الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

استنزاف الفرشة المائية بسهل الغرب.. من المسؤول عن تخريب سواقي الماء المعلقة التي كلّفت الملايير؟

 
مصطفى لمودن
 
هل سيحقق المغرب أمنه الغذائي بالكوار والبطيخ والبرتقال؟
إنهم يحتاجون للطحين والسكر والزيت والشاي... وهذه المواد تستورد من الخارج بالعملة الصعبة!
المواد الأولى تتطلب كمية هائلة من الماء.
لهذا يحدث الآن استنزاف هائل للماء. سواء الذي في السدود، أو ما تحت الأرض.
في منطقة سهل الغرب وقع تخريب كبير ومتعمد لشبكة السقي وسواقي الماء المعلقة، التي أنفق عليها المغرب الملايير منذ سبعينيات القرن الماضي، وكلف ذلك استثمارات ضخمة جلها قروض خارجية. ليتم تكسيرها أو حملها من قبل مجهولين، منهم من لهم شاحنات لها رافعات، إلى وجهات غير معروفة.
يقال إن السقي بالغمر مضيعة للماء، استنتاج صحيح، لهذا وجب تغييره بالسقي الموضعي بواسطة التنقيط...
ولكن ما ذنب تلك السواقي والتجهيزات؟ على الأقل كانت تنقل الماء من القناة المنحدرة من سد القنصرة إلى الحقول. وبالتالي لو بقيت في مكانها، يمكن بعد ذلك جمع الماء، وتحويل السقي من الغمر إلى التنقيط.
يجب فتح تحقيق في هذا التخريب، وتحميل المسؤولية لمن قام بذلك أو أهمل شبكة الري.
المصيبة هي التي شرعوا فيها الآن.
أصبح لكل ضيعة أو حقل تجمّع مائي ضخم عبارة عن مسبح كبير، يتم ملؤه من أثقاب قريبة من المكان. ييسمونه "بسان"، أي الترجمة الفرنسية للحوض.
لمن يريد أن يتأكد الأمر سهل جدا.
يمكن دخول صور القمر الصناعي عبر غوغل، ستكتشف العجب على طول وعرض السهل. من مولاي بوسلهلم حتى سيدي قاسم، ومن دار بلعامري حتى الخنيشات..
يقال إن الفرشة المائية بالغرب غنية. لكن استنزافها واقع، وسيتفاقم، وقد نزلت المياه المالحة إلى الفرشة العذبة منذ سنوات، وأصبح لزوما على الفلاحين التعمق أكثر.. مما سيهدد أغلب المدن، التي تتزود من أثقاب مائية كسيدي قاسم وسيدي سليمان وغيرهما. وكما حدث هذه السنة لمدينة مكناس..
هل كل هذا من أجل البطيخ والكوار ومن أجل عيون فلاحين كبار يشكلون لوبيا قويا إلى درجة أنهم لا يدفعون درهما ضريبةً؟
المؤسف أن مثل هذه المواضيع الخطيرة لا يتحدث عنها أحد، سوى البعض، كأعضاء جمعية العقد العالمي للماء.