الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
الحراك اللبناني يرعب حزب الله

المرادي يرصد تحولات الجماعات السنية والشيعية ويحذر: حتى لا نسقط في فخ الإسلام السياسي

 
أ- خطاب وشعارات وانتظارية
 
كل الكلمات والمفاهيم والمقولات تفقد معناها ومبناها في خطاب "الإسلام السياسي" سنيّا كان أو شيعيّا.
فتصبح "المقاومة" و"الممانعة" مجموعة من الاستعراضات، المعدة براياتها، وميليشياتها، تستهدف خلق وهم عند المشاهد والمتابع، أن القيامة قادمة، على يد "سيد المقاومة"، وعلى "الشعب" الانتظار فقط.
 
في أقصى انحسار سيطرة الإسلام السياسي على وعي الجماهير يمر إلى فاشيته الدفينة بالهجوم  على متظاهرات ومتظاهرين من أجل تحسين أوضاعهم (حالة حزب الله اللبناني والعراقي...)
 
وفي أقصى انحسار سيطرة الإسلام السياسي على وعي الجماهير، يمر إلى فاشيته الدفينة بالهجوم على متظاهرات ومتظاهرين لبنانيين أو عراقيين من أجل تحسين أوضاعهم (حالة حزب الله اللبناني والعراقي......).
 
تصبح مفاهيم من قبيل "الإنصاف والمصالحة" و"جبر الضرر" بعد إخراجها من سياقها مشانق لاغتيال الخصم والعدو والنقيض ولو في الأحلام المريضة (حالة حزب العدالة والتنمية المغرب)
 
 
كما، وتصبح مفاهيم من قبيل "الإنصاف والمصالحة" و"جبر الضرر"،.... بعد إخراجها من سياقها، مشانق لاغتيال الخصم والعدو والنقيض، ولو في الأحلام المريضة (حالة حزب العدالة والتنمية المغرب).
 
يخوض الإسلام السياسي الحرب الكلامية على "الآخر"  بالأسلحة الفتاكة  بتخوين وتمريغ سمعة "الآخر" أمام "الشعب" وفي نفس الآن يتخابر مع أصحاب السلطة من أجل التموقع
 
ويخوض الإسلام السياسي الحرب الكلامية على "الآخر" بالأسلحة الفتاكة وذلك بتخوين وتقزيم وتمريغ سمعة "الآخر" أمام "الشعب"، وفي نفس الآن تتخابر تنظيمات الإسلام السياسي مع أصحاب السلطة من أجل التموقع والاستفادة ومراكمة المكتسبات المادية والسياسية والتنظيمية، للحزب وللجماعة وللتنظيم الدولي.
ويعمل الاسلام السياسي، ودائما سنِّيا كان أو شيعيا، على خلق دويلة داخل الدولة، محاولا تحويل الدولة الأصلية إلى "دولة فاشلة".
وتصير الدولة فاشلة إذا فقدت السلطةُ القائمةُ قدرتَها على السيطرة الفعلية على أراضيها، أو بدأت في فقدان احتكارها لحق استخدام العنف المشروع في الأراضي التي تحكمها.
كما حين تفقد شرعية اتخاذ القرارات العامة وتنفيذها. وكذلك حين عجزها عن توفير الحد الأدنى من الخدمات العمومية. وأخيرا في عجزها عن التفاعل مع الدول الأخرى كعضو فاعل في الأسرة الدولية.
هذا هو الوضع الذي تعيشه أو في الطريق إلى أن تعيشه الكثير من البلدان على خريطة ما عهدنا تسميته عالما عربيا (سوريا، لبنان، اليمن، الصومال، ليبيا....)
وتحضرني اللحظة مقالة كنت كتبتها في 14-12-2006 على موقع "الحوار المتمدن" حول لبنان، وكانت بداية لتحالف الإسلام السياسي الشيعي الممثل في "حزب الله" والفساد الطائفي الممثل بما يسمى التيار الوطني الحر بقيادة (الجنرال عون).
وأعيد نشرها ضمن هذه المقالة من باب الاستئناس فقط، لما تحمله من عبرة لمستقبل الديمقراطيين.
وكان عنوان المقالة آنذاك هو:
 
ب- "الجماهير، الشيخ والجنرال"
 
-1-
بين الفينة والأخرى يحضرني موقف للمرحوم عبد الرحيم بوعبيد، وكان آنذاك كاتبا أولا لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وفي إحدى الجلسات العامة للمؤتمر الثالث يناير سنة 1978 وقفنا نحن شباب الحزب نطالب باتخاذ موقف مساندة "للثورة الإيرانية" وكان المرحوم عبد الرحيم بوعبيد يحاول تهدئة الموقف وهو يؤكد ما معناه: " يلزمنا الوقت للحكم على تجربة من هذا النوع.... وكان أن اقتنع أغلب الشباب آنذاك برؤية المرحوم بعد أخذ ورد.

