الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

غزو روسيا لأوكرانيا.. نتحدث عن الغرب الكافر ونحن الكفار الحقيقيون بالإنسانية

 
عبد النبي الشراط
 
المسلمون اليوم ملأوا صفحات هذا الفضاء بالحديث عن نفاق الغرب وخداع الغرب وازدواجية الغرب والكيل بأكثر من مكيال في قضية حقوق الإنسان وسواها من المفردات..
ظهر هذا جليا في قضية الساعة: غزو روسيا لأوكرانيا، حيث بدا هذا الغرب (الكافر المنافق) متعاطفًا جدا مع الأوكرانيين ذوي البشرة البيضاء والعيون الزرق والخضر..
لكن لم يفعل ذلك مع العرب، الذين احتُلت أراضيهم ودُمرت بالكامل مثل ما حصل في العراق وسوريا وليبيا واليمن إلخ...
ربما لأننا نحن العرب نسينا أن أجدادنا حينما كانوا يمارسون (الفتوحات) تحت مسمى نشر الإسلام، نسينا أن هؤلاء الأجداد كانوا يحتلون أراضي الأوروبيين وغيرهم، فيَسْبُون نساءهم وأطفالهم، ويستولون على ثرواتهم باسم الدين ونشر الفضيلة!
كان الخلفاء المسلمون إذا دخلوا أرضا شردوا سكانها وأبادوا أهلها وفرضوا الجزية على من أبقوا عليه حيا، أما النساء فكان (الجيش الإسلامي المؤمن) ينتزعهن عنوة وبالقوة من بين أحضان أزواجهن وأولادهن ليعرضوهن على خليفة المسلمين أولا، ليختار منهن العشرات والمئات، ويتخذهن جاريات، ولا فرق في ذلك بين بنت الأمير والغفير.. أما الباقي فيوزع بين قادة الجيش وكبار رجال الدولة، ومن بقي لديه فائض من النساء الأسيرات، فيوزعهن هدايا على أبنائه وأصدقائه..
هذا هو تاريخنا الحقيقي ولا علاقة لهذا التاريخ بالإسلام وبدين محمد.
وعلى هذا (الدين)، دين الخلفاء وقادة الجيوش، ما زالت طائفة منا تحنّ لهذا التاريخ السيء الذي شوه صورتنا أمام الإنسانية من مشرق الأرض إلى مغربها.. وعلى هدي هذا (الدين) الذي لا هَمّ لأتباعه إلا الحسناوات الكافرات والصبيان الصغار الذين كانوا يتعرضون لأبشع عملية إجرامية (الخصي)، وهو ما تنفذه الجماعات الإرهابية المسلمة اليوم مثل داحش (ع) والنصرة وغيرهما، حيث كانت الفتيات والنساء الأزيديات وغيرهن من بقية الطوائف والأديان الأخرى يجري بيعهنّ في سوق النخاسة كالحيوانات... فأي دين هذا وأي إيمان هذا وأية إنسانية هذه.. ومع ذلك نتّهم الغرب بالنفاق والكذب والميز العنصري، لأنه لم يأبه للعرب، الذين يقتلون بعضهم البعض باسم نفس الدين الواحد، ونقول بلا خجل إن الغرب اليوم ظهر على حقيقته في الحرب الأوكرانية الروسية..
نحن المنافقون!
نحن الكذابون!
نحن الإرهابيون!
نحن الكفار الحقيقيون بالإنسانية...
هذه حقيقتنا وهذا تاريخنا ويجب أن نعترف بذنوبنا بكل شجاعة وقوة..
علينا أن نعيد قراءة التاريخ، ونعيد قراءة القرآن الكريم، لنرى هل يوجد فيه ما يبيح تلك الأفعال القذرة، التي كنا نمارسها باسم دين محمد، ومحمد ودينه منها براء..
تضامني المطلق مع الأوكرانيين والأوكرانيات، الذين يدافعون عن حريتهم وأمنهم واستقلال بلدهم التام..
شكرا للغرب الذي أعلن دعمه للشعب الأوكراني ضد همجية بوتين وجنده..
وتبا لنا نحن العرب الذين لا نقرأ ولا نفهم.. فقط نردد كلاما حُفّظ لنا كالببغاوات...
2 مارس 2022
 
كاتب وإعلامي مغربي