بان كي مون.
 
وبروحه الخفيفة المعروفة عنه، يقول كمال لحلو: "لم يكن مقررا أن أتناول الكلمة في ذلك اليوم، لكنني فكّرت أن اسم المغرب مدوّن في سجلات الحضور، وفي لحظة من اللحظات، طلبت الكلمة. ثم نودي على المغرب، وهكذا تقدّمت بالقتراح"...
 
الاجتماع لم يتخذ أي قرار بشأن الموضوع، لكن من يعرف كمال لحلو، الذي أعتز بالاشتغال معه في مرحلة من حياتي (أسبوعية "الحدث" بالعربية وأسبوعية "La Gazette du Maroc" بالفرنسية)، مدة ثلاث سنوات، كانت كافية لأعرف المعدن الطيب للرجل، لكنه، أيضا، رجل "مقاتل" في القطاع الرياضي، بكل معنى الكلمة، ولذلك، فقد ظل كمال لحلو يصرّ على عرض مقترحه المتميز، الذي أصبح مقترحا مغربيا، ولقي مساندة نوال المتوكل، إلى أن قررت الأمم المتحدة، يوم 23 غشت 2013، اعتماد يوم 6 أبريل من كل سنة يوما عالميا للرياضة.
 
إنها قصة نجاح مغربي استحضرها اليوم كمال لحلو، ومعها استحضر قصة نجاح صيني، فالهدف من الاقتراح، يوضح لحلو، هو من أجل تذكير العالم بقيمها النبيلة، وبالدور الذي تلعبه الرياضة في خدمة التنمية والتضامن والسلام، ليشدد على أن أبرز خلاصات الدورة 24 للأولمبياد الشتوي في بكين تتمثّل في أن الصين جسّدت، بنجاح متميز، هذه القيم الإنسانية النبيلة، وهو ما يعكسه شعار الأولمبياد بيكين، وشعار هذا المعرض المشترك في مقر المركز الثقافي الصيني بالرباط، وهو "معا نحو مستقبل مشترك"...
 
 
يشار إلى أن هذا الحدث الرياضي والثقافي تحدث فيه، أيضا، البطل المغربي ياسين عويش عن مشاركته في الألعاب الشتوية في بيكين، قبل أن ينتقل المنظمون والحاضرون إلى قاعة المعرض بالمركب الثقافي الصيني، حيث جرى الافتتاح الرسمي للمعرض الرياضي، الذي يجسّد الإرادة المشتركة للمنظمين من أجل العمل "معا نحو مستقبل مشترك"، والذي تضمّن العديد من المعروضات التي تسلّط أضواء على المشاركات المتميزة لرياضيي البلدين، وضمنهم البطلة السابقة نوال المتوكل، التي يضم المعرض عددا من متعلّقاتها، من قبيل الحذاء والقميص وغيرهما من المتعلقات، التي تعود إلى دورة لوس أنجلس 1984، حيث فازت بالميدالية الذهبية في السباق الافتتاحي لسباق 400 متر حواجز، لتصبح بذلك أول امرأة من دولة عربية ومسلمة تفوز بميدالية ذهبية أولمبية، وليصبح فوزها مصدر إلهام للعديد من الرياضيين والرياضيات الشباب...
 
زوار المعرض سيجدون أمامهم، أيضا، بعض الألعاب التفاعلية، التي تم تثبيتها في قاعة المعرض، لإعادة إحياء الروح الأولمبية.
هذا المعرض الثقافي والرياضي، سيبقى يرحّب بالزوار في قاعة المعرض داخل المركز الثقافي الصيني بالرباط، الواقع في رقم 9 شارع جبل موسى، المتفرّع عن شارع فال ولد عمير، في حي أكدال بالرباط، وستبقى أبوابه مفتوحة خلال الفترة من 6 أبريل إلى 23 يونيو 2022...