الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
(صورة أرشيفية)

هيئات أمازيغية غاضبة من إقصاء معظم الكتب الأمازيغية من دعم وزارة الثقافة لسنة 2023

 
عبّرت ثلاث هيئات ثقافية أمازيغية (تيرا، رابطة الكتاب بالأمازيغية، وكونفدرالية الجمعيات الأمازيغية بالجنوب "تامونت ن إفوس"، وجمعية إسني ن وورغ)، إضافة إلى مجلة أمازيغية (نبض المجتمع ⴰⵏⵜⵜⴰⴳ ⵏ ⵡⴰⵎⵓⵏ)، عن غضبها مما اعتبرته إقصاء مدبّرا لمعظم المشاريع الأمازيغية المقدمة للاستفادة من دعم وزارة الثقافة للكتاب لسنة 2023، الأمر، الذي اعتبرته هذه الجمعيات، في بيان لها توصلت "الغد24" بنسخة منه، مخالفةً صريحة للدستور وإجحافًا في حق الأدب المغربي المكتوب بالأمازيغية... وفي ما يلي النص الكامل للبيان...
 
فوجئت الجمعيات الثقافية الأمازيغية، الموقعة على هذا البيان، بنتائج دعم الكتاب المعلن عنها مؤخرا، والتي كانت صادمة ومخيبة للآمال، خلافا لما كان عليه الأمر في السنوات السابقة. وتنم هذه النتائج الصادمة عن تراجعات خطيرة في الحقوق الثقافية الأمازيغية من قبل الوزارة الوصية، في وقت ثمّن المغاربة القرار الملكي بترسيم السنة الأمازيغية؛ فمن بين أكثر من 25 كتابا بالأمازيغية، تم قبول أربعة منها فقط، وهذه الكتب الأربعة (اثنان منها للأطفال) تمثل نسبة 2،8% من مجمل الكتب المدعومة وطنيا وهي 142 كتابا، وبنسبة 1،63% من مبلغ الدعم المخصص للكتب المدعومة؛ كما تم حرمان إحدى المجلات الأمازيغية المعروفة في جهة سوس ماسة من الدعم.
 
وقد أظهرت المؤشرات الأولية (في ما رشح من معطيات) أن الإقصاء كان بناء على معيار تقني غير إبداعي يرتبط بكتابة النص بحرف تيفيناغ، وهو معيار لم تشترطه الوزارة ضمن برنامجها في الدعم؛ فمعايير اختيار الكتب المدعومة واضح ومتفق عليه مبدئيا في دفتر التحملات، وعلى رأسها جدة المضمون والأسلوب والبناء والصياغة واللغة والقيمة المضافة إلخ... وليس من ضمنها حرف الكتابة.
 
وحتى لو افترضنا جدلا أن خط تيفيناغ قد اعتُمد معيارا للاختيار، فإن هذا المعيار يقصي شريحة واسعة من القراء بسبب عدم تعميم الأمازيغية في المؤسسات التعليمية وفي أغلب مناحي الحياة ببلدنا، فأغلب الكبار الذين تستهدفهم الأعمال الأدبية المقصية لم يتلقّوا دروسا في تيفيناغ، بينما تلتزم تيرا، رابطة للكتاب بالأمازيغية، في الأعمال الموجهة للأطفال، بالكتابة بتيفيناغ حصريا باعتباره الحرف الرسمي المعتمد في المدرسة.
 
وإذا صح أن هذا المعيار هو المعتمد في الإقصاء، فلماذا لم يتم الالتزام به من طرف لجنة الدعم، حيث تم إقصاء أربعة كتب مكتوبة كذلك بتيفيناغ، لأن الشخص (أو الأشخاص)، الذي انتقى الكتب المقبولة للدعم، لم يكلّف نفسه عناء تصفح كل محتويات الكتب المقدمة للدعم، بل اكتفى بالاطلاع على الصفحات الأولى مما يتعارض مع مبادئ الاختيار المنصوص عليها في دفاتر التحملات، علما أن المشاريع المقدمة للدعم ضمنها روايات ومجاميع شعرية وقصصية ذات قيمة إبداعية كبيرة، لم يُلتَفت إليها على الإطلاق.
 
بناء عليه، فإن حرمان الأمازيغية من الدعم بهذه الطريقة هو حرمان للأمازيغية من حقوقها المنصوص عليها دستوريا، وهو إجحاف في حق الأدب المغربي المكتوب بالأمازيغية، وتراجع عن المكتسبات السابقة بذرائع لا تلتزم بواقع الأمازيغية اليوم البعيد عن التعميم، وفي وقت تحتاج فيه الأمازيغية إلى رعاية متميزة وخاصة.
 
التوقيعات:
- تيرا، رابطة الكتاب بالأمازيغية.
- كونفدرالية الجمعيات الأمازيغية بالجنوب "تامونت ن إفوس".
- جمعية إسني ن وورغ.
- مجلة نبض المجتمع ⴰⵏⵜⵜⴰⴳ ⵏ ⵡⴰⵎⵓⵏ.