تطورات هجوم فيينا.. مداهمات واعتقالات والمستشار النمساوي يؤكد: عدونا هو الإرهاب الإسلامي
الكاتب :
"الغد 24" والوكالات
في خطاب أعقب الهجوم الذي استهدف العاصمة فيينا، المستشار النمساوي يشدد على أن بلاده ستتصدى للإرهابيين، لكن دون أن "ننزلق في فخ المتطرفين الذين يريدون نشر الكراهية"، مفرقا بين المسلمين وبين الإسلاميين. والسلطات تكشف بعض المعلومات عن المشتبه به في الهجوم.
توجه مستشار النمسا سيباستيان كورتس إلى الشعب النمساوي، صباح اليوم الثلاثاء 3 نوفمبر 2020، في كلمة أعقبت الهجوم الإرهابي، الذي استهدف مساء الاثنين العاصمة فيينا، وخلف أربعة قتلى و15 جريحا غالبيتهم في حالة خطرة.
وشدد كورتس على أن خطابه هذا يأتي في "فترة مظلمة" من تاريخ النمسا التي كان يعتقد أنها منطقة "آمنة في العالم"، لكن "الاعتداء الإرهابي" أثبت أن بلاده تعرضت لهجوم "ضد قيمها ونظامها الدموقراطي"، متوعدا: "سندافع عن ديمقراطيتنا وسنتعقب الضالعين في الهجوم ومن يقفون خلفه".
لكن كورتس، في الوقت ذاته، شدد بقوة على أن التصدي للإرهاب لا يعني محاربة المنتمين إلى "طائفة دينية معينة"، في إشارة إلى المسلمين، فـ"لا يجب الانزلاق إلى ما يريده الإسلاميون، وهو نشر الكراهية وإحداث انقسام داخل المجتمع بين النمساويين والمهاجرين". وأضاف "يجب أن ندرك أن هذا ليس صراعا بين المسيحيين والمسلمين أو بين النمساويين والمهاجرين". وقال كورتس: "عدونا -الإرهاب الإسلامي- لا يريد فقط التسبب في الموت والألم، ولكنه يريد تقسيم مجتمعنا"، وتعهد بأن النمسا سوف تدافع عن ديمقراطيتها وحقوقها الأساسية وأسلوبها الليبرالي في الحياة
وشدد كورتس على ضرورة الحفاظ على قيم التسامح لأن "التسامح لا يقبل بعدم التسامح" حسب قوله. كما توجه بالشكر إلى قادة الدول الأوروبية وقادة العالم الذين عبّروا عن "مواساتهم ودعمهم للنمسا".
وأعلنت الحكومة النمساوية الحداد ثلاثة أيام على أرواح الضحايا.
ووفق معلومات الشرطة النمساوية أطلق عدد (لم يتم تحديده) من الإرهابيين المسلحين النار في شارع بوسط فيينا، وذلك في الساعة الثامنة تقريبا مساء أمس الاثنين (السابعة بتوقيت غرينتش)، قبل أن تُسمع طلقات نارية في ستة مواقع مختلفة.
ومنذ الاعتداء سُجل حضور أمني مكثف في مركز فيينا مع استدعاء قوات الجيش ووحدات الأمن الخاصة. تزامن ذلك مع بدء إغلاق شبه الكامل الذي كان بالأصل معتمدا لاحتواء انتشار وباء كورونا.
وما زالت المعلومات بخصوص منفذي الهجوم شحيحة، سوى ما أكدته الداخلية النمساوية من أن أحد منفذي الهجوم، الذي قتل برصاص الشرطة، من مناصري تنظيم "داعش".
وكشف وزير الداخلية النمساوي كارل نيهامر أن الأمر يتعلق برجل يبلغ من العمر 20 عاما، سبق له أن أدين بالانخراط في منظمة إرهابية. وقال نيهامر، لوكالة الأنباء النمساوية، إن المهاجم يحمل جنسية كل من النمسا ومقدونيا الشمالية. وقال الوزير إنه أدين في أبريل من عام 2019 لأنه حاول السفر إلى سوريا للانضمام لتنظيم داعش، وحُكم عليه بالسجن 22 شهرا، وحصل على إفراج مشروط في أول ديسمبر 2019.
وأضاف الوزير أن الشرطة داهمت 15 منزلا واعتقلت عدة أشخاص على صلة بالمشتبه به.
وكان رئيس تحرير صحفية "فالتر" النمساوية فلوريان كلينك قال إن منفذ الهجمات وُلد ونشأ في العاصمة فيينا وكان معروفا لدى المخابرات المحلية لأنه كان بين 90 إسلاميا نمساويا أرادوا السفر إلى سوريا. وأضاف كلينك في تغريدة على تويتر، دون أن يفصح عن مصدر معلوماته، أن المهاجم كارتين إس من "أصل ألباني" لكن والديه من مقدونيا الشمالية.