مسعود بوعيش: من زاوية أخرى.. مخدرات ومافيات ومطاردة ساحرات ومنعطفات
الكاتب :
مسعود بوعيش
مسعود بوعيش
* من السذاجة السياسية الاعتقاد بأن مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود قضية محلية داخلية.
* من السذاجة السياسية اعتبار المتابعة الإعلامية لقضية محاكمة أشخاص متورطين في المشاركة أو الاتجار في المخدرات الصلبة مسألة محلية داخلية.
* محاربة ظاهرة الجريمة المنظمة العابرة للحدود أفرزت منظومة للتعاون والتنسيق بين الدول لمتابعة وإيقاف ومحاكمة المتورطين في الجريمة.
* بيّنت الأبحاث والدراسات من جهة، والأحكام الصادرة عن القضاء بعدة بلدان من جهة أخرى، أن الاتجار في المخدرات الصلبة رافعة لأنواع أخرى من الجرائم الخطيرة العابرة للقارات، التي تهدد الأمن والطمأنينة والسلام..
* وإذا كان التنسيق والتعاون بين مختلف الأجهزة الأمنية للدول قد نجح ميدانيا في الحد من وتيرة انتشار الظاهرة واستفحالها، فإن محاولة الاستخفاف بالجريمة وتداعياتها تشكل تبخيسا للمجهودات المبذولة من أجل حماية ووقاية الحقل الانتخابي من سيطرة المال الحلال والحرام لاستمالة الناخبين والناخبات.
* نجاعة تفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة تعني تطبيق القانون بصرامة في حق الموقوفين المشتبه في درجات ومستويات تورطهم في الأفعال الجرمية موضوع القضية المعروضة على القضاء.
* في السياق والنسق، يبدو أن النجاعة في مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للقارات والحد منها محليا لا تعني السقوط في مسلسل "مطاردة الساحرات".
* شكّلت حجم العقوبات القانونية الثقيلة، التي حكم بها القضاء في العديد من البلدان، التي تخترقها ظاهرة الاتجار في المخدرات الصلبة، قوة ردع وعبرة للجهات المتورطة في المشاركة وفي الاستخفاف بخطورة الجريمة وآثارها وتداعياتها.
* ومهما كانت جرأة القضاء الإيطالي في الماضي القريب في إصدار الأحكام ضد المافيا المحلية، فإن الحصيلة أكدت أن "دولة القضاة" عجزت لوحدها عن محاربة الجريمة المنظمة العابرة للحدود وعلى رأسها جريمة الاتجار في المخدرات الصلبة.
* يبدو للعالم في الحاضر أن إيطاليا اليوم ليست هي إيطاليا الأمس في عهد رئيس حكومتها السيد ألدو مورو. أكدت الوقائع والأحداث السياسية خلال العقود الثلاثة الماضية أن إيطاليا / الدولة بنجاعة التفاعل المجتمعي نجحت في حربها ضد المافيا، ونجحت في تعبئة كل المؤسسات الحكومية والمنظمات الغير حكومية للانخراط في سياسات عمومية بمستوياتها المحلية والجهوية لمحاربة ظاهرة الاتجار في المخدرات الصلبة، وبالتالي حماية الحقل الانتخابي من الفساد والمفسدين الوافدين من أوساط المافيا...
* كل المؤشرات المتوفرة تؤكد أن دولتنا قادرة على التصدي لكل أنواع الجريمة المنظمة العابرة للحدود.
حصيلة المجهودات المبذولة خلال العقدين الأخيرين في مكافحة الجرائم الخطيرة المحلية أو العابرة للحدود تؤكد أن بلدنا يتصدر الدول الأعضاء بالأمم المتحدة المنخرطة في محاربة جرائم الاتجار في البشر وتبييض وغسل الأموال وجريمة الإرهاب وجريمة الاتجار في المخدرات الصلبة.
نتمنى كل النجاح والتوفيق للساهرين على أمن البلد وحماة الحدود الحقة لوطننا المغرب.
سنة ميلادية 2024 سعيدة وحاملة لكل الأفراح والمسرات على درب البناء المشترك لمستقبل أفضل وأحسن لصالح أغلبية الناس..