بعد تصدي الملك للشائعات.. المغاربة ينتظرون التصدي للرؤوس الكبيرة التي عبثت بالشعب
الكاتب :
"الغد 24"
مراد بورجى
مثلما كتبنا قبل أسبوع، وأكدنا قبل يومين، عاد الملك محمد السادس من باريس إلى الرباط، حيث ترأس، قبل قليل، حفلا دينيا كبيرا إحياء لليلة المولد النبوي الشريف...
وجاءت وقائع هذا الحفل لتؤكد ما جاء في مقالنا السابق حول تصدي الملك للشائعات، بظهور مثير، إذ لأول مرة سيبادر الملك، بصفته أميرا للمؤمنين، إلى إخراج الاحتفال بليلة المولد النبوي الشريف من داخل القصر الملكي إلى مسجد حسان بالرباط...
ووفق المقال ذاته، فهذا الحفل الكبير ترأسه الملك، شخصيا وحضوريا، وكان مرفوقا بولي العهد الأمير مولاي الحسن، والأمير مولاي رشيد وابنه البكر مولاي أحمد، والأمير مولاي إسماعيل، كما حضره كبار المسؤولين المغاربة، من رئيس الحكومة، ورئيسي غرفتي البرلمان، وعدد من مستشاري الملك، ومن أعضاء الحكومة ورؤساء الهيئات الدستورية، ومن كبار ضباط القيادة العليا للقوات المسلحة الملكية، وأعضاء السلك الدبلوماسي الإسلامي المعتمد بالرباط، والعديد من العلماء وشخصيات أخرى مدنية وعسكرية.
إن المتأمل في فعاليات هذا الحفل الديني وما تميّز به من حضور كبير، سيتأكد من المعلومة الحصرية، التي وردت في المقال السابق، وتفيد أن ترؤّس الملك، شخصيا وحضوريا، لهذه التظاهرة الدينية، التي تكتسي أهمية بالغة في ذهنيات وعادات المغاربة، هو بمثابة إعلان رسمي عن تحكّم المغرب في فيروس كوفيد-19، خصوصا إذا أخذنا بالاعتبار حرص الملك، منذ بداية انتشار الجائحة، على الالتزام والتقيّد بالتدابير الوقائية، التي أقرتها السلطات، لمواجهة انتشار الوباء...
وبخصوص فقرات هذا الحفل الديني، أكدت فعالياته صدقية ما أوردناه في المقال السابق، إذ تميّز هذا الحفل الكبير بتقديم أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، لحصيلة أنشطة المجلس العلمي الأعلى والمجالس العلمية المحلية، وللتقرير السنوي المتعلق بهذه الحصيلة. كما تميز بتسليم جائزة محمد السادس التنويهية التكريمية للفكر والدراسات الإسلامية، التي آلت إلى اشبيهنا حمداتي ماء العينين من الرباط، وجائزة محمد السادس الدولية في حفظ القرآن الكريم مع الترتيل والتفسير، التي عادت إلى حميد أضرضور من أكادير، الذي تسلم من يدي جلالته جائزة محمد السادس الدولية في حفظ القرآن الكريم مع الترتيل والتفسير، وجائزة محمد السادس الدولية في حفظ القرآن الكريم فرع التجويد، مع حفظ خمسة أحزاب، وكانت من نصيب فرحان محمدي فضلان من إندونيسيا، وجائزة محمد السادس للتفوق في فن الخط المغربي لعمر السرغيني من الرباط، وجائزة محمد السادس التكريمية في فن الزخرفة المغربية على الورق لعبد المجيد الطالبي من سلا، وجائزة محمد السادس للتفوق في فن الزخرفة المغربية على الورق لليلى الجملي من فاس، وجائزة محمد السادس التكريمية في فن الحروفية العربية لمحمد بوخانة من تمارة، وجائزة محمد السادس للتفوق في فن الحروفية العربية لمحمد العسري من الدارالبيضاء.
وبين تظاهرة اليوم، التي ترأس فيها الملك هذا الحفل الديني، وبين تظاهرة الجمعة المقبلة، 14 أكتوبر 2022، التي سيترأس فيها، حضوريا أيضا، افتتاح السنة الثانية من الولاية الحالية للبرلمان، ينتظر أن يقدم الملك على خطوات سياسية، يتوقّع بعض العارفين بخبايا الأمور أن تكون "مزلزلة"، وستكون مدروسة في مضمونها، وكذا في موعدها، فالملك تصدى، اليوم، لتفنيد الشائعات، بالحضور الشخصي والفعلي، فيما تشير المؤشرات المتوفرة إلى أنه سيتصدى، في الغد المنظور، لانتظارات وتحديات الوضع المغربي العام، الذي بات موسوما بالاحتقان المتزايد، بسبب تدابير غير محسوبة وإجراءات فاشلة رفعت منسوب الغضب في أوساط الشعب، الذي بادر العديد من أبنائه إلى رفع شعار الرحيل في وجه رئيس الحكومة الملياردير، الذي يدير الشؤون العامة للمغاربة، مثلما يدير الشؤون الخاصة لشركاته ومبيعاته وفي مقدمتها المحروقات، التي تزيده غنىً وتزيد المستضعفين فقرًا...
وبغض النظر عن الموعد المحدد، وما إذا كانت بعض ملامحه ستظهر في الخطاب الملكي، الذي سيفتتح به الجالس على العرش سنة جديدة من البرلمان، ستكون متزامنة مع مرور سنة وأسبوع على ولاية حكومة أخنوش، سنة كاملة بحصيلة ثقيلة في اللسان خفيفة في الميزان، إذ إن الصبغة العامة لتدابيرها المتخذة تؤكد الفشل في التصدي لأزمات المغرب والمغاربة، خصوصا عندما تحوّلت هذه القرارات، منذ أول شهر للحكومة إلى يوم استكمال مدة سنة، إلى سيف مسلط على رقاب الأغلبية الساحقة من المغاربة، الذين ضاقوا ذرعا بـ"القَهْرة" و"الحُكرة"...
فهل سيأتي "الزلزال" المرتقب على رؤوس كبيرة في هرم الدولة، بدءا من الحكومة بالخصوص، وصولا إلى مسؤولي عدد من المؤسسات الدستورية...