الغد 24 خبر الغد تقرأه اليوم

الحسين بكار السباعي: حرية الصحافة عنوان كل الحريات

 
الحسين بكار السباعي
 
في اليوم العالمي للصحافة، الذي يصادف يوم 3 ماي من كل عام، لابد أن نقف تحية إجلال وتقدير، لكل نساء ورجال الصحافة والإعلام، الجهوي منه كما الوطني والدولي.
 
لكل اللذين قدموا وما زالوا يقدمون كل التضحيات في سبيل مهنة المتاعب ومشقة البحث عن الحقيقة في كومة وفوضى زخم المعلومة، نؤكد لهم أنه مهما ما حل بها من ترامٍ ممّن لا مهنة له، فإنها ستبقى دائما وأبدا منبرا لحناجر المقهورين وللأصوات المختلفة، ومرآة تعكس صورتنا، بخيباتنا وآمالنا.
 
ستبقى صاحبة الجلالة شاهدة على كل الذين فقدوا أرواحهم تحت بطش السلطة في كل مكان في العالم، لكل الذين سقطوا برصاص المواجهات في ميادين الحروب والتوترات، لكل الإعلاميين الذين مازالوا يرابطون في مختلف المواقع لكشف الفساد، لا تهمهم كسرة الخبز الحافي، ولا ترهبهم أصوات الرصاص، لأنهم بكل فخر منارة الإنسانية.
 
إن حقوق الصحافيات والصحافيين، هي جزء لا يتجزأ من ثقافة حقوق الإنسان، بل أكثرنا حاجة لحمايتهم من الاعتقالات، ومن المضايقات، وللدفاع عن حقهم في الوصول إلى/والحصول على المعلومة دون قيد أو شرط.
 
ومما لا شك فيه أنه إذا فسدت الصحافة فسد المجتمع، وإذا صحت واستقلت، بنت أمما ديمقراطية تعتز بمتانتها، فالأقلام المأجورة لا تعيش أبدا، ولا تعدو مهما طال الزمن، إلا أن تصير أصواتا خائنة لبلدها في قول الحقيقة ونقل الصورة.
 
لقد تعاملت الدول الديمقراطية مع الصحافة بكل احترام، حتى أُطلق عليها "صاحبة الجلالة" و"السلطة الرابعة"، وكلها دلالات على أهمية وجود صحافيين نزهاء يلتزمون بأخلاقيات المهنة، وميثاقها الأخلاقي، الذي يتمثل في أمانة نقل المعلومة بكل مهنية واحترافية، وبكل توازن وموضوعية، والعمل على التأكد من صحة الأخبار من مصادرها، إنها العين التي لا تنام، وضمير الأمم الذي لا يخاف الاعتقالات ولا السجون.
 
غير أنه، وفي ظل تزايد استعمال الإنترنت لدى الصحافيين والجمهور على حد سواء، لابد من التأكيد على أن ربط الصحافة بالقوانين، والمقاربات الزجرية، ليست مدخلا وحيدا لحماية الصحافة والجمهور من الدخلاء، بل أيضا تماسك الجسم الصحفي، واعتماد الميثاق الأخلاقي كأساس لممارسة المهنة، تظل وتبقى معها الصحافة مستقلة، بأقلام وأصوات عالية في وجه الظلم والقهر والطغيان.
 
إنه لمن الأكيد أن لكل منبر إعلامي حماته وجنوده في الخفاء كما في العلن، وراء الميكرفون، ووراء الصورة، في غرف التحرير، كما في أجواء الشوراع والفضاءات العامة، أولئك الشرفاء الذين يتكبدون كل ساعة، بل كل دقيقة وثانية، مختلف أنواع المتاعب، إنهم كالجنود الذين يلبون نداء الوطن والترافع عن قضاياه المختلفة، ليرفعوا شعار العمل الصحفي الجدير بنبل المهنة، ويعلنوا إنا نحن هنا نحيا لحماية المعلومة وايصال الحقيقة ولوقف الأخبار الزائفة والكاذبة، مهما كلفنا الزمن.
 
لهؤلاء ألف تحية...
 
محام وحقوقي وباحث في الإعلام والهجرة وحقوق الإنسان