الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

عزيز إدمين: اللجنة الرابعة.. علاش كنستوردو "مناضلين" للدفاع عن وحدتنا الترابية؟!

 
عزيز إدمين
 
دازتْ اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار للأمم المتحدة هاذ الأسبوع، وتيمكن نسجلو أن الديبلوماسية المغربية ماجدة الموتشو كانت في المستوى، وفي مستوى عالي جدا، مع العلم أنها في الصف الثالث للديبلوماسية المغربية (الصف الأول هو الملك، الصف الثاني بوريطة وعمر هلال إذا صح هذا التوصيف).
 
ومع ذلك، بغيتْ فقط نطرح إشكالية معينة: علاش عندنا عُقدة من الآخر من الخارج؟ علاش كنتيقو في البرّاني أكثر من أهل البلد؟ واش الآخر أكثر وطنية ومغربية من المغاربة؟!
 
 
عدد الملتمسات التي طُرحت في اللجنة الرابعة بلغ 43 ملتمسا، منها 14 ملتمسا فقط التي تدافع عن المشروع المغربي، والباقي عن الطرح المعادي للوحدة المغربية، أي 32,55% للمغرب، و67,45% لصالح الجزائر!
 
ومع ذلك، ماشي هنا الإشكال، اللي هو التالي: من أصل 14 ملتمسا لصالح المغرب، فقط 5 مغاربة اللي تقدمو بملتمسات، وهم أساسا برلمانية، ورئيس بلدية الداخلة، ورئيس المجلس البلدي للسمارة، وجوج من المجتمع المدني لا يعرفهما أي مغربي.
 
معنى ذلك أن 9 ديال الأجانب اللي عوّل عليهم المغرب يدافعو عليه، وضمن هؤلاء هناك وحدة فقط هي اللي كانت جد موفقة واستراتيجية (مداخلتها كانت مركزة على إحصاء سكان تندوف)، فيما الباقي مجرد تخربيق (واحد الأمريكي طالب بنقل الأطفال من تندوف للتعلم في المدارس المغربية هههههههههههههه)!
 
المهم هنا كيبقى هو السؤال: علاش كنستوردو "مناضلين" أجانب للدفاع عن وحدتنا الترابية؟
 
إلى رجعنا لمعايير الأمم المتحدة، غنلقاو أن المشاركة في أشغال الأمم المتحدة تتم على نفقة ومصاريف المشاركين، واش تتخيلو محامي بريطاني يسدّ المكتب ديالو، ويشري تذكرة طائرة ذهاب وإياب، ويخلّص الفندق في نيويورك، باش يدافع على المشروع المغربي؟
 
معروف عند أي مبتدئ، أن أمثال هاذو أولا خاصّك تخلصو على المذكّرة اللي دار، وتخلّصو بالساعة، وتتكلّف بيه في مصاريف التنقل والأكل والإقامة...
 
علاش المغرب كيخسر فلوس المغاربة على أجانب، اللي ممكن في أي لحظة يقلب الطاولة، إذا ما خلصتيهش، أو في أقل الأحيان، إذا ما خلصتيهش في المرحلة وتعاقدتي معاه في المرحلة المقبلة، غادي يمشي يشتغل على ملف أخر يربح منو وينساك؟؟؟ وفي المقابل، عندك مغاربة خبراء ومؤمنين بالقضية يتم تهميشهم، عندك محامين طول العام، ليلا ونهارا، يدافعون عن مغربية الصحراء، كتعيّط ليهم فقط للتفلزة للديكور، ولكن في ملتقيات قوية وحاسمة، الدولة ما تتوسقش ليهم، وما كثّيقش فيهم! وعندنا العديد من المنظمات الحقوقية، عندها ستاتو (صفة) ديال الإيكوسوك (يعني عندها الحق في الولوج للأمم المتحدة وطرح أسئلة أي الصفة الاستشارية التي يمنحها المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة)، ودارت عشرات التقارير على وضعية حقوق الإنسان (أطفال، نساء، اعتقال، إعدام خارج إطار القانون) في تندوف، والمغرب ما كيسيقش ليهم الاخبار وكأنه كيتعامل معاهم غير للاستهلاك الداخلي، وعندنا وعندنا وعندنا... وكلهم مغاربة، والله حتى يخلّصو من جيوبهم، فقط تعطاهم الفرصة... إذن، علاش تنهمّشو الطاقات المغربية المؤمنة حقيقة بالوحدة الترابية، ونمشيو نقلّبو نشريو ونبيعو مع كيانات أجنبية، خاصّة في أروقة الأمم المتحدة، التي لا تنظر إلى جنسية مقدمي الملتمسات، بل فقط جديتها ومصداقيتها؟!
 
البعض يقول بلّي الجزائر كدّير نفس الأمر، أقول نعم، وشغلها هذاك، ولكن في المغرب طاقات وخزّان من الكفاءات، وما عندناش دومير ولا نورية حفصي، عندنا بالفعل اللي مؤمنين تاريخيا وقانونيا وسياسيا بعدالة قضية الصحراء الغربية المغربية...
 
يقول البعض إنه نوع من اللوبينغ، أقول اللوبينغ كيدّار على مستوى الوطني للدول، في برلماناتها وحكوماتها، أما أروقة الأمم المتحدة، اللوبيغ جد مختلف استراتيجيا وتكتيكيا...
 
وباش نختم، شرفٌ لي نشوف شاب أو شابة مغربية، أو محامي، أو باحث أو مؤرخ، أو منظمة أو حركة، كلهم مغاربة، يدافعون عن قضيتنا الترابية...، على أني نْشوفْ آخر، أنا أعلم يقينا أنه مخلّص يدافع عن قضيتي!!!
 
شكون فيكم اللي عاقل على ذيك اللبناية رويدا مروة اللي استافدات مدة طويلة، من بعد أشياء أخرى...، وكانت مْستعمرة قنواتنا العمومية أثناء مخيم أكديم إزيك، أين هي الآن؟ ولماذا لم تستمر في النضال من أجل القضية؟ في المقابل، المغاربة اللي دافعو عن المغرب أثناء أكديم إزيك وما قبله وما بعده، مازال مستمرين، وغيبقاو مستمرين، ببساطة لأنها قضية وطنهم وليست قضية جيبهم...
 
وعلاش تتصرفو الملايين لتكوين مغاربة للدفاع عن الوحدة الترابية في المحافل الدولية، وفي الأخير تمشيو تشريو "ملتمسات" مدفوعة الأجر؟!؟
 
 
خبير حقوقي دولي مغربي مقيم في فرنسا