للتواصل معنا
البريد الإلكتروني: [[email protected]]
الفقيد الحاج أحمد أوباها
من سوس إلى الدارالبيضاء.. حزن وأسى على وفاة المناضل الجمعوي الرائد الحاج أحمد أوباها
توفي، يوم الأربعاء 16 دسمبر 2020، بمدينة الدارالبيضاء، الحاج أحمد أوباها، عضو المكتب التنفيذي للمنظمة الوطنية للتجار الأحرار، وهو من أشهر المناضلين المدافعين عن التجار بالجملة وبالتقسيط بالعاصمة الاقتصادية.
وخلّفت وفاة الفقيد الحاج أحمد أوباها حزنا وأسى في المغرب أجمع، وبالخصوص في جهة سوس وفي الدارالبيضاء، إذ كان الراحل من أبرز النشطاء الأمازيع في هذه المنطقة الممتدة من جهة سوس إلى العاصمة الاقتصادية، وشغل عضوية غرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة الدارالبيضاء سطات لعدة ولايات، وهو من مؤسسي جمعية أيت إسافن إداوباعقيل للتنمية الاجتماعية في إقليم تزنيت مسقط رأسه.
وسبق للراحل الحاج أحمد أوباها أن تقلد عدة مسؤوليات جمعوية وسياسية، حيث كان منتخبا بجماعة المعاريف، ورئيس لجنة التعمير وإعداد التراب بمكتبها، إلى جانب تأسيسه وتحمله مسؤولية نيابة رئاسة الجمعية الوطنية للتجار بالجملة والتقسيط لعدة سنوات.
والفقيد كان دائم الحضور في كل اللقاءات والتظاهرات، التي تهم شأن التجار، وكذلك قضايا العمل الجمعوي التنموي في جهة سوس، مثلما كان دائم الحضور في مختلف التظاهرات الوطنية، خصوصا عندما يتعلق الأمر بوحدة المغرب الترابية، وفي هذا الصدد، حرص الفقيد، رغم معاناته الصحية في الفترة الأخيرة، إلا أن يتحامل على نفسه، ويتحدى مرضه، ليزور منطقة الكركارات، تعبيرا منه عن تأييد العملية التي قامت بها القوات المسلحة الملكية لتحرير هذا المعبر الطرقي من عصابات البوليساريو...
وكتبت ابنته نادية بقلب مكلوم: "الله يرحمو ويوسّع عليه، كرّس حياته للنضال والعمل الجمعوي، كنت كنشوفو كيكتب ويقاد برقيات وخطابات ويسافر باش يحضر في تظاهرات ويناضل باش يدوّزو الطريق في سوس ويحفرو الآبار وكلشي من مالو الخاص، ومللي كنت كنقول ليه رد البال لنفسك، كان كيقول ليا أنا الحاجة كنديرها نريّح الضمير ديالي والإنسان ماشي مهم يخلي الأموال والديور المهم هو يخلي بصمة وتاريخ، أعطى في سبيل ذلك وقته وماله ولم يطلب يوما مقابلا على ذلك، حتى سفره إلى الكركرات لم يتوانى عن الذهاب رغم ضعف صحته، وكان هذا ما تسبب له بالوعكة الصحية، التي أدت الى وفاته، رحمه الله وغفر له، والله يصبّرنا على فراقو"...
وأيدتها أختها حنان وهي تعدّد مناقب والدها، وكتبت مخاطبة أختها نادية: "فعلا كان شخصا وهب حياته للنضال والعمل الجمعوي والدفاع عن حقوق التجار والكثير من المواطنين في الدارالبيضاء، وخاصة في جهة سوس، التي وهبها كل ما لديه معنويا وماديا، ولم يطلب في حياته مقابلا، أتذكرين يوما عندما قال لنا بالعبارة (الاوراق هما اللي كيبقاو وإلى درت شي حاجة كنديرها بيني وبين اللي خلقني)... أما بالنسبة للكركرات، فهي سبب وعكته الصحية، ولم يتشكى منها، بل كان فرحا بزيارته لها وعودته منها... ياااااااارب ارزقنا صبر أيوب على فراقه، اللهم ارحمه يارب"...
ويعد الراحل الحاج أحمد أوباها من أبرز النشطاء الأمازيغ المناهضين لمراسيم تحديد الملك الغابوي في إقليم تزنيت، كما كان من الداعمين الرئيسيين للجمعيات المدافعة عن الثقافة الأمازيغية، عندما كانت الأمازيعية محاصرة وتعاني التضييق.
وبهذه المناسبة الأليمة، تتقدم أسرة تحرير موقع "الغد 24" بتعازيها الحارة لزوجة الفقيد فاضمة أكوزال، ولبنات وأبناء الفقيد نادية وحنان ومينة وفاطمة الزهراء وخالد، ولجميع أفراد عائلته الكريمة، إضافة إلى أسرته الكبيرة، الممتدة من جنوب إلى شمال الوطن عبر وسطه في مدينة الدارالبيضاء، وإلى جميع نشطاء الحركة الأمازيغية في مختلف مناطق المغرب وبوجه خاص في مناطق سوس والدارالبيضاء، التي فقدت رائدها في العمل الاجتماعي وأحد أبرز أبنائها البررة الأوفياء...
