الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
(صورة أرشيفية)

جمعية ذاكرة آسفي تدق ناقوس الخطر حول الوضعية المزرية التي تعيشها المعالم التاريخية للمدينة

دقت جمعية ذاكرة آسفي ناقوس الخطر حول الوضعية المزرية التي تعيشها المعالم التاريخية للمدينة في الآونة الأخيرة، جراء الانهيارات المتتالية والمخاطر المحدقة بها، والتي أضحت تهدد وجودها المادي والتاريخي والحضاري، كما هو الحال اليوم بالنسبة للكنيسة الاسبانية التي انهار جزء منها يوم الثلاثاء فاتح دجنبر 2020، وقد يكون هذا هو مصير قصر البحر ومعالم أخرى التي تعيش حالة كارثية جراء ما تتعرض له من إهمال في ظل انعدام الصيانة والترميم ...
وأوضحت الجمعية في بيان توصل موقع "الغد 24"، بنسخة منه أن الحفاظ على المعالم الحضارية المتنوعة الهوية بآسفي، والتي لها قيمتها التاريخية وحمولتها الروحية والحضارية، تشكل مصدر ثراء للذاكرة المحلية والوطنية، بل مصدر أساسي – في حالة صيانتها وحسن توظيفها – في الارتقاء بجاذبية مدينة آسفي والإسهام في تنميتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وأضافت الجمعية أنها حريصة منذ تأسيسها على تثمين الرصيد التاريخي للمعالم الحضارية لآسفي، وذلك بجرد وتصنيف 60 موقعا ذو قيمة تاريخية وحضارية دينية و ثقافية واقتصادية مع التعريف بتاريخ بنائها ووظائفها عبر التاريخ، وهي التي تشكل اليوم قيمة رفيعة من الناحية التاريخية والسياحية.
وأفاد المصدر ذاته أن جمعية ذاكرة آسفي، أعدت معرضا متنقلا يوثق للحقب التاريخية لمدينة آسفي ابتداء من القرن الحادي عشر الميلادي (عهد المرابطين) إلى الحقبة الحالية (العهد العلوي المجيد) باللغتين العربية والفرنسية، وقد تضمنت هذه اللوحات، التي تطلبت 3 سنوات من البحث الأكاديمي، إضاءات غير مسبوقة عن مرور 1000 سنة من تاريخ مدينة آسفي، كما تتضمن هذه اللوحات معطيات تاريخية وخرائط ووثائق نادرة وصور ونقود قديمة مما يشكل مدخلا جديدا للباحثين والمهتمين لإعادة قراءة تاريخ المدينة و تشجيع الأبحاث الجامعية حولها .
وفي السياق ذاته نبهت ذاكرة آسفي في بلاغها إلى القيمة التاريخية والحضارية لقصر البحر، والذي صمد لأزيد من خمسة قرون، و تبعا للتهديد الجدي لوجوده كتراث مادي مصنف ضمن قائمة التراث الوطني بمقتضى ظهير شريف، وبالنظر للتداعيات الخطيرة للتعرية البحرية التي أضحت تشكل تهديدا حقيقيا له، فقد بادرت الجمعية في شهر فبراير 2018 وبتعاون مع مجلس جهة مراكش- آسفي، والمجلس الحضري وخبراء من جامعة EVORA البرتغالية، إلى عقد اجتماعات متتالية لبحث السيناريوهات الممكنة لتبقى هذه المعلمة على قيد الحياة، ولا زالت الجمعية ننتظر تفعيل التوصيات التقنية من طرف الجهات المختصة لحماية قصر البحر وترميمه وصيانته .
واعتبرت الجمعية أنه من موقعها كشريك أساسي في حماية المعالم الحضارية للمدينة، والارتقاء بمكانتها الثقافية والتاريخية، فقد أثارت انتباه المسؤولين والمشرفين على المآثر التاريخية محليا ووطنيا إلى الوضع المقلق جدا لهذه المعالم الحضارية، والتي تعرف سنة بعد أخرى انهيارات متتالية ستقضي لا محالة على وجودها المادي مما يشكل خسارة كبرى لذاكرة المدينة ولرصيد بلادنا الحضاري .
وفي ختام بلاغها دعت جمعية ذاكرة آسفي كل الغيورين والمسؤولين من أجل التحرك الجدي والمجدي لاستدراك الزمن من أجل الحفاظ على ما تعتبره إرثا مشتركا لمدينة آسفي وللوطن، مؤكدة أنها مستعدة للتعاون مع مختلف الأطرف لدراسة جميع الحلول الممكنة والمنقذة لمآثر آسفي التاريخية والحضارية.