احتفل العالم أجمع، اليوم الثلاثاء، باليوم الدولي للديمقراطية، وهو احتفال "أتى في سياق استثنائي فرضته الأزمة الناجمة عن تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)"...
وفي ظل تبني الدول في كافة بقاع العالم إجراءات طارئة للتصدي للأزمة، فإن كل الدول، وضمنها المغرب، وفي كل المدن، تحرص السلطات على دعم سيادة القانون، وحماية واحترام المعايير الدولية والمبادئ الأساسية للشرعية...
وفي هذا الصدد، حث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، الحكومات على أن تكون شفافة ومستجيبة وخاضعة للمساءلة في استجابتها للجائحة، والحرص على أن تكون التدابير الطارئة قانونية ومتناسبة وضرورية وغير تمييزية، مؤكدا على أن "أفضل استجابة هي تلك التي تتصدى للتهديدات الفورية بطريقة متناسبة، مع حماية حقوق الإنسان وسيادة القانون".
في هذا اليوم، الذي ترفرف فيه رايات القانون، والحرية والديمقراطية، والكرامة والعدالة الاجتماعية، في كل بقاع العالم، كانت ترفرف في مدينة اليوسفية، يا حسرة، الهراوات والزراويط، وأساليب تهديد المواطنات والمواطنين بـ"الهرمكة"...
في هذه المدينة المنجمية، وفي عز احتفال العالم بالديمقراطية، وما أدراكم ما الديمقراطية، تمنطقت السلطات المحلية بالعصي والمينوطات، لمنع مسيرةٍ ووقفةٍ احتجاجيةٍ، كان السكان يعتزمون تنظيمها ضد تلوث الماء، الذي لم يعد صالحا للشرب، وأصبحت تعافه الكلاب الضالة "حاشاكم"، فما بالك بالبشر!
ولأن هذه السلطة بالذات، خارج سياق التحولات التي تعرفها أخواتها في عدد من المدن المغربية، فكرت وتدبرت، وارتأت منع المسيرة والوقفة كخطوة استباقية حتى لا ترتفع شعارت تندد وتفضح ممارساتها، فسارعت بهذا المنع إلى رفع شعار آخر، عنوانه البارز "اللي دوا يرعف". في حين إن شعار المرحلة يقول لمثل هذه السلطة القمعية "اللي زار يخَفَّف".
لقد عثر باشا اليوسفية على العدو.. عثر على أعداء مدينة التراب، الذين حوّلوا هذه البقعة الفوسفاطية إلى مرتع للفقر والتهميش، والتيئيس والبطالة، والظلم والحكرة وقلة الشي و"الزلط المبين"...
لقد عثرت السلطات على أعداء المدينة، الذين أنهكوها بالجهل والأمراض، وأغرقوها في المستنقعات، وفي كل أشكال الاستغلال والقهر...
لقد عثرت السلطات على أعداء اليوسفية، الذين كانوا السبب في طرد أبنائها من تعليمهم وفاقموا الهدر المدرسي، وتسببوا في هجرتهم إلى مدن أخرى، وأهملوا أحياءها حتى باتت مرتعا للأوساخ والقاذورات وغياب "الضو هو اللَّخَر"، أما الماء الملوث فحدث ولا حرج.
في اليوم الدولي للديمقراطية، تحقق سلطات اليوسفية إنجازا منقطع النظير.. فقد عثرت أخيرا، وبنجاح، على العدو الفعلي الذي يكبل المدينة بأغلال التخلف والأوضاع المزرية، فأعلنت عليه الحرب، اليوم بالذات. وهذا العدو لم يكن سوى السكان، كل السكان، إلا أولئك الوديعين الخاضعين لقمعها وبطشها، فخرجت تستأسد على اليوسفيين، لتقول لهم في اليوم العالمي للديمقراطية: اللي دوا يرعف...
اجتهدت السلطات في اليوسفية، وهيأت البنية التحتية اللازمة للسكان الذين لم يعد لهم من الوسائل الدفاعية عن مصالحهم، سوى أفواههم، والتي كانت على أهبة الصراخ بشكل جماعي "واك واك آ الحق"، حيث استنفرت هذه السلطة كل قواها من أجل منع "حلَّان الأفواه" المطالبة بنقاء المياه، فجهزت: العصي باش تهرويهم، و"نيميرو خمسة" باش تْمُونَطهم، والزنازين فين ترميهم، والمحاكم باش تطبخ ليهم الملفات وتصيفطهم مكمدين لبوغمغم... وهذه، في الحقيقة، هي الديمقراطية وإلا فلا.
وا فينك آااا الأمين العام للأمم المتحدة، وفينك آااا غوتيريس، آجي لليوسفية، باش تدي ما تعاود، تشوف بعينيك كيفاش هاد خوتنا رجعوا بينا اللور، من "المفهوم الجديد للسلطة"، إلى "المفهوم القديم للسمطة".
السي غوتيريس الله ينفعنا ببراكتو، واللي ماكيعرفش اليوسفية طبعا، قال ليك يجب الحرص على أن تكون التدابير الطارئة لمواجهة كورونا قانونية ومتناسبة وضرورية وغير تمييزية، مع حماية حقوق الإنسان..
وتا لمن تعاود زابورك أااا داوود؟ قال ليك متناسبة.. وهادو فاليوسفية ما عندهمش مع متناسبة، عندهم غير مع السيبة.. إيوا مللي وليتي تشوف باشوات ديال آخر زمان، كيدوروا على عباد الله في ديورهم ويهددوا فيهم، اللي خرج واحتج تخلى دار بوه.. واش ماشي سيبة هاذي؟ وا دوي علينا وجي علينا حتى يفك الله هاد الروينة.. وإلى مشيتي آ السي غوتيريس حتى جيتي لبلاد احمر، وتقول ذاك الكلام اللي كتخطب بيه في الأمم المتحدة، والله ما خص ما يهرويك الباشا ومعاه مسامر المِيدة...