بأزمة قلبية مفاجئة.. المغرب ومشهده الإعلامي يفقدان الصحافي الفلسطيني الكبير محمود معروف

 

اختطفت أزمة قلبية مفاجئة، اليوم الخميس بمدينة الرباط، الصحافي الفلسطيني محمود معروف، من بين أسرته وأصدقائه وزملائه، مخلفا وراءه صدمة لدى كل معارفه...

لم يكن الراحل محمود معروف فلسطينيا فحسب، بل كان، أيضا، مغربي القلب والروح، تنفس هواء المغرب وعانق قضاياه، حوالي أربعة عقود من الزمن، حتى أنه عندما تكون تحادثه لا تفعل ذلك من زاوية أن المخاطَب أجنبي، بل هو مغربي، وبالمقابل، ورغم كل السنوات التي قضاها في المغرب، ظل هموما بقضيته الأساسية، قضية شعبه، قضية النضال التحرري من الاحتلال الإسرائيلي وبناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف...
حل محمود معروف بالمغرب في بداية ثمانينيات القرن الماضي مراسلا لوكالة "قدس برس"، ثم انتقل إلى بيروت لاحقا، لكن روحه المغربية ما لبثت أن استبدت به فاستعادته إلى تربة بلاد الأطلس، فعاد إلى المغرب لينخرط في تجربة مع جريدة "القدس العربي" مباشرة خلال تأسيسها...

ومنذ ذلك التاريخ، أشرف محمود معروف على مكتب الرباط ليجعل منه أهم مكاتب الجريدة خارج لندن حتى يومنا هذا، بتغطيته للأحداث المغربية والإقليمية، حيث خصصت الجريدة صفحة كاملة لمنطقة شمال إفريقيا وأساسا المغرب.

وفتح محمود معروف صفحات جريدة "القدس العربي" أمام المبدعين والمفكرين المغاربة، سواء عبر نشر إنتاجاتهم أو عبر حوارات، ولعب دورا في تجسير العلاقة الفكرية والثقافية والإبداعية بين المغاربة والمشارقة...

كما ساهم محمود معروف في مزيد من التعريف بالقضية الفلسطينية في المغرب، ولعب دورا محوريا في مختلف أنشطة التضامن والفكر حول هذه القضية، حيث كان يحل ضيفا باستمرار في مختلف المدن والقرى لتقديم آخر تطورات القضية الفلسطينية.