الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
ناصر بوريطة ومايك بومبيو

بوريطة يُعَدّد مزايا التحالف المغربي الأمريكي وواشنطن تصف الإصلاحات التي باشرها الملك بـ"الجريئة"

 
وصفت الولايات المتحدة، أمس الثلاثاء، برنامج الإصلاحات الذي تم وضعه حيز التنفيذ بقيادة الملك محمد السادس على مدى العقدين الماضيين بـ"الجريئة وذات الأهمية الكبرى".
وقالت مورغان أورتاغوس، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن وزير الخارجية، مايك بومبيو، أعرب خلال مباحثات عبر الفيديو مع ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، عن شكره للمغرب على "قيادته للجهود ذات الأهمية البالغة في مجال الصحة العامة لصالح إفريقيا في ظل جائحة كورونا"، مشيرة في بيان لها، إلى أن بوريطة وبومبيو نوها، خلال هذه المباحثات، بالشراكة الاستراتيجية العريقة والدائمة التي تجمع بين المملكة المغربية والولايات المتحدة. كما أشارت إلى أن "المسؤولين الكبيرين ناقشا فرص تعزيز التعاون الثنائي من أجل خلق منطقة أكثر أمنا وازدهارا".
وذكرت المتحدثة باسم الدبلوماسية الأمريكية أن بومبيو "شجع الحكومة المغربية على مواصلة دعم الجهود المبذولة من قبل الأمم المتحدة لحل النزاع في ليبيا ووضع حد لآثاره المزعزعة للاستقرار في المنطقة برمتها".
وأكدت أورتاغوس في البيان ذاته، أن "وزير الخارجية أبرز أيضا جهود المغرب في مجال المكافحة المشتركة للإرهاب، وكذا الدور الذي تضطلع به المملكة في التصدي للتطرف العنيف"، مضيفة أن بومبيو أشاد بالشراكة المغربية في مجال حفظ التراث الثقافي للأقليات الدينية، والحوار بين الأديان والتسامح الديني".
من جانب آخر، كان بومبيو وبوريطة، ترأسا أمس الثلاثاء عبر تقنية الفيديو، مراسم توقيع اتفاق ثنائي حول تعزيز الامتيازات والحصانات الدبلوماسية.
وفي السياق ذاته، أكد ناصر بوريطة، على الأهمية التي يكتسيها توقيع اتفاق بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية حول تعزيز الامتيازات والحصانات الدبلوماسية، مشيرا إلى أن هذا الاتفاق يمثل دليلا على "تحالف راسخ " ما فتئ "يتعزز ويزدهر ".
وفي كلمة بمناسبة التوقيع عبر تقنية الفيديو على الاتفاق الثنائي بشأن تعزيز الامتيازات والحصانات الدبلوماسية، أبرز بوريطة أنه "من خلال منح مراكزنا القنصلية، بشكل متبادل، امتيازات وحصانات أكثر من تلك المتضمنة في اتفاقية فيينا بخصوص العلاقات القنصلية، نكون قد برهنا بشكل ملموس على المستوى الرفيع من الثقة بين بلدينا".
ويهدف الاتفاق، الذي وقعه ديفيد فيشر، سفير الولايات المتحدة بالرباط، وأنس خالص السفير، مدير التشريفات بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج خلال مراسم ترأسها ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، وكاتب الدولة الأمريكي مايك بومبيو، إلى ضمان السير الفعال للتمثيليات الدبلوماسية للجانبين.
وبموجب أحكام هذا الاتفاق، يمنح كل طرف للموظفين القنصليين للطرف الآخر، وكذا أفراد عائلاتهم، الامتيازات والحصانات المنصوص عليها في المواد من 29 إلى 36 من اتفاقية فيينا بشأن العلاقات الدبلوماسية.
وبعد أن استعرض "التاريخ الغني للعلاقات الثنائية" الفريد من نوعه والقديم قدم الولايات المتحدة نفسها، شدد بوريطة على أن هذا الاتفاق سيمكن من دعم، بشكل أفضل، "العمل المهم الذي يقوم به موظفونا القنصليون في خدمة مواطنينا في الخارج "، إذ قال، إن "هذا الاتفاق سيواكب أيضا تعاوننا المتنامي في هذا المجال"، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق كذلك بتجسيد رغبة الجانبين في "تحديث" القانون الدبلوماسي الدولي.
وبخصوص العلاقات الثنائية، أوضح بوريطة أن الرباط وواشنطن "كانتا على الدوام سويا في الجانب الصائب من التاريخ، سواء خلال الأحداث الكبرى التي ميزت القرن العشرين أو من خلال دعم القيم النبيلة للسلام والتعايش "، مضيفا "تواصل أمتينا، اليوم أكثر من أي وقت مضى، العمل بشكل وثيق لرفع مختلف تحديات القرن الحادي والعشرين وتعزيز الأمن والاستقرار والازدهار المشترك لشعوبنا"، مشيرا في هذا الصدد إلى مساهمة الملك محمد السادس في توطيد العلاقات الثنائية.
كما سجل بوريطة أن الملك محمد السادس اختار تشريف معاهدة الصداقة والسلام المبرمة منذ قرنين ونصف، من خلال رفعها إلى مستوى غير مسبوق، تتجلى في مستوى تحالف حقيقي قائم على المصالح والقيم المشتركة والالتزام الراسخ، قبل أن يشير إلى أن عمق العلاقات المغربية الأمريكية يعود تاريخها إلى 1777.
وتبعا لبوريطة، إن المغرب والولايات المتحدة نجحا، على مر السنين، في إرساء آليات فعالة وأدوات مبتكرة للتعاون في جميع القطاعات، مستشهدا في الآن ذاته باتفاقية التبادل الحر، وبالميثاقين المتتاليين لمؤسسة تحدي الألفية وبالحوار الاستراتيجي الأمريكي المغربي، الذي يسمح إطاره بإجراء مشاورات منتظمة رفيعة المستوى حول القضايا الثنائية والإقليمية والدولية.
من جهة آخرى، أشاد الوزير بالتعاون في مجالي الدفاع والأمن، والذي يعتبر، بحسب تعبيره "دليلا ساطعا على التميز"، كما يشهد على مكانة المغرب كحليف رئيسي، من خارج حلف الناتو، للولايات المتحدة، وكذا بالتعاون المثمر في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف بالعالم.
ولفت بوريطة الانتباه بقوله "إن تاريخنا استحضار دائم للطابع الاستثنائي لعلاقاتنا الدبلوماسية. اليوم نؤكد، أن التزامنا في التحالف المغربي الأمريكي دينامي وواعد أكثر من أي وقت مضى"، قبل أن يبرز أنه من الضروري الاستفادة من "المؤهلات غير المستغلة (...) بينما نتوجه نحو المستقبل، نرى أن المؤهلات التي لا زالت غير مستغلة، ستسمح لتعاوننا بأن يتعزز ويصبح أكثر تنوعا".
وأكد بوريطة على أن نجاح التعاون المستقبلي مضمون بالالتزام الراسخ للملك محمد السادس بالحفاظ على إرث أسلافه و"بالرقي بشراكتنا الإستراتيجية إلى مستويات أعلى".