الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم
(صورة أرشيفية)

"هيومن رايتس ووتش" تفضح إقدام الجزائر على رمي مهاجرين وسط صحراءٍ حرارتُها تفوق 45 درجة

 
طردت السلطات الجزائرية آلاف المهاجرين إلى صحراء النيجر في موجات اعتقال همت أشخاصا أفارقة من جنوب الصحراء طالبوا لجوء يمنيون، وسوريون، وفلسطينيون، خلال الأسابيع الأخيرة.
وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، في تقرير على موقعها على الانترنيت، إن ترحيل المهاجرين تم في تسع مدن جزائرية وهي تلمسان، ووهران، والجزائر العاصمة، والبليدة، وبومرداس، وتيبازة، وزرالدة، وسطيف، وعنابة.
وأضاف المصدر ذاته، أن السلطات الجزائرية اعتقلت المهاجرين من الشوارع، ومنازلهم، وأماكن عملهم، كما أن عناصر الأمن فرقت الأطفال عن عائلاتهم خلال اعتقالات جماعية، وحرمت المهاجرين وطالبي اللجوء من مقتنياتهم، ولم تسمح لهم بالطعن في قرار ترحيلهم أو فحص وضع اللجوء الخاص بهم.
وذكرت المنظمة الحقوقية في تقريرها، أنه منذ بداية شتنبر المنصرم طردت الجزائر أكثر من 3,400 مهاجر من 20 جنسية على الأقلّ إلى النيجر، بمَن فيهم 430 طفلا و240 امرأة، بحسب منظمات إنسانية في النيجر. بذلك، موضحة أن عدد الأشخاص المطرودين من الجزائر إلى النيجر هذا العام تجاوز 16 ألفا شخصا، زجّت السلطات الجزائرية بأغلبهم في شاحنات إلى منطقة تمنغاست التي تبعد بـ 1,900 كيلومتر عن الجزائر العاصمة، حيث احتُجزوا لأيام أو أسابيع، وطُردوا من بعدها.
واستنادا إلى منظمات إنسانية، كشفت "هيومن رايتس ووتش"،أن من بين المهاجرين الذين طردتهم الجزائر بين 5 شتنبر الماضي و8 أكتوبر الجاري، وعددهم 3,400 مهاجر، كان حوالي 1,800 من النيجر، واقتيدوا إلى بلادهم في قوافل "رسمية"، بينما تُرك في الصحراء عند الحدود أكثر من 1,600 شخص من 20 جنسية على الأقلّ، وأغلبهم من غرب وإفريقيا الوسطى، إلى جانب 23 سودانيا، وصوماليَّين، وإريتريَّيْن، وموريتانيَّيْن، وباكستانيّ واحد، وليبي واحد. وأكدت "هيومن رايتس ووتش"، أن الجيش الجزائري جرّد المهاجرين الذين تم تركهم وسط الصحراء من جميع مقتنياتهم الشخصية تقريبا، وتركوهم في موقع يُعرف بـ "نقطة الصفر"، وأمروهم بأن يسيروا 15 كيلومتر حتى السمكة، وهي القرية الأقرب في النيجر، وسط مناخ الصحراء القاسي، قد تصل درجات الحرارة فيه إلى 45 درجة مئوية خلال النهار، وتنخفض بشدّة في الليل.