الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

عبد الحق غريب: قصّة "مول الصاكادو" في كلية آداب جامعة شعيب الدكالي

 
عبد الحق غريب
 
ينقسم رؤساء المؤسسات الجامعية التابعة لجامعة شعيب الدكالي (عمداء ومدراء) إلى 3 أصناف، على غرار باقي الجامعات وباقي المسؤولين:
 
الصنف الأول، يُغلّبون المصلحة العامة على المصلحة الشخصية وهم قلّة... يصيبون ويخطئون... يشهد خصومهم، قبل أصدقائهم، أنهم أَعفّاء ونُزهاء... كفاءتهم وتاريخهم يحكمهم... واقع مؤسساتهم شاهد على كل شيء...
 
الصنف الثاني، "يا العياذ بالله" وما أكثرهم... صنف "الجياع"... همّهم هو المال والامتيازات (السفر، الأكل، التعويضات...)... همّهم هو الاغتناء السريع وتسمين الأرصدة البنكية... همهم هو قضاء المصلحة الشخصية ومصالح أقاربهم وأصدقائهم والتقرب من الأعيان ورجال السلطة...
 
أسماء الصنف الأول والصنف الثاني معروفة ويتداولها الأساتذة والموظفون، كما يتداولها المسؤولون في ما بينهم... يُقال: فلان تبارك الله عليه، شبعان ومنضّي شغلو، وفلان بااااااز ليه ما يشبع ما يحشم... الله يعفو عليه وصافي، شوّه راسو وشوّهنا معاه...
 
المسؤولون يميّزون بين الصفقة المشبوهة والصفقة غير المشبوهة... يفهمون في صرف التعويضات و"القوالب"... يعرفون من ينهب بيمينه وشماله، ومن يأكل ويقَيّس، ومن له ضمير... Bref، المسؤولون يعرفون كل شيء ويُنمّمون بينهم... هذه الأيام يُنمّمون حول قصة السكن الوظيفي... قال أحدهم: الرجل جاي مكسيري، مازال ما سخّن بلاصتو وبدا يخطط للتعويضات... زربان... باااااااااز.
 
الصنف الثالث، عيّاش... هو واحد ما منو جوج... مول البرقية...
 
★★★★
 
أحدهم من خارج الكلية سأل عن قصّة هذه الـ"باااااااااز"... القصة وما فيها: عميد كلية الآداب مازال ما سخّن بلاصتو، بدا في التنوعير...
 
عوض أن يدعو مجلس الكلية إلى مناقشة وإيجاد حلول لمشاكل الأساتذة ومشاكل الكلية، دعا أول مجلس له، مباشرة بعد تعيينه في 29 دجنبر الماضي، وحاول إقناع الأعضاء بأن السكن الوظيفي في الكلية غير صالح، ويجب تفويته إلى الرئاسة... هدفه هو الحصول على التعويضات عن السكن، لأن الكلّية التي تتوفر على سكن وظيفي لا يستفيد عميدها من التعويضات عن السكن، التي تبلغ 9092 درهما خاما في الشهر...
 
الراجل جاي يجري بـ180 كلم/الساعة... الله يحضّر السلامة وصافي...
 
★★★★
 
أحد العارفين بما يجري ويدور قال إنه لتوضيح هذه الـ"باااااااااز" أكثر يلزم، أيضا، النظر إلى "مالين الصاكادوات"، ولهذه القضية قصة...
 
لنوضح: لقد عانت كلية الآداب بالجديدة، منذ نشأتها، مِمَن يُصطلح عليهم بأصحاب "صاكادو" (أو أصحاب "لاناڤيت")... وهم مجموعة من الأساتذة، الذين يقضون يوما واحدا في الأسبوع بالجديدة، و6 أيام في المدينة التي يقطنون بها... أساتذة كانت تحرص العمادة، ولا تزال، على أن توفر لهم كل الشروط لتكديس ساعات عملهم في يوم واحد، مقابل أصواتهم في انتخابات رؤساء الشعب وأعضاء المجالس والمكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي لقطع الطريق أمام الأصوات الحرة...
 
تشاء الأقدار أن يتعيّن على رأس الكلية أحد أصحاب "صاكادو"... ولأن سعادته تعوّد على "لاناڤيت"، فإنه لن يقبل أن يستقر في السكن الوظيفي الفسيح المتواجد داخل الكلية، خاصة وأنه مستقر في بوسكورة.. لذلك، فإنه يسابق الزمن من أجل التخلص من هذا السكن الوظيفي بأي شكل... ومن أجل ذلك، فقد طرح في جدول أعمال مجلس الكلية الأخير نقطة تتعلق بالسكن الوظيفي، وهو الذي لم يمر على تعيينه سوى 3 أشهر فقط... زربان... في المجلس حاول إقناع الأعضاء أن إصلاح السكن الوظيفي يتطلب ميزانية ضخمة (20-30 مليون سنتيم)، وأنه يقترح تفويته إلى رئاسة الجامعة من أجل تحويله لما يخدم الجامعة والطلبة... يقول هذا الكلام ناسيا أو متناسيا أن أعضاء مجلس المؤسسة، الذين يخاطبهم، هم زملاء يعرفونه حق المعرفة منذ سنوات، وأن تخصصهم يسمح لهم بتحليل الخطاب وتفكيك شفراته، ولهم من الذكاء ما يكفي للتمييز بين الصالح والطالح... أعضاء المجلس يعرفون حق المعرفة أن الهدف لا علاقة له بمصلحة الجامعة، ولا بمصلحة الطلبة، بل الهدف هو التخلّص من السكن الوظيفي من أجل الحصول على التعويضات عن السكن... حشومة عميد يرافع بحماس أمام زملائه وهم يعرفون ماذا يريد... زملاء يعرفون كل شيء... حشومة!
 
★★★★
 
قلت كم مرة... وسأبقى أقول: الترشح لشغل منصب عميد هو اختيار، وليس فرضًا (ماشي بزّز)... ومن يترشح ويفوز، يجب أن يتحمل مسؤولية اختياره وعواقب ذلك... يجب أن يتحلى بحس المواطنة، وأن يعمل من أجل المصلحة العامة وليس المصلحة الشخصية الضيقة (التعويضات القانونية وغير القانونية والسفريات ووو...).
 
تُرى كم سيكلف تنقل عميد كلية الآداب بين الجديدة وبوسكورة من ميزانية الكلية خلال 4 أو 8 سنوات، مدة تحمّله المسؤولية؟!