الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

ماذا عن قتل الأطفال الزوهريين؟

 
الهواري غوباري
 
إذا كان خبرُ الدافع وراء اختطاف وقتل طفلة أكدز نعيمة يعود إلى عصابات البحث عن الكنوز صحيحا، فستكون الطفلة الضحية مجرد رقم يضاف إلى حصيلة الجرائم، التي خلفتها هذه الظاهرة...
وهذا معناه أنه في الطريق أطفال آخرون سيتم اختطافهم وذبحهم، وهذا يعني أن حملات التضامن والإدانة والتعاطف والشجب لن تفيد في شيء.. لأن هذه الجريمة، بكل بساطة، ليست سوى طقسا من الطقوس المستخدمة في عملية يروج أن وراءها الجن والعفاريت، تبدأ العملية بالبحث عن كنز، في الغالب متخيل هذا الكنز يحرسه عفريت، ولكي يقبل العفريت بفتح الكنز يطلب من الفقيه الذي يقرأ تعزيمات وطلاسم وبعض الآيات القرآنية على مكان الكنز أن يحضر طفلا زوهريا يتم اختطافه، وفي الغالب يتم ذبحه، وإخراج كبده وقلبه...
العفريت يطلب الطفل الزوهري لأن الخرافة تقول إن الزوهري في الأصل ابن الجن، أو نصفه إنس ونصفه جن، ويفسرون ذلك أن الزوجة عندما تجامع زوجها، ول ايذكران اسم الله، ينكحها معه الجن، وهو يطالب باسترجاعه، ومن ثَمّة، تقوم العصابة باختطاف طفل بريء، لأنه يحمل علامات دالة على أنه زوهري، وهي خط اليد متصل أو علامات أخرى تُلمح في عينيه...
كيف يمكن أن نوقف ونقضي على هذه الجرائم إذا لم نقض على الخرافة التي وراءها، إذا لم نقض على ثقافة العفاريت والكنوز والتعزام والأولياء؟ هذه الثقافة التي يُروَّج لها في كل مناحي التنشئة الاجتماعية، بما في ذلك الإعلام، الذي يكرسها كل يوم، ولعل إطلالة على البرامج، التي يقدمها الإعلام المغربي كفيلة لتظهر لك أن أغلب الصحافيين يؤمن بدوره بتأثير الجن والسحر والعفاريت، وأن هذه الثقافة تسيطر على عقل المجتمع، وهذا يعني أن أطفالا في المستقبل سيذبحون ويسيل دمهم على عتبة ضريح أو مقبرة، لأننا لم نستطع أن نطرد الدجل والشعوذة من حياتنا...