الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

بعد معاناة مريرة مع المرض.. رحيل أميرة الطقطوقة الجبلية الفنانة الكبيرة شامة الزاز (+ فيديو)


جلال مدني

ترجلت، اليوم الاثنين، عن قطار الحياة، فنانة كبيرة شكلت عنوانا للطقطوقة الجبلية، الراحلة شامة الزاز، عن عمر 63 سنة، بعد معاناة مريرة من المرض، أقعدها الفراش، إذ ألم بها منذ الربيع، لتلزم الفراش منذ شهر يونيو الماضي...
 
وكانت فنانتنا العملاقة، التي لقبت باسم "أيقونة الطقطوقة الجبلية"، أصيبت منذ عدة سنوات بمرض القلب، مما اضطرها إلى إجراء عملية جراحية كان تكلف بمصاريفها الملك محمد السادس...
 
عاشت حياتها بالطول والعرض تصنع الفرح والإبداع الجميل، بصوت جبلي رائع، وهي تؤدي أغاني الطقطوقة، إذ يضم ريبيرتوارها عشرات الأغاني المنفردة، إضافة إلى أغاني مع نجمات ونجوم هذا الفن الجبلي الشمالي، قبل أن يشتد عليها المرض، فتؤوب إلى مسقط رأسها بدوار الروف في جماعة سيدي المخفي ضواحي تاونات، لتجد نفسها تعاني على جهتين: ألم المرض وألم التهميش واللامبالاة...
 
اشتهرت شامة الزاز، المزدادة سنة 1953 بإحدى البوادي ضاحية مدينة تاونات، بمواويلها الجبلية، وبصوتها المتناغم مع ترددات الجبل، تزوجت وهي ابنة 13 سنة، وترملت وهي في عمر 17 سنة بعد زواج لم يستمر سوى أربع سنوات، ومنذ ذلك الحين وهبت حياتها لرعاية ولديها، وللغناء في منطقة محافظة تطغى عليها ثقافة العيب والحشومة، فتحدت طابوهات ثقافة الأجداد في النظر إلى المرأة، وصنعت لها وللنساء صورة أخرى تعيد الاعتبار لكرامتها ولشخصيتها، خصوصا أن أغلب كلمات أغانيها كانت هي من تَنظُمها وتلحنها، وهي من تؤديها...
 
 
 
وظلت الراحلة شامة متمسكة بلباسها التراثي المميز، والمكون من "فواطة" وهي الثوب الذي يغطي وسطها، مع "ترازة" الجبلية على رأسها، وهي قبعة تُصنع من الدوم، وتُزين بخيوط صوف ملونة، خصوصا بالأصفر والأحمر، وأحيانا قد يتخلله الأخضر والأزرق والأبيض، لكن الأساس هو الأصفر والأحمر في منطقة تاونات...
 
وداعا فنانتنا الكبيرة، أميرة طقطوقتنا الجبلية، انخرطت في هذا الفن الشعبي وأنت فقيرة، وحققت شهرة واسعة، وأعطيت أغاني ذات قيمة عالية، ورحلت عنا وأنت، أيضا، فقيرة... سلاما عليك مطلع كل وتر وكل صيحة في جبل، وعزاء لكل أسرتك الصغيرة والكبيرة، التي تمتد على طول هذا الوطن...