للتواصل معنا
البريد الإلكتروني: [[email protected]]
كم كبالة سينفخون عليها.. إلى أن يرث الله الأرض
عمر أوشن
متى يخلقون غنيمة ريع أخرى توزع بين القبائل الحزبية..
هيئة ضبط الماء..
هيئة ضبط الكحول والشراب
هيئة ضبط اللحوم الحمراء والدجاج والبيض..
هيئة ضبط الخبز المدعم والشاي والسكر..
ولابد وإن طال الزمن.. من مجلس وطني لضبط البطيخ والتين والقرعة والبطاطا والألبان ورايبي جميلة والزبدة واللفت المحفور.. والمربى وأملو..
أليست اليقطين القرعة ثروة وطنية في دكالة وعموم التراب الوطني..؟؟
هيئة ضبط الهواء. وأخرى للصيد والأسماك والزواحف وثعبان بوسكة..
ثم هيئة وطنية لمراقبة الفساد.. وفوقها هيئة أخرى تراقب هيئة مراقبة الفساد...
فإذا بها هيئة لضبط الرشوة تراقب هيئة مكافحة الرشوة.. تحت إشراف مجلس عال لضبط لجن ضبط الرشوة..
ثم هيئة لضبط الأذان ورؤية هلال رمضان وأخرى لضبط قطيع الأغنام..
ومعها أيضا هيئة لضبط الدورة الشهرية للنساء..
وأخرى لضبط استهلاك الحشيش..
وهيئة وطنية لضبط ألحان وكلمات الاغاني..
وأخرى لضبط درجة الاتجار في الصحافة وفي الدين..
ثم هيئة وطنية لضبط حراس السيارات وتوزيع المتسولين في المجال والشارع العام..
ولن تقوم لنا قائمة دون التفكير في هيئة لضبط الكولسترول وضغط الدم ومرض السكري والدبريسيون..
وتتبعها هيئة لضبط أعمال النصابة المشعوذين والرقية الشرعية..
هيئة آخرى لابد منها في الانتقال الديمقراطي وستكون مكلفة بضبط عدد المتحرشين من الشعب المكبوت..
وهيئة لقياس مستوى الغش والكذب لدى السياسيين..
وهيئة وطنية لضبط لصوص الغابة ومقالع الرمال..
وهيئة مركزية عليا لضبط عدد الموتى في المصحات الخاصة..
وهيئة وطنية أخرى لضبط الأخطاء النحوية والتركيبية لدى دكاترة الفايسبوك..
وبجانبها هيئة لضبط الزواج والطلاق..
وأخرى لضبط الانتحار وسط الشباب..
وهيئة لضبط تكاثر البشر على الأرض والإنجاب مثل فئران.. ولد وطلق ورزقه على الله..
وتعقبها هيئة وطنية لإحصاء اللصوص منذ الاستقلال إلى الآن.. ممن اغتنوا بالمغربة.. ومنافع الوطنية..
ثم هيئة وطنية لضبط ملوحة البحر وقوة الرياح والأخطار التي تهدد زعطوط قرد الأطلس الذي زاحمه في غابته قرد بني آدم يحمل البطاقة ويصوت في الانتخابات مقابل الزرقاء..
وهل يكتمل المشهد بدون هيئة عليا لضبط محاكمات الصحافة..؟ وهيئة وطنية للنصابين المتخصصين في ممتلكات الجالية المغربية العزيزة الغالية بالخارج..
ثم هيئة وطنية لضبط الويفي.. وهيئة وطنية لمكافحة الفساد في الكرة.
تتبعها هيئة أخرى خاصة بضبط الحمامات والأفران ودور الدعارة وملاعب الرياضة والشواطئ الملوثة بنساء نينجا مكفنات في برقع ويلعبن في الماء ثم يرمين حفاظات الرضع على الشاطئ بينما رجال ملتحون يسبحون بلباس أفغاني ونظرات يتطاير منها الشر..
هل نسعى أن يخرج لنا يوما جيل آخر أكثر غضبا مثلما في لبنان ويصيح صيحة واحدة على ما يسمى نخبا سياسية.. "كيلن يعني كيلن.. ديكاج"..
كم هيئة تنقص الوطن.. ليفك عقاله من التخلف إلى النماء..
كم هيئة.. كم وليمة..
كم كبالة سيشوشون عليها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها...
