للتواصل معنا
البريد الإلكتروني: info@betterstudio.com
إن تاريخ الفعل الاستعماري الحديث يتطور باستمرار. الجديد في الأمر، هو أن المقاربة الأخيرة تجعل من إلزامية الديمقراطية المدخل المتجدد للهيمنة. إذ، يتم في غفلة منا وبطريقة جهنمية، استغلال صعوبة المرحلة الانتقالية لتأجيج الأوضاع، وكأنهم وراء اكتشافنا المغفل استبداد البلاط، أو طغيان الزعيم المعبود!
التأمل في الأسس الحقيقية للتدخل الخارجي يعكس في الواقع وضعا مؤسفا. ذلك أن النزعة الإنسية الغربية التي يُفترض أنها تخلصت من الأفكار الإمبريالية القديمة، لا تتوانى في استغلال أدنى فرصة لأي أوضاع مضطربة لنهب ثروات المستعمرات السابقة
نهاية الحصاد، خلق قوة إرهابية؛ ليتحول الغول المبتكر إلى ضامن القانون الإلهي. من خلال استغلال الجهل والفقر وظهور نزوع شبابي يطمح، على عجل، إلى الارتقاء إلى السلطة. ومن ثمة إنشاء مشيخات أصولية غامضة، حيث تصبح الدولة غنيمة إلآهية!
إن مجرد التأمل في الأوضاع الكارثية الناجمة عن "الفوضى الخلاقة"، يجعل المرء يُصاب حتما بالدوار. فالسكان الذين يراد تحريرهم بواسطة ديمقراطية محمولة على الدبابات لم يعد لهم كيان. لقد أصبح المواطنون يتقاتلون في ما بينهم، وهم مذمومون، ممزّقون، مفقّرون
إن جوقة كورال مرسيليا ورسل الغرب، وأتباعهم من أبناء الوطن، يدركون، عبر التاريخ، تاريخهم الخاص، أن إقامة الديمقراطية لا يمكن أن تجري وكأنها مجرد عملية دخيلة، بل هي عملية مواطنة نابعة من رحم الإفرازات الداخلية، من حتمية نتائج حركية الطبقات الاجتماعية، من عمق جوف الوطن
المقال السابق
المقال الموالي