-2-
في سنة 1980 ، وفي مواجهة بين الطلبة اليساريين من مختلف التوجهات ، خلال حفل فني لدعم الثورة الفلسطينية، كان احتجاجنا نحن طلبة الاتحاد الاشتراكي –الجناح اليساري- قويا على أغنية لسعيد المغربي تقول:" يا أسدا في لبنان ويا أرنبا في الجولان" ، وذلك من منطلق التضامن القومي ودعم "جبهة الصمود والتصدي" ، وكان موقفنا خاطئا لأن الأمر لم يكن يتعلق لا بصمود ولا بتصدي بل بحسابات أنظمة وجدت ضالة شرعيتها في القضايا القومية.

-3-
حين تم اغتيال الشهيد عمر بنجلون 1975 وحين تم اغتيال الشهيد حسن حمدان (مهدي عامل) 1987، كان الأمر بالنسبة للعديدين بداية مرحلة مظلمة من تاريخ المنطقة، ولأن البرجوازية-الكمبرادورية، ليس لها مشروع مستقل ، فقد اعتبرتْ أن تلك الأيدي المنفذة ستشكل أداتها في محاربة أي مشروع مستقل تنظيميا وسياسيا وفكريا، ولم تستوعب أن التمثيل السياسي للكمبرادور يمكن أن يتحول إلى الفاشية في أبشع صورها.

-4-
يوم الاحد 10 دجنبر 2006 ، يوم ليس ككل الأيام، فهو اليوم الذي يؤرخ للإعلان العالمي لحقوق الإنسان،وهو اليوم الذي يؤرخ لموت رمز من رموز الديكتاتورية البشعة أوغوستو بنوتشي ، وهو اليوم الذي وقف فيه شيخ ببيروت ، يدعو إلى إسقاط حكومة منتخبة ديموقراطيا، فتبعه جينرال يهدد ويعد على نهج كل الجنرالات السابقين. أليست الصورة واضحة حين "يقود" الجماهير نحو السلطة شيخ وجنرال!!!!!!!!!
 
-5-
حين يخطئ الإنسان ، يمكن أن تكون أخطاؤه محدودة الأثر في الزمان والمكان، و تكون الأخطاء في غالب الأحيان عن جهل و/أو عن حسن نية.
لكن حين تحدد هذه الأخطاء مصائر شعوب، فليس من حق الإنسان أن يخطئ وإن جهل فليحترم جهله.
 
انتهت مقالة 14-12-2006
 
ج- دويلة "حزب الله"
 
وقد كان "الشيخ" هو ممثل حزب الله وكان "الجنرال" هو عون وكانت "الجماهير" هي الجماهير اللبنانية المخدوعة بالشعارات وبالسطو على "المقاومة" و"الممانعة".
وكانت النتيجة هو الوضع الآن في لبنان والمتجسد في المواجهة اليومية لميليشيات "حزب الله" للبنانيات وللبنانيين المطالبين بأبسط شروط العيش الكريم في دولة غير فاشلة.
 
وكانت النتيجة هو الوضع الآن في لبنان والمتجسد في المواجهة اليومية لميليشيات "حزب الله" للبنانيات وللبنانيين المطالبين بأبسط شروط العيش الكريم في دولة غير فاشلة
 
وضعٌ وصل إلى حد أنه تم استصدار قرار قضائي لبناني غير مسبوق في التاريخ، يقضي بمنع وسائل الإعلام اللبنانية من نقل تصريحات عن السفيرة الأمريكية!!! والتي سبق أن أعلنت عن أمر معلوم لدى الجميع في أن: "مليارات الدولارات ذهبت إلى دويلة حزب الله بدل الخزينة الحكومية".
هذا نموذج فاضح للإسلام السياسي الشيعي، والذي استطاع أن يخترق صفوف الوطنيين والديمقراطيين واليساريين والشيوعيين اللبنانيين بأموال النفط الإيراني، وبالاغتيال (حسين مروة، مهدي عامل، سمير قصير، رفيق الحريري...) وبالمؤامرة، عبر اختطاف نبل المقاومة الوطنية وتحويلها إلى ورقة للمتوقع الإقليمي على الخريطة السياسية التي يعد لها في دهاليز الغرف السوداء.
هذا النموذج لا يختلف كثيرا عن نموذج جماعات "الإخوان المسلمين" بكل تلاوينها، والمندسة في كل مكان وتحت كل الأشكال، حتى الديمقراطية والحقوقية منها.
 
كاتب مغربي