الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

بعض خلفيات الهجمة على المغرب.. ادعاءات التجسس المغربي!

 
نوفل البعمري
 
يعيش المغرب على إيقاع حملة إعلامية قوية منسقة ومنظمة، وتداخلت فيها أبعاد عديدة، منها ما هو عنصري ومنها ما هو سياسي... وكلها تلخص العقدة التي تولَّدت لدى قطاع واسع من الأوروبيين ممن ظلوا يرون في بلدان الجنوب مجرد بقرة حلوب، لنهبها ونخب خيراتها، ويريدونها أن تكون دولا تبعية لهم، ذيلية، غير مستقلة لا اقتصاديا، لا ماليا ولا مالكة لقرارها ولا قادرة على التعاطي مع دول الشمال الند للند، وهذا ما يحدث مع المغرب، ما يحدث من حملة شنعاء ليس دفاعا عن حرية الصحافة ولا عن المعطيات الشخصية ولا حمايتها، الأمر كله مُختزل في كون هناك أصوات أوروبية رجعية، عنصرية، لم تتخلص من عقد الفترة الاستعمارية... تريد ضرب المغرب، تريد ضرب مكوّانته الداخلية مع بعضها البعض وبينها مع الشعب المغربي...
أصوات تريد إقناعنا بأن المغرب يتحرك بدون أية ضوابط، وبدون أخلاق.
أصوات تريد إقناعنا بأن السلطات المغربية تتحرك خارج القانون.
أصوات تشن حملات إعلامية منسقة كلها استهداف للثوابت الوطنية.
يريدون استبلادنا ليقنعوا المغاربة أن أجهزته الأمنية تتنصت على القصر وعلى ملك المغرب!!!
وأن هذه الأجهزة الأمنية تتنصت على زعماء دول خارجية، منها الرئيس الفرنسي ماكرون، وكأن الرئيس الفرنسي يستعمل هاتفا من نوع سامسونغ ونوكيا وأيفون مثله مثل عموم الناس!!!
يريدون إقناعنا بأن أجهزة المغرب الأمنية تشتغل خارج المؤسسات وأنها "تُعربد" في المنطقة بدون حسيب ولا رقيب...
هدفهم ليس الدفاع عن المعطيات الشخصية، ولا الحريات... بل دفعنا للتشكيك في الأجهزة الأمنية المغربية، أن نشكك في عملها، وأن يتم ضربها داخليا وخلق حالة سخط شعبي وحقوقي عليها!!!
هذا هو الهدف، الهدف عزل المغرب من خلال عزل أجهزته الأمنية، وضربها، وتفكيكها، وخلق حالة صدمة دولية اتجاهها وسخط دولي...
لقد تناسوا جميعا أن هذه الأجهزة الأمنية هي من حازت على إشادة دولية، من فرنسا وإسبانيا وألمانيا وبلجيكا... وأن مسؤوليها حازوا على تقدير دولي كبير ومن مختلف الأجهزة الاستخباراتية... منها Cia...
محاولة ضربهم للأجهزة الأمنية المغربية، فيه خدمة للإرهاب والفوضى، لأن هذه الأجهزة ولما وفّرته من معلومات استخباراتية كبيرة جنّبت المنطقة ضربات إرهابية شديدة، وساهمت في تفكيك التنظيمات الجهادية، والمنظمات العابرة للدول التي تشتغل في تهريب المخدرات...
من يريد ضربها، هو متواطئ مع التنظيمات الإرهابية ويريدونها أن تنتشر وأن تتقوى، ويريدونها أن تقوم بعمليات إرهابية، ويرى نفسه فيها وقوته في استمراريتها!!!
هذه هي الحقيقة التي يجب أن تقال لهم، بشكل واضح، وبدون مواربة... فرانس 24 / FRANCE 24 Arabic ومن وراءها الصحف التي تقوم بهذه الهجمات ومن حركتها... تريد خدمة الإرهاب وتتواطأ!!!
لقد عجزوا عم إضعاف المغرب من خلال اختلاق وتضخيم بعض الملفات، وعجزوا عن خلق بلبلة داخلية، قكانت خطتهم في ضرب المؤسسة، التي يعتبرونها عنصر قوة خارجي للمغرب، الذي راكم المصداقية نتيجة ما تقوم به، وأبلغ دليل على هذا المخطط هو هذه الهجمة الحملة الإعلامية المنظمة والممنهجة...
المغرب سبق له أن رفع تحديا أمام أمنستي، ويرفعه الآن: "هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين"...
هاتوا الدليل على مزاعمكم...
هاتوا التقارير التقنية التي تربط بين بيغاسوس والأجهزة الأمنية المغربية!!
ولأنها عجزت عن تقديم أدلتها، فهي عوضت ذلك بهذه الهجمات الإعلامية المكثفة، التي لا تنطلي على المغرب ولا على المغاربة...
المغرب موحد... وراء ملكه وبشعبه، وداعم لأجهزته التي تقوم بعمل وطني كبير خدمة للحق في الحياة، ومواجهة للإرهاب...
 
محام وباحث في ملف الصحراء