مراد بورجى: في نكران للجميل.. عمدة الدارالبيضاء تهين الموظفات في اليوم العالمي للنساء
الكاتب :
"الغد 24"
مراد بورجى
تنتشي، في هذه اللحظات، المستشارة بمقاطعة سباتة، العمدة نبيلة الرميلي، مع زميلاتها بصفتهن "أعضاء" مجلس جماعة الدار البيضاء، بعدما دعتهن للاحتفاء بهن بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، الذي يصادف يوم 8 مارس، في إقصاءٍ تام لموظفات هذه الجماعة، إلا الساميات منهن!!
إن هذه الدعوة وُجّهت إلى الجهة الخطأ، أو على الأقل وُجّهت بشكل ناقص بل وقاصر لسببين:
السبب الأول أن الدعوة كان يُفترض أن تُوجّه إلى موظفات الجماعة "عموما" اللائي هنّ من يعملن ويبذلن الكدّ والجهد لإنجاز الأشغال "الشاقة" أحيانا، التي توكل إليهنّ، ولذلك، نجد أن مختلف المؤسسات والهيئات، ليس في المغرب وحده، بل في العالم أجمع، تستثمر هذه المناسبة للقيام بأنشطة تتضمّن نوعا من الاعتراف والعرفان بكفاءات وطاقات النساء الإطارات والمستخدمات والموظفات والعاملات في هذه المؤسسات، لكن السيدة العُمدة شطّبت عليهنّ بـ"جرّة دعوة"، وألغتهن من حساباتها، ومن الاحتفال، الذي حوّلته إلى احتفال زبوني، يقتصر فقط على زميلاتها "المستشارات"!
السبب الثاني هو أن هذا المجلس، الذي تترأسه هذه العمدة، لم يسجّل، بعد مضي سنة ونصف على تشكيله، أي شيء يذكر لا للعاصمة الاقتصادية، ولا لسكانها البيضاويين، مما جعل أغلب المشاريع المبرمجة إما تتعثر وتتوقف، وإما تتأخر أصلا في الانطلاق، والأمثلة متعددة، بدءا من مشروع تأهيل مطرح مديونة للنفايات، وخطوط الترام والباصوي، إلى حديقة الحيوانات بعين السبع، وسوق الدواجن بالحي المحمدي، إلى غيرها من المشاريع المتأخرة، إن لم نقل كلها، أما ما هو منجز على أرض الواقع، فيحسب للمجالس السابقة، وقد نفذته موظفات ومعهن موظفو هذا المجلس.
وفي حين أعدّت شركات التدبير المفوض برامج احتفالية بهذه المناسبة، احتفاءً بمستخدماتها، ودعت العمدة للحضور لمقراتها، تعتزم الرميلي تخصيص مقاطعة سباتة باحتفال خاص عند ختام هذا اليوم، وقد يتكفل المجلس بدفع مصاريف هذا الاحتفال، حتى يليق بـ"مقام" زوجها الذي يترأس هذه المقاطعة، فيما العمدة "المستشارة" الرميلي مازالت تتقلد منصب نائبة رئيس لجنة المالية بهذه المقاطعة، التي "جاء" بها "بعلها" منها، لتترشح لمنصب رئيسة مجلس جماعة الدار البيضاء، بعد أن استطاع "خداع" رئيسه في الحزب عزيز أخنوش اعتقادا منه بكفاءتها، ودفعه لاقتراحها وزيرة للصحة، فأهدروا بذلك وقت الملك عندما قام بتعيينها، ثم عاد الملك ليعفيها.
لقد كان المأمول أن تكون تجربة المجلس الجماعي للدارالبيضاء متميّزة، خصوصا أنه لأول مرة تتحمّل امرأة مسؤولية تدبير هذه الجماعة، لكن العمدة نبيلة الرميلي كل ما قدّمته لأكبر مدينة في المغرب هو أنها أغرقت عاصمة البلاد الاقتصادية في مشاكل بلا حصر، كانت سببا في غضبة ملكية، جعلت الجالس على العرش يؤجّل كل مرة زيارته لهذه المدينة، التي كان لا يفارقها، ويتجوّل في شوارعها ويتفقّد منشآتها، فإذا بها تتحوّل إلى مدينة كئيبة، مليئة بالمناظر البشعة لمشاريع معرقلة ومتوقفة. زاد على ذلك احتفال فاشل يهين موظفات مجلس الدار البيضاء في اليوم العالمي لحقوق النساء!!!